يبدو أن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، المهندس ياسر القاضى، على رغم اهتمامه الشديد بالاستثمار فى البشر وبناء الشباب، بمعنى تعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم للعمل فى أعظم شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى العالم من خلال برامج تدريبية متقدمة ومن خلال معهد متخصص يقدم أحدث ما وصل اليه علم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وعلى رغم اهتمامه المفرط كذلك بتشغيل الشباب وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية لقطاع الاتصالات قاطرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما يسميه الوزير وأيضاً تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة ورعايتها عن طريق ايتيدا للإنتاج والتصدير وفتح أسواق جديدة فى إفريقيا وآسيا وأوروبا وزيادة دخل مصر من العملة الصعبة فى وقت عز فيه الدولار. يبدو أنه على رغم تركيزه على ال"اى تى"، كما نسميها فى القطاع أو تكنولوجيا المعلومات، لا ينسى أبداً أن التحدى الأعظم والأخطر الذى يواجهه شخصياً مع كل قيادات القطاع هو "الإنترنت" عصا موسى أو المفتاح السحرى لمشاكل مصر كلها، فغنى عن البيان أن تطوير منظومة الصناعة والتجارة والإنتاج والتصدير وتطوير التعليم والارتقاء بالخدمات الصحية والاجتماعية كلها رهين بتحسين جودة الإنترنت فدون إنترنت حقيقى قوى وسريع لا يمكن الحديث عن الحكومة الذكيه او الالكترونية او الخدمات عن طريق الموبايل أو ميكنة أى شىء وأكيد صادفنا كلنا فى أى مصلحة حكومية موظفاً كسولاً يقول لنا ببساطة السيسيتم واقع ياجماعة روحوا وتعالوا بكرة يعنى إذا نجحنا كحكومة فى ميكنة الخدمات فى الشهر العقارى أو استخراج الرخص أو شهادات الميلاد أو بطاقات الرقم القومى والتموين وبعدها بطاقات البنزين والسولار يبقى النجاح رهينا بحاجتين أساسيتين أولهما قاعدة بيانات دقيقة مميكنة وثانياً إنترنت سريع وقوى يعنى غير ليمتد يعنى لا يعرف عادل. من هنا يبذل المهندس ياسر القاضى جهوداً مكثفة متواصلة لا يعلن عنها غالباً من أجل الوصول بجودة الإنترنت الى مستوى يقترب من العالمية ويأخذ الرجل على عاتقه التحدى الأكبر ويتابع لحظة بلحظة التعاقد ودخول أجهزة متطورة جداً سوف تجعل الإنترنت فى مصر متميزاً أو قل مرضياً إلى حد بعيد خلال الأيام القليلة المقبلة. والرجل فى اجتماعات مستمرة مع خبراء ومتخصصين فنيين على أعلى مستوى ويعطى تكليفات محددة وقاطعة إلى المهندس اسامة ياسين، الرئيس التنفيذى للشركة المصرية للاتصالات، وللمهندس أحمد أسامة، نائب الرئيس التنفيذى للمصرية والرئيس التنفيذى لشركة تى اى داتا، وهى الشركة التى تعد المسئول الأول عن الإنترنت فى مصر فهى الشركة الأكبر والتى تستحوذ على نحو 70% من سوق الإنترنت ويمنح الوزير للمهندس أحمد أسامة وتامر جاد الله كل الصلاحيات وكل التسهيلات من أجل سرعة الوصول بخدمة الإنترنت فى مصر إلى مستوى يرضى الناس ويحقق الأمل فى نهضة كبرى وتحول كل شى فى مصر (بيبر ليس) وأمامنا تحديات كبيرة، فالعالم كله يتجه خلال السنوات المقبلة إلى الأون لاين ولن يكون هناك مكان للمتخلفين الذين يستخدمون الورق والأقلام والطباشير والسبورة وحجرة الفيران الارشيف الورقى. ولن تنهض مصر إلا بالنهوض بالإنترنت، وقد أشاد الوزير مراراً بالشركة المصرية للاتصالات التى استثمرت 4.5 مليار جنيه مؤخراً فى إصلاح البنية الأساسية والتحول إلى الألياف الضوئية وهو الأحدث فى العالم ما يسمح بتحسن خدمات الإنترنت والفويس أيضاً. الشىء المحير أن هناك تنافساً بين الشركات على خفض أسعار باقات الإنترنت ولم نشهد تنافسا فى جودة الخدمة وهو ما دعا الوزير الى تكليف الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات بمراقبة جودة الإنترنت وعدم الاكتفاء بمراقبة الأسعار أو مراقبة خدمات الفويس أو المكالمات الصوتية من شركات المحمول وسوف نرى خلال ساعات رئيساً جديداً للجهاز قادراً على القيام بهذه المهام. التحدى كبير ولكن الوزير لديه إصرار وثقة ومقدرة على النجاح والعبور بخدمات الإنترنت فى مصر إلى العالمية حتى لا نبقى نتحسر على ما نراه حولنا فى دول عربية مجاورة سبقتنا كثيراً إلى عالم الأون لاين ومازلنا نحبو بسرعة السلحفاة رغم كل الوعود السابقة. ونعلم أن الشركات لديها مشكلة كبيرة عند الحديث عن تخفيض الأسعار وأعلنت الشركات من قبل موقفاً متشدداً وطالبت شركة المصرية للاتصالات ان تخفض لهم اسعار البنية الاساسية وهو ما أدى إلى مشاكل معقدة جداً انتهت بإقالة الوزير السابق خالد نجم بعد شهور قليلة من إقالته للنواوى، رئيس المصرية للاتصالات، وكان الأولى الحديث عن جودة الخدمة يعنى الناس تطلب إنترنت سريعاً ودون استخدام عادل وحكاية لأسعار رغم أهميتها لكثير من الشباب إلا أن الجودة تبقى هى الأهم فما جدوى أن أدفع قليلاً ولا أجد خدمة. نعود إلى الاهتمام الأكبر للوزير وهو تشجيع الاستثمار وزيادة فرص العمل للشباب فقد استقبل القاضى المهندس خالد حمودة، مدير شركة تيرا داتا مصر - أحد فروع شركة تيرا داتا العالمية - التى تعمل فى مجال التنقيب والتحليل للبيانات العملاقة. بحضور المهندس حسين الجريتلى، الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «ايتيدا»، وقدمت الشركة خلال اللقاء عرضاً تفصيلياً تناولت الأنشطة التكنولوجية المختلفة التى تقدمها لخدمة قطاعات المال والأعمال والاتصالات والحكومات فى مصر والمنطقة، كما اطلع الوزير على إنجازات الشركة فى مجال زيادة عدد المهندسين المتخصصين فى هذا المجال والذى وصل إلى أكثر من 100 متخصص، بالإضافة إلى الخطط التنفيذية للشركة لخدمة عملائها فى مصر والمنطقة. وتم الاتفاق على بدء التباحث حول إعداد وتنمية قاعدة من المتخصصين فى مجال علوم تحليل البيانات ونقل المعرفة إلى مصر وتطويرها، وذلك بالتعاون مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «ايتيدا». وأكد المهندس خالد حمودة عقب اللقاء أنه تلقى دعم الوزير فى الترويج لأنشطة الشركة فى مصر والتصدير للخارج.