واصلت سلطات الاحتلال حصارها على المسجد الأقصى المبارك، لليوم الثالث على التوالي، بالتزامن مع اقتحام عشرات المستوطنين لباحاته، بمناسبة «عيد المظلة» العبري. ومنعت سلطات الاحتلال الرجال والنساء الذين تقل أعمارهم عن ال 50 عاماً من دخول الحرم القدسي، فيما تمكن كبار السن من الوصول اليه عبر البوابات المفتوحة (باب المجلس وحطة والسلسلة) بعد تحريز الهويات واحتجازها لمجموعة منهم، كما منعت شرطة الاحتلال بعض النساء (تزيد أعمارهن علي ال50 عاماً) المدرجة اسماؤهن بالقوائم «السوداء». وأوضح مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن 143 متطرفا اقتحموا المسجد الأقصى، عبر باب المغاربة، على شكل مجموعات متتالية، 82 منهم قاموا بجولتهم الكاملة، والبقية قاموا بجولة من باب المغاربة حتى باب السلسلة، وسط حصار شامل للمسجد، وبحراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة، التي تحاول فرض سيطرتها على الأقصى بقوة السلاح. أما على الأبواب فقد اعتدت قوات الاحتلال على المصلين الممنوعين من دخول المسجد الأقصى، بالدفع والضرب، وأخلت منطقة باب السلسلة– أحد أبواب الأقصى– بالقوة، ولاحقت الممنوعين باتجاه باب القطانين ووصولا الى منطقة باب المجلس. وهاجم مجموعة من الأطفال دوريات الجيش الإسرائيلي بالحجارة في محيط المسجد الأقصي بعد منعهم وأمهاتهم من وصول المسجد للصلاة. وشارك المئات بمسيرة ووقفة تضامنية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربيةالمحتلة، نصرة للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال.ورفع المشاركون الذين جابوا ميدان الشهداء وسط المدينة الأعلام والرايات وصور الأسرى المضربين، ولافتات تطالب بالإفراج الفوري عنهم ووقف سياسة الاعتقال الإداري. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية رمزي رباح إن هذه الوقفة تأتي لتقول للأسرى «إنكم لستم وحدكم، بل إن كل أبناء شعبكم وقوى المقاومة تقف إلى جانبكم في معركتكم هذه». وطالب رباح بتحركات رسمية ترافق التحركات الشعبية الداعمة للأسرى، كما طالب الرئيس محمود عباس بأن تكون قضية الأسرى حاضرة في خطابه بالأممالمتحدة، والعمل على إثارة الاهتمام الدولي بقضيتهم. كما دعا فصائل المقاومة إلى تصعيد تحركاتها ضد الاحتلال، وتنظيم مسيرات عارمة نصرة للأسرى المضربين وللمسجد الأقصى. وقال جهاد رمضان المسئول في لجنة التنسيق الفصائلي ان الأسرى المضربين عن الطعام يمثلون رأس حربة في مواجهة الاحتلال وإدارة السجون، وهم يعبرون عن الكل الوطني الفلسطيني. وأعلن عن سلسلة من الفعاليات والتحركات لنصرة الأسرى والمسجد الأقصى، ومنها إضراب شامل غدا الثلاثاء لمدة ساعتين، ابتداء من الساعة الثانية عشرة حتى الثانية ظهرا، وكذلك تجمع حاشد في ميدان الشهداء بالتزامن مع خطاب عباس في الأممالمتحدة.ودعا حسام الرزة، والد الأسير المضرب عن الطعام بدر الرزة، إلى توسيع نطاق المشاركة الجماهيرية والرسمية في الفعاليات الداعمة للأسرى. واعتقلت قوات الاحتلال ثلاث نساء أثناء تواجدهن على أبواب الأقصى. ونظم الممنوعون من دخول الأقصى وقفة عند الأبواب، رفعوا خلالها شعارات كتب عليها: «الأقصى لنا... الأقصى مسئوليتنا...الأقصى في العيون»، ورردوا التكبيرات، وخلال ذلك اعتدى عليهم أحد المستوطنين ورشهم بغاز الفلفل بحماية قوات الاحتلال. أما مدارس الأقصى الشرعية التي تضم: مدرسة رياض الأقصى، ومدرسة الأقصى الشرعية للذكور، ومدرسة الأقصى الشرعية للاناث فقد حاولت شرطة الاحتلال منع الطلاب من دخول مدارسهم داخل المسجد، وبعد احتجازهم حوالي نصف ساعة سمح لهم بالدخول. وأوضحت مديرة «الأقصى الشرعية للإناث» عهاد صبري ان شرطة الاحتلال منعت 3 طالبات من دخول الأقصى، لافتة إلي ان سلطات الاحتلال تعرقل دخول الطالبات والهيئة الادارية والتعليمية الى المدرسة، حيث تمنع فتح باب المدرسة قبل الساعة السابعة والنصف صباحا. وأوضح أمجد أبوعصب رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين أن قوات الاحتلال اعتقلت أربعة مقدسيين من البلدة القديمة، وثلاثة مقدسيين من قرية جبل المكبر وهم: محمد عويسات، ومحمد عطا عويسات، وخالد عليان عويسات. وأوضحت عائلة عويسات أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على الشبان أثناء اعتقالهم، وعلى أفراد عائلاتهم. ومن جانبه، أكد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، على أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية هي واجب مقدس، مشيرا إلى رفض أي تهديدات للأماكن المقدسة وعروبة مدينة القدس. وقال: «إن معركتنا العالمية اليوم، ليست بين الشعوب أو المجتمعات أو الأديان، بل هي حرب تجمع كل المعتدلين، من جميع الأديان والمعتقدات، ضد كل المتطرفين من جميع الأديان والمعتقدات.