بقلم د. محمد أبو زيد الفقي الثلاثاء , 06 سيبتمبر 2011 02:38 بعد صدور تقرير (بالمر) من قبل الأممالمتحدة تأكدت مما كنت أتحدث عنه أنا وغيرى من أن الاممالمتحدة مؤسسة أمريكية عالمية وهذا التقرير من أسوء ماصدر عن هذه الهيئة التى صور لنا حكامنا العرب انها الملاذ الأخير لنصرة المظلومين وتركوا الأعداد للقوة التى ترهب عدوهم وتركوا تنمية وتقوية شعوبهم ولم يقوموا بأية جهد يذكر إلا فى أمرين اثنين الأول: سرقة شعوبهم وتحويل أموالهم إلى بنوك أعدائهم . الثانى :إلهاء هذه الشعوب وإغراءهم بأن عدل الأممالمتحدة سيكون عوضا لهم عن قوتهم فى النضال ضد العدو . وعندما صدر تقرير "بالمر" لم يعترض احد من البلاد العربية الثورية وغير الثورية وكأننا تواصينا بالخنوع والخضوع والذل حتى نهاية العالم . وجاء الموقف التركى بطرد السفير الإسرائيلى من تركيا وتكليف الأسطول الحربى التركى بحراسة المساعدات المتجهة إلى غزة جاء هذا الموقف سترا لعورة المسلمين عامة والعرب خاصة وليس هذا بغريب على الأتراك فمنذ دخولهم الإسلام سنة 22 هجريا وهم يدافعون عنه أعظم دفاع فقد قامت دولة السلاجقة الأتراك بالدفاع عن الإسلام ونصرة الدولة العباسية ثم تلتها دولة العثمانين الأتراك والذين كان لهم الريادة فى البر والبحر لقرون طويلة، فأنا أعرف قوة الأتراك واعتزازهم بعراقتهم ولو استمر هذا الصراع هكذا بشكله الحالى لكان فى ذلك نهاية اسرائيل ولكنى اخشى أن يتدخل الغرب لمصالحه والتراضى وتلبية مطالب تركيا فى الاعتذار المطلوب من الصهاينة وهذا ما يعكر على فرحتى بالموقف التركى . لكن لماذا اخذت تركيا الموقف الذى يعجز عنه العرب دائما.. ذلك لان تركيا اعتمدت فى نهضتها الحديثة على العدل فى الحكم والعلم والعمل فى شتى ميادين الحياة وهذا ما ينقصنا نحن العرب والوصول اليه أبعد من الوصول إلى زحل وهو طالع العرب دائما وما يهمنا الان هو تسجيل بعض الملاحظات : الاولى : إن مواقف الدول تبنى على إرادتها السياسية وقوتها العسكرية والاقتصادية والعلمية ولا تبنى على أشعار عنترة الخرافية . الثانية: إن تركيا فضلت الانتقام لكرامة الشعب التركى وضحت بالخسائر التى ستلحق بها من قبل الغرب واسرائيل عند انهاء هذه العلاقه فالشعوب الحية تفضل الموت جوعا على الذل مع الرفاهية . الثالثة : إن إسرائيل نفسها رأت انها ستعرض نفسها لكثير من الخسائر الاقتصادية والسياسية اذا لم تعتذر لتركيا عن قتل ابنائها فى أسطول الحرية ومع ذلك ضحت بكل هذا من أجل الحفاظ على كرامة الشعب الاسرائيلى لانهم شعب مفضل وفق زعمهم ولا يمكن ان يعتذر لأى شعب اخر . الرابعة :فقد عمل الحكام العرب العملاء دائما على وضع كرامة الشعوب فى مقابل رغيف الخبز وصوروا للجماهير المعادلة كما يلى : إما أن تعيشوا أذلاء وإما أن تموتوا كرماء وقد اختارت قلة ممن يسيطرون على السياسة والاعلام العيش الذليل وساعدهم على ذلك ما يحصلون عليه ثمنا لهذه المواقف. ومع هذا تبقى الشعوب العربية والجماهير العربية من أكرم الشعوب لو فتح أمامها الطريق وسيفتح قريبا بإذن الله الخامس: أمامنا الأن موقفان قدمت فيهما الكرامة على المصالح والعيش الرغيد او الكرامة على الخبز فهل نتحرك ونقتدى بأعدائنا الصهاينة أو نقتدى باخواننا الأتراك فى تمسكهم بكرامتهم وتقديمها على أى شىء اخر . لا يهمنى أن نقتدى بمن ولكن يهمنى أن تحدث حركة فى الجسد العربى الحى وربما يقف بى الامل الآن عند حركة مذبوح فى هذا الجسد واخشى الا اراها !! ا.د/ محمد ابوزيد الفقى المرشح الازهرى لرئاسة الجمهورية