أيام قليلة وتحتفل مصر بمرور 42 عام على تحرير سيناء "ارض الفيروز" مفتاح مصر بين العالم والتي تمتلك جميع مقومات التنمية، هذا فضلًا عن الكنوز المعدنية المدفونة بأرضها ما جعلها مطمع لدول كثيرة . ظن المصريين أنه بعد إعادة الأرض والكرامة، سوف تسارع الدولة المصرية في وضع خطة تنمية شاملة وتنفيذها في أسرع وقت ممكن، رحلت الحكومة وجاءت أخرى وظلت سيناء كما هي دون تنمية، لتصبح رمالها الطاهرة مرتعًا للإرهاب الذي يريد النيل منها. رحل السادات، وتولى مبارك الحكم، وأعلن عن مشروعات جديدة لتنمية سيناء على رأسها "ترعة السلام"، إلا أنه ظل ثلاثين عامًا في الحكم ولم يكتمل المشروع حتى الآن بعد انفاق ملايين الدولارات عليه. استمر الإهمال في سيناء، وانعدمت التنمية والعيش الآدمي لأهلها الذين عانوا من الاحتلال إلى التهميش ثم الإرهاب كما يقول خبراء. يقول الدكتور رضا عيسى الخبير الاقتصاد، إن السبب في عدم تعمير وتنمية سيناء منذ الحرب وحتى الآن، يرجع الى عدم وجود ارادة سياسية من الدولة لتنميتها والدليل على ذلك التعتيم الذى تم على خطط التنمية التي قدمها المهندس حسب بالله الكفراوي وزير الاسكان في عهد الرئيسيين أنور السادات وحسنى مبارك، والدليل الثاني هو تهميش الدولة لأهالي سيناء الذين يعتبرون خط الدفاع الأول لمصر. وأشار عيسى إلى أن الرئيس انور السادات وضع بيده معوقات لتنمية سيناء ومن اهم تلك المعوقات كان توقيعه لاتفاقية "كامب ديفيد" مع اسرائيل، مضيفًا أن مبارك باع شواطئ خليجي السويس والعقبة لرجال الاعمال ووزع ثروات سيناء وفقًا لمفهوم " الواسطة والمحسوبية ". فيما قال صلاح الدين فهمى رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الازهر، إن الدولة توجهت إلى تنميه سيناء عقب انتهاء حرب اكتوبر وعودة طابا عام 1984، حيث طرحت في تلك الفترة إحدى الصحف القومية فكرة لتمويل تنمية سيناء، وتم بالفعل جمع تبرعات كثيرة لكن لم يعلم أحد مصيرها حتى الآن. وأشار فهمى الى أن الرئيس مبارك، أعلن عن انشاء "ترعة السلام" لتنمية سيناء وبدء بالفعل العمل بها حتى اتهم بإنشائها لتغذية اسرائيل بمياه النيل. توقف المشروع وانتقل الاهتمام بسيناء إلى "مشروع توشكى" وارجع البعض ذلك الى وجود اتفاقيات عسكرية ودوليه اوجبت وقف تنميه سيناء . واضاف فهمى ان السعودية قد عرضت على الرئيس مبارك عقب غرق العبارة السلام 98 عام 2006 م أنت يكون هناك اتصال برى بين مصر والسعودية عن طريق انشاء كوبرى يربط بينهم عن طريق مدينة شرم الشيخ لكنه الأول رفض معللًا ذلك بأن شرم الشيخ يجري بها مؤتمرات دولية وتستقبل رؤساء العالم ولا يمكن أن تزدحم بالمسافرين . وأكد فهمى أن اهمال تنمية سيناء كان السبب الرئيسي في توغل الارهاب بها وانشاء انفاق تحوى المهربين والخارجين عن القانون، مشيرًا إلى أنه الدولة الان تعمل بفكر جديد وسوف تقضى على الارهاب . وتابع الدكتور عبد الرحمن عليان الخبير الاقتصادي واستاذ التكاليف بجامعة عين شمس، إن الدولة المصرية غيرت من استراتيجيتها تجاه سيناء بعد فترة من اتفاقية كامب ديفيد التي كانت تشترط فيها تعمير سيناء ولكن بعد مرور الوقت , اكتشفت اسرائيل ان التعمير وزيادة سكان سيناء سوف يهدد أمنها ما جعل مبارك يوقف خطة التنمية بها باستثناء المشروعات السياحية لإرضاء إسرائيل. وأضاف عليان، إن الدولة عندما توفر لديها الاموال التي كانت سوف تنفقها على تعمير سيناء استغلت تلك الاموال في انشاء مشروع "توشكى" بجنوب مصر الذى توقف هو الآخر . وأشار عليان إلى ان مشروع قناه السويس الجديدة سوف يعمر وينمى سيناء بعدة طرق خاصة وان مصر الان تمتلك خطط استراتيجية للتنمية، مؤكًدا أن حرب الارهاب في سيناء لم تتوقف بدون تعمير حقيقي حتى لو استدعى الامر بترحيل أهالي الوادي الى سيناء والعمل على توزيعهم توزيع عادل على أرضيها . فيما نفى المهندس محمد السقا رئيس جهاز تعمير سيناء , أن مصر اهتمت في تعمير وتنمية سيناء منذ تحريرها بعد حرب اكتوبر وحتى الان , مؤكدا ان المشروعات التنموية بسيناء لم تتوقف حتى الان على الرغم مما يحدث في شمال سيناء من احداث ارهابية لافتًا الى أن كافه اعمال التنمية والتعمير والاستثمارات متاحة للجهاز بكافة مناطق شمال سيناء باستثناء منطقتي رفح والشيخ زويد لحين استقرار الاوضاع الامنية بهما. واوضح السقا ان الاستثمارات المخصصة لسيناء ومدن القناه هذا العام تبلغ 750 مليون جنيه مشيرا الى أن جهاز تعمير سيناء يعمل على توفير كافة الخدمات والمرافق لأهالي سيناء ويركز على انشاء شبكة طرق تسهل التحرك بين المدن الرئيسية في شمال ووسط وجنوبسيناء , ويهتم بطرق الوصول الى التجمعات السكنية خاصة التجمعات البدوية. كما يهتم الجهاز بإنشاء طرق حيوية بمدن القناه كطريق 30 يونيو وهو الطريق الموازي ل "طريق الاسماعيلية" والذي يبدأ من محطة تحصيل رسوم القاهرةالاسماعيلية وصولًا ببور سعيد ودمياط حيث يربط تلك الطريق مواني السويس وبورسعيد ودمياط كوبرى عزمي ببورسعيد وهو كوبرى للشاحنات حمولة 95 طن . وأضاف السقا ان الجهاز قام بإنشاء عدد ضخم من الوحدات السكنية بمدن جنوبسيناء حيث تم انشاء 12 الف وحدة سكنية بنويبع ودهب وشرم الشيخ والطور وابو زنيمة و 4000 وحدة سكنية تابعة للإسكان الاجتماعي بمدن القناة . وأشار رئيس جهاز تعمير سيناء، إلى أن مشروع ترعة السلام لم يهمل من قبل الدولة كما يقال موضحا أن العمل بترعة السلام استأنف قبل احداث ثورة 25 يناير، مؤكدًا أن توقفه مرة اخرى بسبب الانفلات الأمني الذي في تلك الفترة لما تم من تعديات على المعدات وما تم انجازه بها .