أكد الدكتور محمد سعد الكتاتني الأمين العام لحزب الحرية والعدالة أن الجامعة لا تزال عاجزة عن اتخاذ موقف حاسم تجاه النظام السورى الذي فقد شرعيته في الدخل والخارج، وأن زيارة العربي جاءت متأخرة، إذ وصلت الأمور في سوريا إلى طريق مسدود ولم يعد يجدى معها الزيارات أو المبادرات خاصة بعد أن وصلت أعداد القتلى لما يزيد عن ثلاثة آلاف قتيل، بالإضافة إلى آلاف الجرحى والمعتقلين في سجون النظام السورى المستبد، وقال فى بيان صحفى إن هناك إصرارا من النظام السورى على اعتماد القوة والبطش لغة وحيدة للحوار، غير عابئ بالانتقادات الشعبية والرسمية الرافضة لممارساته المستفزة والمستبدة ضد أبناء الشعب السورى العزل. وأضاف : "إن الزيارة لم تسفر عن أي نتائج، سوى أنها أكدت مدى ضعف وعجز الجامعة العربية وعدم قدرتها على حقن دماء الشعب السورى، ووضع حد لانتهاكات النظام السورى وبطشه بالمدنيين العزل". وعبر الكتاتني عن خشيته من أن يستغل هذا النظام تلك الزيارة في الترويج لشرعيته، والتغطية على أعمال العنف والبلطجة التى يقوم بها رجال الأمن والجيش والشبيحة والبلطجية التابعون للنظام لقمع الثورة السورية". وأضاف : "إن مبادرة الجامعة لا تختلف في مضمونها ولا نتائجها عن تلك التى سبق وأطلقها رؤساء اليمن وليبيا ومصر لتهدئة الجماهير التى رفضت تلك المبادرات وأعلنت استمرارها في نضالها السلمي المشروع حتى النهاية". داعيًا إلى حتمية إعطاء الفرصة كاملة للشعب السورى ؛ حتى يقرر بإرادته الحرة شكل النظام المستقبلي الذي يحكم بلاده. وطالب الكتاتني الأمين العام لجامعة الدول العربية بإعادة النظر في المسألة السورية، والدعوة لعقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ موقف حاسم فيما يتعلق بتلك الأزمة، وذلك للعديد من الأسباب أهمها؛ التأكيد على دور جامعة الدول العربية الداعم للثورات العربية، والقضاء على السلبية الكبيرة التى اشتهرت بها الجامعة في مواجهة أزمات المنطقة، وبعث الروح من جديد في الجامعة، فعدم اتخاذ موقف حاسم تجاه النظام السورى، على غرار ما تم مع نظام القذافي، يهدد الدور المستقبلي للجامعة، وسيجعل الشعوب العربية، لا تعول عليها في المستقبل. بالإضافة إلى تفويت الفرصة على الدول والحكومات الغربية المتربصة بالمنطقة، والتى تحاول استعادة دورها العالمي من خلال التدخل المباشر في تلك القضايا، وتهديد عملية التحول الديمقراطي التى تشهدها المنطقة. ونزع غطاء الشرعية عن النظام السورى الذي لايزال ممثلاً في الجامعة، والتأكيد على رفض الجامعة القاطع لارتكاب مجازر ضد الشعب السوري الثائر من أجل حقوقه والمُصمم على إسقاط هذا النظام المجرم، والتأكيد على حدوث تحول حقيقي في مسار الجامعة، وأن السياسة السابقة التى تكتفي بالاستهجان والإدانة قد تغيرت مع التغير الحادث في الثورات العربية.