فيديو.الزي المدرسي " سبوبة" المدارس الخاصة تحقيق- آلاء محمد المصري: منذ 22 دقيقة 31 ثانية بعد أيام قليلة يتوجه مايقرب من 15 مليون تلميذ بجميع مراحل التعليم إلي مدارسهم في أول عام دراسي جديد بعد ثورة 25 يناير لتبدأ حالة من الطوارئ في كل بيت في مصر.. ولأن الزي المدرسي يحتل المرتبة الأولي في مستلزمات العام الدراسي، فهو يمثل العبء الأكبر على الأسرة المصرية خاصة بعد أن تحول إلى بيزنس خاص للمدارس الخاصة والتجريبية، حيث تصمم علي تغيير الزي المدرسي كل عام وعقد الصفقات مع أصحاب المحلات لبيع الزي الجديد وبالثمن الذي يريدونه دون أى رقابة واقتسام العمولات بينهم، أو إجبار الأهالي على شرائه من داخل المدرسة نفسها والضحية في كل الأحوال هم أولياء الأمور .. في البداية يقول المهندس مجدي أنور ،أب لطفلين فى المرحلة الأبتدائية بإحدي المدارس التجريبية، إن الزي المدرسي الكامل لطالب واحد يمكن أن يتكلف 450 جنيه علي أقل تقدير، بالإضافة إلي الزي المدرسي الخاص بالرياضة والذي تفرضه الكثير من المدارس التجريبية والخاصة علي أولياء الأمور .. ويلفت إلى ما تقوم به مدرسة أبنائه من تغيير الزي المدرسي كل عام أو عامين علي الرغم من أن الزي القديم يكون في حالة جيدة لتجبرهم على الشراء. ويطالب الأب وزارة التربية والتعليم بضرورة وضع ضوابط للمدارس الخاصة والتجريبية، لكنه يعود فيؤكد في يأس أنه حتي لو تم وضع ضوابط فإن أصحاب هذه المدارس سيجدون مخرجا لتحقيق أرباح ضخمة من وراء هذا البيزنس ! تعليم ولا بيزنس ويشير خالد محمد – موظف – ووالد لأربعة تلاميذ في إحدى المدارس الخاصة ،ثلاثة منهم فى المرحلة الإبتدائية والآخر في المرحلة الإعدادية ، إلى طريقة أخرى تلجأ إليها المدارس الخاصة لتحقيق مزيدا من الربح، فيقول إن مدرسة أبنائه متعاقدة مع أحد المحلات الشهيرة لإجبار أولياء الأمور علي عدم شراء الزي المدرسي من خارج هذا المحل المشهور بغلاء أسعاره ، وأنها تشترط وضع " البادج " الخاص بالمدرسة علي الزي حتي لايتم تقليده أو شراءه من محل آخر رغم وجود نفس هذا الزي في محلات أخرى بسعر أرخص وخامة أفضل! ويضيف أن أحد أبنائه في المرحلة الإعدادية ولذلك فهو مضطر لشراء أكثر من قطعة واحدة حيث يتغير الزي من مرحلة إلي مرحلة أخري .. أما في المرحلة الإبتدائية فيكتفي بشراء قطعة واحدة فقط ويتم التبديل فيه مع زي العام الماضي ، خاصة في ظل الإرتفاع الحاد في الأسعار هذا العام . وتؤكد رحاب عبد الحميد - محاسبة - ووالدة طالب في المرحلة الإعدادية بإحدي المدارس التجربية كلام خالد فتقول: "المدرسة تخبر أولياء الأمور عن توافر الزي الخاص بها في محل معين ، وبالتالي لانجد هذا الزي في أية محلات أخري فنضطر للشراء من المحل الذي تتعاقد معه المدرسة مهما كان ثمنه، مما يجعلنا عرضة للاستغلال من المدرسة والمحل على السواء" . وتضيف: " أرفض هذا الأسلوب الذي تتبعه معظم المدارس الخاصة والتجريبية لأنه " بيزنس" علي حساب أولياء الأمور، والمدرسة هي المستفيد الأول من هذه العملية التجارية . التاجر الشريف أما بالنسبة للتجار، فيقول علي قطب – صاحب أحد محلات الأزياء المدرسية– أنه يرفض الاحتكار ومن ثم يرفض التعاقد مع المدارس الخاصة أو التجريبي لأنها تبالغ جداً في الأسعار، ولذلك يقوم بتصنيع الزي الخاص بهذه المدارس بنفس المواصفات والخامات والجودة التي تنتجها المصانع التي تتعاقد معها تلك المدارس ولكن بسعر أقل ، وفي نفس الوقت يضع عليها " البادج" الخاص بالمدرسة وذلك مراعاة للظروف المادية لأولياء الأمور. ويضيف إن هناك بعض المدارس تتعمد تغيير الزي المدرسي كل عام لجميع المراحل لإجبار أولياء الامور علي شراء زي جديد كل عام، وبالتالي تحقق المدرسة والمحلات المتعاقدة معها أرباحاً خيالية كل عام . ويري محمد عبد الله – مدير أحد المحلات في حلوان - أن المدارس التجريبية والخاصة تفرض شروطا صعبة علي المحلات التجارية وكذلك لا تحدد الكمية التي تريدها، وأنه لهذا السبب لم يجر تعاقدا مع أي مدرسة هذا العام بعد أن تحمل المحل خسائر كبيرة في الأعوام السابقة نتيجة عرضه أعددا كبيرة من الزي لم يستطع بيعها بالكامل بعد أن قامت المدرسة بتغييره في العام الذي يليه وإلغائها التعاقد معه، ولايزال موجوداً في المخازن وبكميات كبيرة. ويشير إلي أنه في هذا العام لم يرفع ثمن الزي المدرسي للمدارس الحكومية، بل قام بعمل تخفيض قد يصل إلي 25% نظراً للظروف التي تمر بها البلاد وكذلك الظروف المادية للأسر المصرية . منع الاحتكار ولحسم هذه المشكلة ، يري الدكتور مختار الشريف – أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة – أن تدخل الدولة يمنع إحتكار الزي المدرسي على أن يكون في أضيق الحدود لأن لكل مدرسة السياسة الخاصة بها ، ويكون ذلك عن طريق وضع حد أقصي للأسعار لكل محافظة أو مديرية تعليم . ويشير إلي ضرورة وضع قيود أخرى علي تغيير الزي المدرسي للمدارس الخاصة والتجريبية بحيث لا يتم هذا التغيير إلا بعد مرور ثلاث سنوات على الأقل على استخدام الزي القديم. شاهد الفيديو