انقسم خبراء الشأن الإعلامي، حول التغطية الإعلامية للجولة الأولى من انتخابات مجلس النواب 2015، فذهب البعض إلى أنها تحولت إلى أداة ترهيب وتوبيخ للجمهور، كرد فعل على عزوف الناخبين عن المشاركة، بينما أشاد البعض الآخر بدورها في التوعية بالانتخابات والحشد للتصويت وأعرب مروان يونس، مستشار الإعلام والتخطيط السياسي، عن أمله في دور أفضل وأكثر فاعلية لوسائل الإعلام، خلال فترة التصويت في الانتخابات، وذلك من خلال التوعية بأهمية المشاركة، بدلا من سياسة التهكم، التي ولدت شعور لدى المواطن بعدم جدوى العملية الانتخابية. وشدد على أهمية زيادة وعي الناخب الفترة القادمة، من خلال توفير المعلومات اللازمة عن المرشحين، بدلاً من التهكم على المؤسسة التشريعية، والتركيز على أهمية الصوات الواحد، في خطوة أولية لتفادي عيوب التغطية الاعلامية في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية. وقال ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، إن الإعلام المصري يعاني الكثير من الأخطاء واللأزمات، ولكن هناك أخطاء كثيرة لا يمكن تحميل الاعلام مسئوليتها،أبرزها عزوف الجماهير عن الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، مشيرا إلى أن الإعلام قام بدور الحشد والتشجيع بدًلا من التوعية ببرامج المرشحين. وأوضح أن الإعلام ركز على المعنى العام للمشاركة في الانتخابات، دون يقدم تغطيات عميقة، مؤكدا على ضرورة التخلص من نظرية المذيع القائد الذي يعطي الأوامر للجمهور، ليكون المذيع هو الشخص الذي يقدم الحقائق. فيما قال شريف اللبان، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إنه رغم التنوع العددي لوسائل الإعلام وسهولة وصولها للمواطن العادى، إلا أنها فى الفترة التى سبقت الانتخابات لم تقم بدورها المنشود، وحظيت المشكلات المتعلقة بالمرشحين على كامل اهتمامها، مما أثر على دورها في التوعية بالمرشحين وبرامجهم. وأضاف أنه أثناء عملية التصويت ظهرت قدرات وسائل الإعلام فى استخدام التكنولوجيا فى عرض النسب وعمل رسوم توضيحية لنسب التصويت والخروج بتقارير دقيقة عن ذلك. وعبر صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، عن استيائه بسبب حالة التخبط أثناء سير العملية الانتخابية، حيث خرجت تصريحات بنسب التصويت، وهذا خطأ طالما العملية الانتخابية مستمرة، مشيرا إلى أن وسائل الاعلام لم تنجح في زيادة وعى المواطن بالانتخابات، ولم تمده بما يجعله ينتخب المرشح المناسب. وأكد فاروق أبو زيد، أستاذ الصحافة بكلية الاعلام جامعة القاهرة، أن وسائل الاعلام قامت بالدور المنوطة به، من خلال نشر كل الأخبار عن الأفراد والقوائم والدوائر، بالإضافة إلى تقديم التحليل الموضوعي عنها، مضيفا أن الدعاية المباشرة باتت أسلوب غير مستحب. وأوضح أن العبء الأكبر في المرحلة الثانية من الانتخابات، يقع على المرشح نفسه، وضرورة التواصل مع الناخبين، بعقد المؤتمرات والندوات، وتعريفهم ببرنامجهم الانتخابي. ورأى محمد سلطان، الخبير الاعلامي، أن التلفزيون المصري والفضائيات حققت التغطية الاعلامية المنشودة خلال فترة التصويت، تمثلت فى نقل الحدث منذ الساعات الأولى لفتح أبواب اللجان الانتخابية وحتى غلقها، بالإضافة إلى إذاعة البرامج التحليلة والحوار الإيجابي للتشجيع على المشاركة. ولفت إلى أنه في المرحلة الثانية للعملية الانتخابية، لابد من وجود تحليل أعمق للمعلومات، وتوعية الجماهير بكيفية المشاركة الفعالة في الانتخابات.