خطوات جادة وقرارات واضحة تتخذها الحكومة المصرية، في سبيل إعادة الانضباط إلى المدارس، والتخفيف عن كاهل الأسر المصرية جراء ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية. وفي هذا الإطار شنت وزارة التربية والتعليم، حملة على الدروس الخصوصية، من خلال إغلاق المراكز المخصصة لها في مختلف المحافظات، وبالفعل أغلقت هذه المراكز في كل من محافظاتالإسكندرية والشرقية والسويس. وكانت محافظة البحيرة هي المحطة التالية، حيث أغلقت اليوم كافة مراكز الدروس الخصوصية في مدينة دمنهور، أبوابها في وجه الطلبة، وذلك بعد أن شدد محمود أبو الغيط، وكيل وزارة التعليم بالبحيرة، في اجتماعه مع قيادات ومديري الإدارات التعليمية منذ يومين، على ضرورة الإبلاغ عن أي مراكز للدروس الخصوصية والمعلمين العاملين بها لاتخاذ اللازم. وسيطر على الطلاب شعور عام بالإحباط بعد إغلاق مراكز الدروس اليوم، حيث قالت نهلة حسن، طالبة في الصف الثالث الثانوي، إنها تنتظر فتح مراكز الدروس مرة أخرى، مؤكدة أنها لا يمكنها الاعتماد على المدرسة وحدها. وأكدت أن الوزارة عندما ألغت القرار الخاص ب 10 درجات الغياب، كانت تعلم أن الطلبة سيذهبون إلى الدروس، متسائلة:" لماذا تأتي الآن وتغلق مراكز الدروس الخصوصية. بينما أوضحت يمنى فؤاد، أن قرار إلغاء الدروس الخصوصية لا يمكن تفعيله إلا في حالة توفير مدرسين أكفاء في المدارس، وتابعت "هما كده بيعاندو نفسهم ". وأضافت أنه في حالة عدم عودة الدروس مرة أخرى، فلن يبقى أمامها حل سوى التظاهر، لأنها لن تنجح إذا لم يتم التراجع عن القرار. وأشارت هديل مبروك، إلى أن قرار إلغاء الدروس الخصوصية لن ينتج عنه غير أن يصبح التعليم للأغنياء فقط، فالمدرس سينقل عمله إلى منازل الطلبة المقتدرين، ليعملوا بعيدًا عن أعين الرقابة، وبالتالي أجرهم سيرتفع، والخاسر الوحيد هو الطالب الفقير. وأكد المدرسون أن ليس أمامهم حل سوى إغلاق المراكز، حتى لا يأتي دورهم في التشميع كما حدث بمحافظات أخرى. وأعرب هشام دندان، مدرس كيمياء، عن استيائه من غلق مراكز الدروس الخصوصية، قائلًا: "اللي حصل ده تهريج"، مؤكدًا إنهم سيعيدون فتح المراكز مرة أخرى بعد استقرار الوضع، موضحا أن مراكزهم لم تتعرض للتشميع، لكنها مجرد إجراءات احتياطية. فيما نوه حسين محمد حسين، مدرس جيولوجيا، إلى ضرورة توفير بديل قبل التفكير في قرار إلغاء الدروس الخصوصية، مشيرًا أنه في حالة تمسك الدولة بقرار الإلغاء، لن يبقى أمامهم حل سوى إعطاء الدروس في منازل الطلاب. وأضاف أن الحكومة لم توفر له فرصة عمل، وبحث هو عن بدليل متسائلًا:" لماذا تلاحقه الآن.