أكدت لجنة متابعة ورصد وتقييم الدعاية الإعلامية والإعلانية بالانتخابات الرئاسية، أن التقرير الثانى تضمن العديد من القضايا المهمة التي أثارتها التغطية الإعلامية للانتخابات الرئاسية في جولتها الأولى، التي اختتمت يوم الخميس الماضي. وقال رئيس اللجنة مجدي ضيف - في المؤتمرالصحفي الذي عقده اليوم الأحد - إن التقرير رصد اهتمام العديد من القنوات الفضائية بالدور الدعائي لمرشحي الرئاسة وتغافلت في الوقت نفسه عن القيام بتوعية وتنوير الناخبين حتى يتم التصويت بناء على درجة معرفية أدق وأشمل عن المرشحين وقضايا الانتخابات. وأشار التقرير الى مدى الازدواجية والتداخل في الأدوار والوظائف التي يقوم بها بعض الصحفيين والاعلاميين، حيث أن بعضهم يشارك في المجموعة التي تقوم بالتخطيط والتنفيذ للحملات الاعلامية والاعلانية لأحد المرشحين، وفي نفس الوقت يشارك في التغطية الإعلامية للانتخابات في الجريدة أو القناة التليفزيونية التي يعمل بها، وهو الأمر الذي يطرح قضية التقنين الذاتي للممارسة الصحفية والاعلامية. وشدد التقرير على ضرورة تنظيم ووضع الآليات التي تنظم وتضبط حجم الإنفاق الإعلامي والدعائي للحملات الانتخابية للاحزاب السياسية أو المرشحين السياسيين في مصر مما يحقق العدالة والمساواة والموضوعية بين جميع المرشحين في الانتخابات، وضرورة الالتزام بالقواعد المهنية والأخلاقية التي تحدد أسلوب تنظيم وتقديم وإعداد المناظرات التليفزيونية بهدف تحقيق الفرص العادلة وتحقيق المساواة بين المرشحين ومساعدة الناخبين في الوقت ذاته على المقارنة والمفاضلة بين جميع المرشحين. كما أكد التقرير أهمية الالتزام بالضوابط والقواعد الخاصة بنشر النتائج الخاصة باستطلاع الرأي العام في الانتخابات في وسائل الاعلام من حيث حجم العينة وأسلوب جمع البيانات ونسبة الخطأ ونوعية الأسئلة. وشدد التقرير على ضرورة حظر النشر والإذاعة لنتائج الاستطلاعات في الفترة السابقة على الاقتراع بيومي "الصمت الانتخابي" وضرورة وضع ضوابط وقواعد تنظم وتحدد أسلوب نشر وإعلان نتائج انتخابات المصريين في الخارج حتي لا يتم التوظيف الدعائي لهذه النتائج مما يؤثر بدوره على اتجاهات التصويت على المصريين في الداخل. ونوه التقرير إلى أهمية الالتزام بفترة الصمت الإعلامي في اليومين السابقين على الانتخابات مما يتيح الفرصة للناخب التصويت بعيدا عن تأثيرات الاعلام والدعاية للمرشحين، وهو ما لم تلتزم به معظم القنوات الفضائية، مؤكدا أن الصمت الإعلامي يستهدف مصلحة الناخب أولا وأخيرا. وأكد مجدى ضيف رئيس لجنة المتابعة ورصد وتقييم الدعاية الإعلامية - فى المؤتمر الصحفى - أن اللجنة لا تمت بأى صلة للدولة الرسمية أو الحكومة من بعيد أو قريب بينما هى لجنة محايدة تماما وتضم خبراء من الإعلام، وأنها تهدف إلى إيجاد حوار مثمر لوسائل الإعلام للوصول إلى أداء راقى يوفر للناخبين خدمة إعلامية صادقة وصحيحة. وأشار إلى أن لجنة الرصد ليس من مهامها إصدار أحكام بالمخالفات أو السلبيات التى تناولتها أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة خلال تغطية الانتخابات الرئاسية لأنها تتعارض مع أعمال اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة ولا يجب تجاوزها. وقال "إن التقرير لا يتضمن السلبيات فقط بل الايجابيات أيضا"، مؤكدًا أن عمل اللجنة مصدق من قبل اللجنة الرئاسية من خلال السلوكيات التى أقرتها اللجنة وتضم 13 بندا تتعلق بتقييم الاعلانات الإذاعية والتليفزيونية والتنويهات الخاصة بتوعية الناخبين وأداء الإذاعة المصرية وتقييم البرامج التليفزيونية الإخبارية وتحيز بعض المذيعين ومقدمى البرامج وتحيز بعض الضيوف من قادة الرأى بالفضائيات، مع رصد لبعص الأخطاء المهنية للمذيعين ومقدمى البرامج والتوظيف الدعائى لنتائج استطلاعات الرأى العام للتأثير على الناخبين، وأيضا التوظيف الدعائى للشائعات عن مرشحى الرئاسة فى وسائل الإعلام وتضخيم بعض الأحداث وربطها بمرشح الرئاسة. كما أن التقرير يستعرض بعض نماذج خرق الصمت الإعلامى ومدى الالتزام بفترة الصمت والتفكير. وحول تقييم الاعلانات الإذاعية والتليفزيونية أوصت لجنة متابعة الدعاية الإعلامية فى تقريرها- بعد مشاهدة اعضائها الاعلان الخاص باستطلاعات انتخابات الرئاسة - برفض بث أو إذاعة هذا الاستطلاع فى القنوات التليفزيونية والمحطات الإذاعية المصرية لكونها تمثل تدخلا مباشرا فى اتجاهات الناخبين وتتعارض مع نتائج تلك الاستطلاعات من حيث تحديد وترتيب المرشحين للرئاسة من وجهة نظر المتصلين من الناخبين وفقا لما تنص عليه قواعد وضوابط الدعاية الانتخابية. ورصد التقرير مدى أهمية تقييم التنويهات الخاصة بتوعية الناخبين فى التليفزيون المصرى والفضائيات لما لها من اثر كبير فى حث الناخبين على المشاركة فى العملية الانتخابية ومدى تاثيرها فى التوعية والتنوير لجماهير الناخبين. كمارصدت اللجنة فى تقريرها التزام الإذاعة المصرية بالحياد والموضوعية والتنوع والتوازن والمتابعة الميدانية لكل الأحداث والفعاليات والتغطية الاخبارية والتحليية لبرامج واتجاهات المرشحين فى الانتخابات الرئاسية من خلال اعطاء فرص متساوية ومساحات زمنية عادلة لجميع المرشحين المشاركين فى الانتخابات لعرض برامجهم الانتخابية عبر خطة تنفيذية خلال فترة الدعاية الانتخابية. وفيما يتعلق بتحيز بعض المذيعين ومقدمى البرامج انتقد التقرير أداء المذيعين ومقدمى البرامج بالتحيز والمبالغة فى التعبير عن تأييدهم ومناصرتهم لمرشح رئاسى معين أو تشوية صورة مرشح رئاسى آخر وتوجية الدعاية المضادة له، بل إن بعضهم كان يتجاهل اسماء بعض المرشحين المنافسين فى إطار عرض أسماء المرشحين للرئاسة منوها فى ذلك الى برنامج "تحيا مصر" الذى يعرض على قناة " المحور وتبين مدى التحيز المبالغ فيه من قبل المذيع " تامر امين " للمرشح حمدين صباحى من خلال التعظيم فى شخصه ومدحه مؤكدًا أنه أفضل المرشحين وأكثرهم احتراما مما يمثل شكلا من أشكال المبالغة فى التحيز والخروج عن إطار المهنية والحرفية الإعلامية بما يؤثر على اتجاهات التصويت نحو هذا المرشح أو منافسيه. كما رصد التقرير فى هذا السياق فى برنامج "مصر اليوم" بقناة الفراعين قيام توفيق عكاشة بالهجوم الشرس غير المبرر على المرشح عبد المنعم أبو الفتوح ووصفه بأنه مرشح قطر والولايات المتحدة وانه تلقى تمويلا من قطر لأنه عاش فيها فترة طويلة وتلميحات لفظية وضمنية عن مصير الأموال التى كانت تصله فى لجنة الاغاثة وهو ما يمثل دعاية مضادة ضد المرشح وتشويه صورته بين جماهير الناخبين.