تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية اليوم الأربعاء، عن أسباب إرسال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات برية "متطوعة" إلى سوريا ورأت أن هذه الاسباب غير واضحة تماما وقالت إن ذلك ربما يكون لحماية القاعدة الروسية الموجودة بالقرب من اللاذقية، التي بدأت منها روسيا مهمة القصف الجوي ضد الجماعات المسلحة أو ربما يكون ذلك بسبب أن حليفها الرئيس بشار الاسد يواجه خطر السقوط وسيتعين على القوات البرية الروسية دخول الحرب ضد الجماعات المسلحة التي تقاتله. وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي نشر اليوم على موقعها الاليكتروني إن ما هو واضح هو أن هؤلاء "المتطوعين" تم ارسالهم هناك كهؤلاء الذين ارسلوا من قبل إلى القرم او شرق اوكرانيا. وأشارت الصحيفة إلى أن الروس ربما يريدون أن يسألوا لماذا يتم ارسال شبابهم للقتال ومواجهة خطر مميت في الشرق الاوسط لتنفيذ مقامرة الرئيس بوتين الخطيرة للغاية. ومضت الصحيفة تقول إن دعم حليف عتيد ربما يكون واحدا فقط من دوافع بوتين فهو بلا شك راغب في استعراض عضلاته قبل أن يشعر الشعب بألم الاقتصاد غير المدار جيدا ولصرف الانتباه عن الموقف شديد التأزم في أوكرانيا ولكنه لن يستطيع مواصلة "الزهو والافتخار" لفترة طويلة. وقالت الصحيفة إن سوريا هي "مستنقع يضرب به المثل" فإذا كانت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها فشلوا في تشكيل جبهة معارضة حقيقية او القضاء على تنظيم داعش الارهابي فذلك ليس بسبب الجهود المحدودة ولكن بسبب تشابك الجماعات المتمردة بتحالفاتهم دائمة التغير وهو الامر الذي لا يوفر الا مجموعة من الخيارات السيئة. وأردفت الصحيفة أنه بإرسال طائرات حربية لقصف المتمردين بمن فيهم هؤلاء الذين سعت الولاياتالمتحدة إلى حشدهم في ما يشبه جبهة معارضة والآن بإرسال روسيا جنودا يجعل الرئيس بوتين بذلك الامور أكثر تعقيدا - فليس هناك من تأكيد على أن تحركه هذا سيجلب نهاية للقتال في أي وقت قريب. وقالت الصحيفة إنه لو كان الرئيس بوتين متحسما للسلام لكان بوسعه أن يكثف من ضغوطه على الرئيس الاسد قبل أن تشعل نيران هذه الحرب الاهلية التي قتلت مئات الالاف من السوريين ودفعت الملايين إلى النزوح بعيدا عن منازلهم ودمرت الدولة. وأوضحت الصحيفة تقول إنه بدلا من ذلك ذهب بوتين لتدعيم الأسد ونزعته للانتقام من المعارضة والمدنيين على حد سواء وهو ما فتح مجالا للمتطرفين للوجود على الارض والتوسع وهو ما حول هذه الحرب إلى تهديد على المنطقة بكاملها. وحتى الان كان من الممكن أن يقدم بوتين المساعدة بالتنسيق مع الغرب لكنه يبدو مفتونا بصنع مسرحية يكون هو بطلها الوحيد. ودعت الصحيفة بوتين الى اعادة النظر في موقفه من الازمة السورية قائلة إنه ربما لا يكون الوقت قد تأخر كثيرا لبوتين ليعيد النظر في موقفه فالولاياتالمتحدة وحلفاؤها مازالوا في حاجة إلى المساعدة وربما يكونوا منفتحين على التعاون مع روسيا من اجل إيجاد اجراءات عسكرية ودبلوماسية قد تكبح جماح "داعش" والاهم من ذلك فرض نظام وقف إطلاق نار يتيح للمدنيين فرصة لالتقاط أنفاسهم من العنف هذا يجب أن يكون الهدف الرئيس للغرب وروسيا. ورأت أن هذه ربما تكون طريقة أفضل لبوتين ليرضي احتياجه إلى الشعور باحترام العالم له وبأن يكون له دور في الشرق الاوسط.