بنات الدكتور شرف! بقلم : محمد أمين منذ 48 دقيقة 19 ثانية لم أكتب حتي الآن مقالاً واحداً، للدفاع عن الدكتور عصام شرف، منذ تولي حكومته الأولي في مارس الماضي.. ولا ينبغي لي.. ولا حتي هذا المقال في سياق الدفاع عنه.. إنما هو دفاعاً عن الثورة، ومحاولة للتصدي لحالة الانفلات الإعلامي والصحفي.. جايز كان هناك من ينتظر دفاعي عن الدكتور شرف لسببين.. الأول: للعلاقة الخاصة بيني وبين رئيس الوزراء.. الثاني: أنه رئيس وزراء الثورة، وكان من المنطق أن نؤيده.. فآثرت أن أقف عن يساره.. كما أقف عن يسار الوفد الآن.. وهذه ميزة بلا شك.. كانت هذه مقدمة، لما أقوله في السطور القادمة.. فقد تحدث البعض عن تعيين أبناء وبنات رئيس الوزراء، في شركات البترول.. وضحكت وقلت ما أعرفه أن الدكتور عصام ليس لديه بنات.. فهو له ثلاثة أولاد.. هم كريم ومحمد وحازم.. فقال البعض يمكن تم تعيين أولاده.. قلت لم يحدث طبقاً لمعلوماتي.. له ابن واحد هو الذي تخرج، ولا يعمل في الحكومة مطلقاً، ولا الشركات التابعة لوزاراتها.. فما معني هذا؟.. وقال البعض كلنا أبناء شرف.. عاوزين نتعين؟.. وعملوا جروب علي الفيس بوك! واكتشفت أن معظم ما تنشره الصحف، ويتردد في الإعلام، من خلال الفيس بوك.. وإذا كان الفيس بوك، قد قاد ثورة 25 يناير، فلا يعني أن يكون مصدرًا للأخبار أو الشائعات.. وبالأمس تحدثوا عن استقالة رئيس الوزراء، وأنه اعترف بتقصير حكومته، في مواجهة أحداث السفارة.. الأكثر غرابة أن المجلس العسكري، رفض استقالة رئيس الوزراء، الذي يعترف بتقصيره.. قصة إخبارية غاية في الغرابة.. وغاية في الإثارة.. كلها أكاذيب صحفية، وكلها مختلقة من الأساس.. صحيح أن التليفزيون المصري، أذاع خبر رفض الاستقالة، ثم عدل عنه.. ويبدو أنه نقله عن قناة العربية.. المعني أن الناس معذورة في نقل الخبر، لكن كان ينبغي علي الأقل مراجعة المصادر.. دون أن يكون المصدر الوحيد هو «الفيس بوك».. فأصبح خبر الاستقالة، أقرب إلي خبر تعيين بنات رئيس الوزراء، في شركات البترول! لا أدافع إذن عن عصام شرف.. ولا أدافع عن سياساته، ولا بناته، ولا أخشي أن يستقيل.. فقط أدافع عن مصداقية الإعلام. وأدافع أن المهنة.. فقد نشرت الصحف في الشهور الماضية كوارث، وكلها لم تتأكد بالدليل، إنما اعتمدت علي شائعات.. وهذه الشائعات تنافق الثوار أحياناً، وتنافق ميدان التحرير غالباً.. وتتعامل معها الصحف والفضائيات كأنها حقائق.. وربما لذلك كنت حريصاً، علي تناول أخلاقيات الثورة وأخلاقيات الإعلام.. منذ اللحظة الأولي.. ولابد أن تكون هناك وقفة، لأن مصداقية الإعلام أصبحت علي المحك.. فالإعلام شيء والشائعات شيء آخر.. ولا ينكر أحد أن أحداث السفارة ومديرية أمن الجيزة، كانت بناء علي شائعة أيضاً.. فهل يصح أن تكون الثورة بلا عقل، وأن يكون الثوار بهذا التهور والاندفاع؟.. هل يصح شيء من هذا؟.. هل يصح أن تكون الفوضي في مصر، سببها فوضي في الإعلام؟.. وهل يصح أن تكون مانشيتات الصحف، من جروبات الفيس بوك؟.. وهل يصح أن يقوم الإعلام علي شائعات؟.. وهل يصح أن يكون بقاء رئيس الوزراء في الحكم، مهدداً لأنه عين بناته في شركات البترول، مع أنه ليس لديه بنات أصلاً؟!