الحرس الثوري الإيراني يعلن اعتقال "جاسوس للموساد" في خراسان الشمالية    عراقجي: إيران صمدت أمام "الضغوط القصوى" لحرمانها من حقوقها النووية    إيران تنتقد دعم بعض الدول الأوروبية لإسرائيل وتطالب بإدانة صريحة للهجمات    السودان: تصاعد الأزمة الإنسانية وتآكل سيطرة المليشيا في دارفور    المأساة الإنسانية في غزة تتفاقم وسط تصعيد دموي وضغوط دولية متزايدة (تقرير)    بمشاركة مرموش.. مانشستر سيتي يهزم يوفنتوس بخماسية في مونديال الأندية    ملخص أهداف مباراة العين والوداد في كأس العالم للأندية    مانشستر سيتي يكتسح «السيدة العجوز» ويتأهل بالعلامة الكاملة    بمشاركة ربيعة.. العين يهزم الوداد في قمة عربية بكأس العالم للأندية    مصرع سيدة وإصابة آخر في تصادم سيارة ملاكي مع نصف نقل بالجيزة    المفتي: التطرف ليس دينيا فقط.. من يُبدد ويُدلس في الدين باسم التنوير متطرف أيضا    السياحة: عودة جميع الحجاج المصريين بسلام إلى مصر بعد انتهاء الموسم بنجاح    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مكتب نتنياهو: مستعدون للدخول فى مفاوضات بشأن حرب غزة.. اعتراض صاروخ باليستى أطلقه الحوثيون تجاه إسرائيل.. وترامب: وقعنا اتفاقا مع الصين    عراقجي: لم نتخذ قرارا ببدء مفاوضات مع الولايات المتحدة    الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة ستمنح 30 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية الجمعة 27 يونيو 2025    متحدث البترول: إمداد الغاز لكل القطاعات الصناعية والمنزلية بانتظام    تنويه مهم من محافظة الجيزة بشأن تنسيق القبول بالثانوية العامة ومدارس التعليم الفني    السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصرى والأمة الإسلامية بالعام الهجرى الجديد    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 والقنوات الناقلة    جلسة منتظرة بين الخطيب وريبيرو لحسم ملف صفقات الأهلي (تفاصيل)    البرتغال تفوز علي منتخب مصر لشباب اليد 30 -26 .. والفراعنة يودعون بطولة العالم من ربع النهائي    بعد واقعة نجل ميدو.. تعرف علي المواد التي يحاكم بها الأطفال وفقا للقانون؟    إصابة 12 شخصا إثر سقوط سيارة ميكروباص فى أحد المصارف بدمياط    تحذير بشأن حالة الطقس اليوم فى القاهرة والمحافظات : «ارتفاع مفاجئ»    الإنقاذ النهرى تكثف جهودها لانتشال جثمان طفل غرق بأسيوط    ارتفاع جديد في درجات الحرارة.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الأيام المقبلة    ضبط قضايا إتجار غير مشروع فى النقد الأجنبى بقيمة 4 مليون جنية    وزير السياحة والآثار الفلسطينى: نُعدّ لليوم التالي في غزة رغم استمرار القصف    مصطفى قمر يتألق فى حفل غنائى كامل العدد ومى فاروق والعمروسى بين الجمهور    مفتى الجمهورية: الشعب المصرى متدين فى أقواله وأفعاله وسلوكه    لأصحاب برج العقرب.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من يونيو 2025    سعر الذهب اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 فى محلات الصاغة    رمضان 2026 أقرب مما تتخيل.. هذا هو موعده المتوقع فلكيًا    صحة دمياط تقدم الخدمة الطبية ل1112 مواطنًا فى قافلة طبية بعزبة جابر    مفتى الجمهورية: صناعة المستقبل أحد الدروس المستفادة من الهجرة النبوية    نقل الكهرباء : تشغيل المحول رقم (1) بمحطة زهراء المعادي    ممدوح موسى عن «ابتدينا» ل عمرو دياب: «ده مش اسم غنوة دي مرحلة جديدة بيبدئها الهضبة»    محافظ القليوبية يتابع رصف طريق مساكن الرملة ببنها والانتهاء منه خلال أيام    «سيطرة واضحة».. لماذا تفوقت فرق البرازيل في كأس العالم للأندية؟    محافظ كفر الشيخ: تسهيل إجراءات تقنين الأراضي لتيسير الأمور على المواطنين    «مش عاجبك متخرجش».. محمود حجازي يعلق على انزعاج المشاهير من المعجبين (فيديو)    لفقدان الوزن.. تعرف على فوائد المشروم المذهلة    مدير التأمين الصحي بالقليوبية: برامج تدريبية متخصصة لرفع كفاءة الكوادر الطبية    نقطة دم تساوي حياة.. وكيل صحة البحيرة يدعو المواطنين للمشاركة في حملة التبرع بالدم    محمد رمضان يحيي حفلا بالساحل الشمالي يوليو المقبل    الباركود كشفها.. التحقيق مع طالبة ثانوية عامة بالأقصر بعد تسريبها امتحان الفيزياء    أم تنهي حياة صغيرها بحبل غسيل في العمرانية وتتخلص من حياتها قفزًا في النيل (قصة كاملة)    10 فئات محرومة من إجازة رأس السنة الهجرية (تعرف عليها)    تسليم 16 عقد عمل لذوي الهمم بالقاهرة    محافظ الجيزة يتفقد مستشفى الحوامدية العام للوقوف على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين    هل يُستَحبُّ شرعًا الصوم في شهر الله المحرم.. الإفتاء توضح    السبت المقبل .. المنيا تحتفل باليوم العالمي للتبرع بالدم 2025    جولة مفاجئة إلى جمعية منشأة القصاصين للإصلاح الزراعي بالإسماعيلية    نساء الهجرة.. بطولات في الظل دعمت مشروعًا غيّر وجه التاريخ    محافظ أسوان يشهد الاحتفال بالعام الهجري الجديد بمسجد النصر    انتصار السيسي تهنئ المصريين والأمة الإسلامية بمناسبة رأس السنة الهجرية    دنيا عبدالعزيز تنعى عماد محرم: "حبيبنا وصديقنا الجدع"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحركة الطلابية من «الالتحام مع الجماهير» إلى «الانقسام فى الميادين»

الزمان حدث سياسى ملتهب.. مانشيتات عريضة فى صحف يومية تقابلها قصيدة أو رسوم كاريكاتيرية ساخرة أو مقال مقتضب فى مجلة حائط خطته يد طالب عشرينى رفع كل شعارات النضال.. جمعاء جمعاء.

المكان بين أسوار الجامعة وقبضة البوليس السياسى انطلقت المسيرات الطلابية فى تتابع زمنى: «حادث كوبرى عباس 1946 وانتفاضة 1968 عقب النكسة وانتفاضة الخبز ..1972 جمعاء جمعاء.. لاتنزعج من سخونة الأجواء وحرارة الهتاف.. فقط ردد خلف «جاهين» و«السندريلا»: إحنا الطلبة زميل وزميلة واللى ما بنا معانى نبيلة.. دوقنا عذابها ليالى طويلة.. وأول درس اتعلمناه إن كلمة أيوه جميلة بس الأجمل كلمة «لا». واسمع صيحاتهم الأخرى.. تأمل شكواهم ومطالبهم.. وانتبه أنت فى حضرة الطلبة.
الاتحادات الطلابية كانت دائما المحرك الرئيسى للكثير من الأحداث التى تصدرت المشهد السياسى المصرى خلال حقبتى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى، إلا أن سنوات التجريف السياسى أضعفتها وأبعدتها عن دورها الرئيسى فى قيادة المجتمع والمشاركة السياسية ، تاركة هذا الدور لحركات أخرى ظهرت فى الشارع وقادت ثورة 25 يناير ، قبل تحول الحرم الجامعى وقلبه إلى ميادين للتظاهرات وساحة للاشتباكات بين مؤيد ومعارض عقب 30 يونيو. البداية كانت بعد هزيمة يونيو 1967 و الأحكام الهزيلة التى حكم بها على الضباط المتسببين فى النكسة.

حيث أخذ السخط يتراكم فى صدور المصريين خاصة العمال وطلاب الجامعة وانفجرت براكين الغضب الشعبى التى بدأت بعمال المصانع الحربية بحلوان الذين خرجوا فى مظاهرة عامة متجهين إلى القاهرة فتصدت لهم قوات الأمن فى ( 21 فبراير )،
وعندما وصلت أنباء حوادث حلوان إلى الجامعة بعد ظهر نفس اليوم اجتمع الطلاب بأحد مدرجات كلية الآداب وشكلوا من بينهم لجنة لرفع رأيهم فى الأحكام، وعلى الرغم من أنه كان عطلة رسمية «عيد الوحدة» فإنه قد حضر وزير التعليم العالى آنذاك وتناقش مع الطلاب وكانت المطالب محصورة فى أمر النكسة والاحتجاج على الأحكام ثم أخذت تتسع لتشمل الحريات العامة، غير أنه تم إلقاء القبض على بعض أعضاء اللجنة التى شكلها الطلاب فانفجرت المظاهرات، وعند منتصف الليل اتخذ مجلس الوزراء برئاسة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قرارا بإلغاء الأحكام التى صدرت وإحالة القضية إلى محكمة عسكرية عليا أخرى وتمت الاستجابة لمطالب الطلبة الخاصة بإعطاء مزيد من الاستقلال والفاعلية وحرية الحركة لاتحاداتهم والسماح للاتحادات بالعمل السياسى وصدر قرار رئيس الجمهورية رقم 1532 لسنة 1968 بشأن تنظيم الاتحادات الطلابية ثم بلغت الحركة الطلابية ذروة نشاطها بعد ذلك فى عهد الرئيس السادات بسبب شعور الطلبة بأنه كان سيماطل فى قرار الحرب مع إسرائيل، فقامت بإصدار بيان فى 24 يناير عام 1972وكان هذا أول بيان تصدره الحركة الطلابية بعد أن اقتحمت مطبعة جامعة القاهرة واستخدمتها فى طباعة بيانات الحركة وبالفعل نجحت فى إصدار بيانات و96 مجلة حائط أسبوعيا، وكان لديها غرفة عمليات لإصدار مجلات الحائط والرد على كل الأطروحات السياسية.

وكان هذا النشاط الطلابى فى إطار ما عرف وقتها بانتفاضة الطلبة ضد السادات، والتى كان وراءها عوامل عديدة مفجرة لهذه الانتفاضة فى 1972 منها خطاب السادات فى 10 يناير فى أول العام، ومرارة هزيمة يونيو 1967حالة اللاسلم واللاحرب التى عاشتها البلاد منذ تولى السادات للحكم، وسيطرة الحزب الأوحد على العمل السياسى، وانعدام حرية الصحافة، وضبابية الخلاف الهندى الباكستانى، كل ذلك كان بمثابة العوامل المفجرة لانتفاضة الطلاب.

وبالفعل اجتاحت مظاهرات الطلبة جميع أنحاء الجمهورية مطالبة بالثأر وواجهتها السلطة بجميع أشكال العنف من ضرب وتعذيب واعتقال.

مرت سنوات السادات وجاء مبارك وتركت الساحة فى الجامعات للإخوان المسلمين، الذين لم يقوموا بحراك سياسى داخل الجامعة، حتى فى ثورة 25 يناير خرجوا للتظاهر بانشقاقات وقرارات فردية، لأن قيادات الجماعة رفضت المشاركة.

المهندس أحمد بهاء الدين شعبان القيادى بجبهة الإنقاذ والمنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير - وأحد رموز الحركة الطلابية فى السبعينيات وصف هذه الحقبة بأنها كانت فترة النضال الوطنى من أجل خوض حركة التحرير ضد الاحتلال الإسرائيلى والذى وطأ بقدمه حوالى 100 كيلو متر من القاهرة.

حيث زحف عدوانه من ضفاف القناة إلى منطقة أبوزعبل فى عمق القاهرة «العاصمة».

قال: كان هناك شعور نفسى عام آنذاك بأن هذا العدوان الإسرائيلى إذا لم نقف ضده ونحجمه سيؤدى ذلك إلى انحسار مصر وترجم ذلك الشعور إلى روح وطنية وحراك طلابى ثورى نشط طرح أفكارا ورؤى واسترجع من التراث التاريخى النضال الوطنى للحركة الطلابية المصرية، وأكد شعبان على أن هذا الحراك الطلابى فى حقبة السبعينيات تميز أولا:

بارتفاع الوعى السياسى وكان وقوداً لثورة الجماهير لاتخاذ قرار الحرب ثم قرارات أخرى بعد ذلك واتضح ذلك من خلال البيانات والمواقف والأفكار التى تم طرحها بالإضافة إلى الشعارات والخطب والمقالات التى كان يغلب عليها الطابع الوطنى وتلهب مشاعر الجماهير.

ثانيا: كانت الحركة الطلابية فى تلك الفترة حركة سلمية ولم تلجأ يوما إلى العنف رغم ما واجهناه من عنف السلطة وكنا حريصين تماما على عدم التخريب وعدم المساس بمنشآت الجامعة ومحتوياتها لأننا كنا نعلم أنها ممتلكات الدولة التى خرجنا من أجلها.

ثالثا: كان ارتباطنا قويا بالجماهير ولم نكن وهذا على عكس ما يحدث الآن من قبل جماعة الإخوان المسلمين والتى غاب عن حراكها الطلابى الشعارات الوطنية ولجأت للعنف والعدوان والتحريض وانقطعت علاقتها بالجماهير فخالفت ما انتهجته الحركة الطلابية الثورية فى السبعينيات التى لم تصطدم بالجماهير، بل كانت ملتحمة معها باعتبار أن الشعب مصدر القوة.

رابعا: كانت حركتنا الطلابية حركة تنويرية ثقافية لديها هدف وطنى واضح، أما الحركة الطلابية للإخوان فليس لها هدف سوى إعادة مرسى للحكم.

فى حين أرجعت د.هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع السياسى جامعة الزقازيق فضل تنظيم الطلبة كقوة فعالة فى مجال العمل الوطنى إلى حقبة الستينيات قائلة: بدأ ذلك منذ أن كنا طلبة فى المرحلة الإعدادية والثانوية كنا نشعر بأنفسنا قادرين ومؤهلين للمشاركة السياسية لأن النظام فى ذلك الوقت خلق درجة عالية من الوعى والتنشئة السياسية حيث استخدم كتاب الميثاق بصياغته اللغوية المتقنة بهدف تنمية الوعى السياسى للطلبة وكان مقررا فى الدراسة فى مراحل الإعدادى والثانوى وكان نموذجا مصغرا للدستور الذى تسير عليه البلاد فيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية وخطة المستقبل وطبعا لن أنسى الجملة الشهيرة التى تضمنها الميثاق وتكررت فى سطوره «أن الشعب هو القائد» وكأنه يتنبأ بالأدوار التى سيلعبها هذا الشعب حتى بعد ذلك وتجلياتها فى ثورة 25 يناير .2011
وكان الشباب مثقفا ومتحدثا لبقا وبالفعل خرجت التنظيمات الطلابية وكان لها دور فى المشاركة السياسية داخل الجامعات وكان للطالبات دور بارز فى الاتحادات الطلابية أيضا وبلغت الجامعة قمة التألق حتى إن الرئيس جمال عبدالناصر كان يذهب للجامعة بنفسه ليلتقى بالطلاب بعد الاحتجاجات الغاضبة عقب نكسة 1967 حيث أصدر بيان 30 مارس الشهير وكان هناك نقاش واسع داخل الجامعة بشأن هذا البيان ثم تلا ذلك فترة السبعينيات بفريق متميز من الطلاب الذين أصبح لهم صيت ذائع وكلمة مؤثرة بعد ذلك.

وكانت التحركات الطلابية الضخمة فى السبعينيات استكمالاً للدور الطلابى فى الستينيات، حيث استكملت الاتحادات الطلابية ممارسة النشاط السياسى وكان زعيم الطلاب د.أحمد عبدالله رزة والذى كان معيدا فى كلية اقتصاد وعلوم سياسية ودفع فاتورة النشاط الطلابى بأن تم فصله من الجامعة.

فالطلاب تربوا فى مدرسة عبدالناصر وكانوا مدركين تماما لدورهم فى تحريك الأحداث ومشاركتهم السياسية التى بلغت ذروتها، خاصة مع تولى السادات السلطة فى مصر وردته على الناصرية فتصدوا له دفاعا عن مكتسبات ثورة يوليو 1952 .

وتضيف: فى تلك الفترة كان الحماس الطلابى جارفا وكان الطلاب يواجهون الجماعات الإسلامية وليست أجهزة الأمن فقط وكانت تلك الجماعات إما إخوان ورموزها الطلابية مثل عبدالمنعم أبوالفتوح أو جماعات التكفير والهجرة مثل شكرى مصطفى وغيرهم.

وتميزت تلك الفترة أيضا بالتحام اتحادات الطلاب مع الجماهير حيث قاد الطلاب انتفاضة شعبية من خلال تنظيم الإضرابات وحركات الاحتجاج والمظاهرات التى استجاب لها العمال والشعب وخرجت من الجامعات والمصانع فى 18 و 19 يناير 1977 بعد إعلان قرارات إلغاء الدعم وغلاء الأسعار وسقط العديد من شهداء الحركة الطلابية المصرية والطبقة العاملة حتى أجبر السادات على التراجع فى قراراته وعودة الأسعار كما كانت.

ولكن بعد انتفاضة الخبز فى يناير 1977 وتزايد النفوذ اليسارى بين الحركة الطلابية المصرية تحالف السادات مع الجماعات الإسلامية حيث فتح لتلك الجماعات المجال لمهاجمة الناصريين واليساريين وحتى الطالبات تعرضن للمضايقات من قبل تلك الجماعات بحكم كونهن سافرات فى نظرهم.

بعد حقبتى الستينيات والسبعينيات شهدت الجامعات المصرية هيمنة تامة من قبل الجماعات الإسلامية وسيطرتها على اتحادات الطلاب مثلما كان الحال فى بقية الاتحادات الأخرى والنقابات.حيث بدا الخط مائلاً فى عهد السادات ثم امتد الخط على اعوجاجه فى عهد مبارك ونظامه، فلم يكن مبارك مشغولا بالتفاصيل وترك الأمر لرجاله وأفسح المجال لمباحث أمن الدولة داخل الجامعات وكانت تتعامل بطريقتها مع الطلاب وطبعا فى ظل هيمنة التيار الإسلامى على الجامعات وسيطرته على اتحادات الطلاب كانت تعقد الصفقات وكان الحراك السياسى لشباب الجامعات المنتمين للتيارات الأخرى فى الشارع أكثر منه فى الجامعات ثم توجه أخيرا إلى ميدان التحرير.

وتنهى كلامها: اتحادات الطلاب بعافية وآثار ما ارتكبه السادات حاضرة بقوة ولذلك فإن الصراع داخل الجامعة لم يحسم بعد.

محمد بدران رئيس اتحاد طلاب مصر: أكد أن عام 2013 سيشهد لائحة طلابية جديدة تعطى القوة لاتحاد طلاب مصر، مشيرا إلى أن اللائحة الطلابية فى عهد السادات كانت تعطى للطلاب صلاحيات ولكن قام بإلغائها سنة 1979 وبالتالى لم يعد يوجد اتحاد قوى يوحد الطلاب واستمر الوضع هكذا فى عهد مبارك حتى وضعت لائحة 2012 التى أعدها طلاب الإخوان واعطت قوة وصلاحيات لاتحاد الطلاب لكنها لم تكن متوازنة فأردنا أن تكون هناك لائحة طلابية جديدة لا تسمح للإخوان فقط بالسيطرة على الاتحادات والأنشطة ولكن تعطى مزيدا من الصلاحيات للاتحاد.

وأضاف: هذه اللائحة ستكون أقوى لائحة فى تاريخ مصر «أقوى من اللائحة الطلابية فى فرنسا».وعلق على المظاهرات الأخيرة والاحتجاجات التى تحدث داخل الجامعة: لم نعترض على أى مظاهرات طالما تحدث دون تجاوزات لكن إذا خرجت عن الأعراف والتقاليد والمبادئ الجامعية سواء بالاحتكاك بالألفاظ أو الاشتباكات وتعطيل الدراسة فى الجامعة فسوف يطبق هنا قانون تنظيم الجامعات وما يحدث من طلاب الإخوان شىء مرفوض.

هشام أشرف رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة عقد مقارنة بين الدور الذى قامت به الحركة الطلابية فى فترة السبعينيات بمشاركتها فى الإسراع بقرار الحرب وبين ما يحدث فى الجامعات الآن.قائلا: فى فترة حكم الرئيس السادات وما قبلها كان لاتحادات الطلبة نشاط كبير فى العمل السياسى والوطنى وكانت هناك تحركات طلابية ضمت عناصر نشطة داخل الجامعات كان لها تأثير بارز فى القرار السياسى المصرى.

ثم أصدر السادات اللائحة الطلابية سنة 1979 والتى ألغى من خلالها اتحاد الطلاب داخل الجامعة وكان لذلك تأثير حيث حرم جميع أشكال العمل السياسى داخل الجامعة.

ثم جاء مبارك وتولى السلطة من بعده والذى أحال دور اتحاد الطلبة على مدار الثلاثين عاما من حكمه - لدور آخر من خلال اللائحة الطلابية والتى قام بتعديلها بموجب قرار 1984 فأصبح دور اتحاد الطلاب يقتصر فقط على الأنشطة الفنية و الحفلات والندوات.

وأصبح النشاط السياسى محظورا حتى لا يستطيع الطلاب أن يعبروا عن آرائهم بحرية داخل الجامعة أو ترتفع أصواتهم.

وطوال فترة حكم مبارك وطلبة الجامعات يريدون أن يعود إلى الاتحادات الطلاب دورها الحقيقى من خلال تعديل اللائحة الطلابية ولكن هذا لم يحدث حتى عندما جاء الإخوان للحكم تمسكوا بنفس الرؤية القديمة باستثناء بعض التعديلات على اللائحة وإعطاء بعض الصلاحيات التى لم تحقق الهدف الأساسى لاتحاد الطلاب بنقل صوت الطلبة وحقوقهم ومشاكلهم وأن تصبح كلمتهم هى المؤثرة فى مجالس الكليات واتخاذ قرارات مصيرية لصالح الطلبة.

لدرجة وصلت إلى أن المشاكل التى واجهت الطلبة مثل الضبطية القضائية وارتفاع المصروفات ومشاكلهم مع الإدارة قمنا بحلها ليس باعتبارنا اتحاد طلاب ولكن كطلبة عاديين مع رئيس الجامعة د.جابر جاد نصار رئيس الجامعة والذى تفهمنا لأن اللائحة الحالية لا تسمح لنا بذلك وهذا يدل على أن دور اتحادات الطلاب غير مرض وعن المظاهرات الأخيرة داخل الجامعة قال هشام: كل طالب له الحق فى التعبير عن رأيه وطلبة الإخوان استغلوا الجامعة سياسيا لإيصال صوتهم وهذا حق مشروع لهم طالما لم يحدث اعتداءات أو اشتباكات بينهم وبين الطلاب العاديين وهذا ما حدث فى بداية تظاهراتهم ولكن فى الأيام الماضية لم يلتزموا وخالفوا هذا المبدأ وهذا ما حدث عندما اشتبكوا مع الطلبة العاديين، فى كلية التجارة عندما علموا أن طلاب كلية التجارة يتظاهرون ضد عميد الكلية الإخوانى والذى يحظى بكراهية كل طلاب الكلية بسبب إدارته السيئة وإمعانه فى الظلم والعمل ضد مصلحة طلبة الكلية وفوجئ طلبة كلية التجارة بتظاهرات طلبة الإخوان التى خرجت وهى ترفع شعار - لا للانقلاب العسكرى وشعارات رابعة - تتدخل فى مظاهرة الطلاب ضد العميد لمجرد كونه إخوانيا وبدأوا بالاشتباكات مع الطلاب.

ثم تكررت الاشتباكات مرة أخرى عندما خرجت مجموعة أخرى مؤيدة للفريق السيسى وهنا لم يلتزم الطرفان بحرية التعبير والاختلاف مما أدى لإصابة 2 من أفراد الأمن وكذلك أصيب 7 من الطلاب.

أحمد خلف رئيس اتحاد طلاب كلية اقتصاد وعلوم سياسية:لقد حققت الحركة الطلابية القوية منذ مظاهرات 1968 وحتى اتخاذ الرئيس السادات قرار الحرب فى 6 أكتوبر مكاسب سياسية قوية على الأرض وكان وقتها الحراك الطلابى لا يقتصر على تيار بعينه حيث كان الجميع يدفع فى اتجاه اتخاذ قرار الحرب وعدم الخضوع ومقاومة حالة السلبية والركون التى سبقت حرب أكتوبر 1973 والتى عرفت بحالة اللا سلم واللا حرب.

واستمر نشاط تلك الحركة حتى إصدار معاهدة كامب ديفيد وحتى إصدار اللائحة الطلابية فى عام 1979 والمعروفة بلائحة أمن الدولة. الآن الحركة الطلابية فى مفترق طرق فبعدما بدأت تتشكل حركات وكيانات طلابية تنتمى لتيارات سياسية مختلفة «كالدستور 6 أبريل مصر القوية»
وعن الحراك السياسى داخل الجامعة قال خلف: الحراك الطلابى مستمر بأشكال مختلفة، وأنا كرئيس اتحاد طلاب وكطالب أؤيد حق أى فصيل فى التظاهر طالما يخرج فى خط سلمى ولا يتجاوز هذا الخط لكن إذا حدث عكس ذلك فهذا الفصيل سيؤذى نفسه أكثر مما سيؤذى غيره.

وأضاف: أرفض محاولة شيطنة التحركات الطلابية الإخوانية داخل الجامعة لأننا كطلبة نرفض حالة الاستقطاب بيننا مثلما يحدث فى الشارع لأنه سيؤدى الى مشاحنات وصدام بين الطلاب كما أرى أن واقعة الاعتداء على دكتور على جمعة داخل كلية دار العلوم واقعة سلبية من قبل طلبة جماعة الإخوان مقابل مسيرات عديدة للإخوان مرت بسلام .

كريم بلال رئيس اتحاد طلاب جامعة عين شمس انتقد عدم وجود دور حقيقى لاتحادات الطلاب داخل الجامعة قائلا: نشاط اتحاد الطلاب ظل مرتبطاً بالأمن لسنوات طويلة متأثرا بالمتغيرات السياسية ولذلك بقيت علامات الاستفهام قائمة - هل الحراك الطلابى من مظاهرات ومسيرات ومواقف يعبر عن الاتحاد؟ أم الطلبة؟ أم التيارات التى تنظم هذه المسيرات داخل الجامعة خاصة والاتحادات الطلابية لم يكن لها أية أدوار فى الأحداث الأخيرة.

أسامة أحمد المتحدث الرسمى للطلاب الاشتراكيين الثوريين أشار إلى أنه على مدار الشهرين الماضيين كانت هناك تحركات طلابية خاصة بمشاكل الطلبة المتعلقة بالإدارة وقد ووجهت بمنتهى العنف من قبل أجهزة الأمن فى الإسكندرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.