أكدت مصادر عراقية متطابقة اليوم الثلاثاء أن الغارات الجوية الروسية في سوريا أجبرت عددا كبيرا من عناصر تنظيم "داعش" وأسرهم على الفرار إلى غرب العراق. ونقلت وكالة فرانس برس عن ضابط رفيع في شرطة محافظة الأنبار أن "عناصر التنظيم وبينهم أجانب ترافقهم أسرهم يهربون منذ أيام عدة من مناطق في سوريا إلى مناطق متفرقة في غرب العراق، بينها الرطبة" الواقعة على بعد 380 كلم غرب بغداد. وقال "اعتقد أن الضربات الجوية الكثيفة للطيران الروسي هي التي دفعتهم للهرب". وأشار إلى إن "عشرات الأسر منها روسية وبنجلادشية يرتبط أفرادها بتنظيم داعش دخلت الرطبة أمس (الاثنين) قادمة من سوريا"، مرجحا أن "تكون غالبية هذه الأسر التي وصلت إلى الرطبة قد فرت بسبب القصف الذي تنفذه طائرات حربية على مواقع في سوريا" في إشارة للضربات الجوية الروسية. وأوضح مسؤول عراقي محلي أن هذه الأسر "عبرت منطقة البوكمال في الجانب السوري إلى مدينة القائم ثم وصلت إلى الرطبة في عشرات السيارات المدنية". وأكد ضابط كبير في الجيش العراقي في قيادة عمليات الجزرة في الأنبار هذه الأنباء، مشيرا إلى "وصول عشرات الأسر التي فرت من سوريا إلى الرطبة". ولفت الضابط العراقي إلى أن "القصف الجوي المكثف الذي استهدف التنظيم في سوريا وراء هربها من هناك"، موضحا أن "تنظيم داعش يسيطر على الحدود العراقية السورية منذ أكثر من عام، وبالتالي أصبحت مفتوحة أمام تنقل عناصره". ويسيطر تنظيم "داعش" على مناطق واسعة من محافظة الأنبار حيث تقع الرطبة، وخصوصا الرمادي مركز المحافظة التي سقطت في مايو الماضي، فضلا عن مدن مهمة بينها الفلوجة القريبة من بغداد. وتشن قوات جوية روسية منذ 30 سبتمبر غارات في سوريا تستهدف مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" وتنظيمات إرهابية أخرى. وأعلن الجيش الروسي الاثنين 26 اكتوبر أنه قصف 94 هدفا للإرهابيين خلال 24 ساعة في سوريا، ما يعد رقما قياسيا للضربات في يوم واحد منذ بدء الضربات الروسية.