نيويورك تايمز تتساءل عن دوافع الرئيس بوتين في سوريا

تساءلت صحيفة 'نيويورك تايمز' الامريكية اليوم عن أسباب إرسال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات برية ' متطوعة' إلي سوريا ورأت أن هذه الاسباب غير واضحة تماما وقالت إن ذلك ربما يكون لحماية القاعدة الروسية الموجودة بالقرب من اللاذقية والتي بدأت منها روسيا مهمة القصف الجوي ضد الجماعات المسلحة أو ربما يكون ذلك بسبب أن حليفها الرئيس بشار الاسد يواجه خطر السقوط وسيتعين علي القوات البرية الروسية دخول الحرب ضد الجماعات المسلحة التي تقاتله.
وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي نشر اليوم علي موقعها الاليكتروني إن ما هو واضح هو أن هؤلاء 'المتطوعين' تم ارسالهم هناك كهؤلاء الذين ارسلوا من قبل إلي القرم او شرق اوكرانيا. وأشارت الصحيفة إلي أن الروس ربما يريدون أن يسألوا لماذا يتم ارسال شبابهم للقتال ومواجهة خطر مميت في الشرق الاوسط لتنفيذ مقامرة الرئيس بوتين الخطيرة للغاية.
ومضت الصحيفة تقول إن دعم حليف عتيد ربما يكون واحدا فقط من دوافع السيد بوتين فهو بلا شك راغب في استعراض عضلاته قبل أن يشعر الشعب بألم الاقتصاد غير المدار جيدا ولصرف الانتباه عن الموقف شديد التأزم في أوكرانيا ولكنه لن يستطيع مواصلة ' الزهو والافتخار' لفترة طويلة.
وقالت الصحيفة إن سوريا هي ' مستنقع يضرب به المثل' فإذا كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها فشلوا في تشكيل جبهة معارضة حقيقية او القضاء علي تنظيم 'داعش 'الارهابي فذلك ليس بسبب الجهود المحدودة ولكن بسبب تشابك الجماعات المتمردة بتحالفاتهم دائمة التغير وهو الامر الذي لا يوفر الا مجموعة من الخيارات السيئة.
وأردفت الصحيفة تقول إنه بإرسال طائرات حربية لقصف المتمردين بمن فيهم هؤلاء الذين سعت الولايات المتحدةإلي حشدهم في ما يشبه جبهة معارضة والان بإرسال روسيا جنودا يجعل الرئيس بوتين بذلك الامور أكثر تعقيدا - فليس هناك من تأكيد علي أن تحركه هذا سيجلب نهاية للقتال في أي وقت قريب.
وقالت الصحيفة إنه لو كان الرئيس بوتين متحسما للسلام لكان بوسعه أن يكثف من ضغوطه علي الرئيس الاسد قبل أن تشعل نيران هذه الحرب الاهلية التي قتلت مئات الالاف من السوريين ودفعت الملايين إلي النزوح بعيدا عن منازلهم ودمرت الدولة.
وأوضحت الصحيفة تقول إنه بدلا من ذلك ذهب بوتين لتدعيم الاسد ونزعته للانتقام من المعارضة والمدنيين علي حد سواء وهو ما فتح مجالا للمتطرفين للوجود علي الارض والتوسع وهو ما حول هذه الحرب إلي تهديد علي المنطقة بكاملها. وحتي الان كان من الممكن أن يقدم بوتين المساعدة بالتنسيق مع الغرب لكنه يبدو مفتونا بصنع مسرحية يكون هو بطلها الوحيد.
ودعت الصحيفة بوتين الي اعادة النظر في موقفه من الازمة السورية قائلة إنه ربما لا يكون الوقت قد تأخر كثيرا لبوتين ليعيد النظر في موقفه فالولايات المتحدة وحلفاؤها مازالوا في حاجة إلي المساعدة وربما يكونوا منفتحين علي التعاون مع روسيا من اجل إيجاد اجراءات عسكرية ودبلوماسية قد تكبح جماح 'داعش' والاهم من ذلك فرض نظام وقف إطلاق نار يتيح للمدنيين فرصة لالتقاط أنفاسهم من العنف هذا يجب أن يكون الهدف الرئيس للغرب وروسيا.
ورأت أن هذه ربما تكون طريقة أفضل للسيد بوتين ليرضي احتياجه إلي الشعور باحترام العالم له وبأن يكون له دور في الشرق الاوسط.