معرض هذا الأسبوع من قاعة الفنون التشكيلية فى ساقية الصاوى بالزمالك بعنوان «مصر وسوريا فى حب مصر» يشارك فيه الفنانة السورية الدكتورة نهى عارف والفنان المصرى على سيد مكاوى، يضم المعرض السورى 15 لوحة بحجم 50 فى 70 سنتيمتراً و60 فى 80 سنتيمتراً اللوحات تتميز بإظهار طبيعة سوريا المبهرة خاصة أنها ركزت على أبواب دمشق التاريخية السبعة. الفنانة الدكتورة نهى عارف الدباغ من مواليد حمص بسوريا وهى طبيبة تخصصت فى الطب النفسى وكانت موهوبة فى الرسم فى طفولتها، ثم درست الفن التشكيلى على يد الفنان العالمى فاتح المدرس والفنان أدهم إسماعيل، شاركت فى أكثر من 75 معرضاً داخل سوريا وأنحاء الوطن العربى، وفى مصر شاهدها الجمهور المصرى فى المركز الثقافى بالعمرانية ومعرض بالقرية الفرعونية ومعرض فى بيت السحيمى والمعرض الأخير المقام حالياً فى ساقية الصاوى، حول هذا المعرض حاورنا الفنانة السورية نهى عارف. قلت لها: أنت تهتمين بالطبيعة أكثر من أى مجال آخر؟ - الطبيعة فى سوريا تلهم الفنانين والشعراء، أمثال نزار قبانى، الذى كتب أجمل أشعاره من وحى سوريا وأنا اسمى دمشق بلد السحر والجمال، ولهذا تجداللون الأخضر غالباً فى أغلب لوحاتى.. يليه اللون اللبنى والأزرق وهذه الطبيعة هى التى تنشر الفرح بين الناس، وأنا أتذكر أيام تصوير فيلم «المصير» للمخرج المصرى العالمى يوسف شاهين، كان التصوير فى سوريا مستلهماً الطبيعة والتاريخ والعمق الحضارى، هناك طبيعة ملونة منسجمة بين الجبل والوادى وفيها مناطق تتساقط الأمطار خمسة شهور فى العام.. والخضرة عندها تغطى الجبال مثل جبل قاسيون وجبل الأربعين الذى يقال إن آدم وحواء التقيا عنده بعد أن تاها شهوراً. وأين الجانب السياسى وما يحدث حالياً من معارك.. وفى لوحاتك؟ - أنا أسجل التاريخ فى لوحاتى بعيداً عما يحدث من مؤامرات ضد وطنى.. فالمعرض الحالى له طابع تاريخى، ولهذا سجلت فيه أبوب دمشق السبعة كل باب فيه له رمز وبطولة ومعارك مسيرته تشرف سوريا والعرب مثل معركة خالد بن الوليد الذى دخل من باب الفتح ثم تحول بعدذلك إلى باب الجابية، عبر خالد بن الوليد مع جيوش المسلمين، ثم هناك باب توما ومنة عبر أبو عبيدة الجراح وهناك أيضاً صلاح الدين الأيوبى فى معركة ميسلون وحارب جزءاً منها فى الغوطة ودمشق، وأهم ما يميز سوريا هو البيت العربى، هو بيت من طراز خاص منذ العهد العثمانى، وفى دمشق حارات تشبه حى الجمالية. أنت فى لوحاتك رسمت مصر فى كثير منها وخاصة الأهرامات وبحيرة قارون؟ - بين مصر وسوريا تقارب حضارى مدهش والفن المعمارى الإسلامى يوجد تقرب بينهما، وحينما أرسم لوحات عن مصر مثل الأهرامات وبحيرة قارون بالفيوم وغروب النيل فأنا أحس بحنين غريب إليها ولهذا لا أحسن أبداً بغربه فى مصر. د. على مكاوى: لى مقتنيات فى الكونجرس الأمريكى أما الفنان المصرى الدكتور على سيد مكاوى فيقدم معرضه الذى يضم ثلاثين لوحة من القطع الصغير. قلت له: ما هى فكرة المدرسة الجديدة التى تتبناها؟ - يقول الدكتور على مكاوى: أنا لى مدرسة معينة فى تحديث الفن اسمها «إشراقة فى تحديث الفن المعاصر فى الحياة»، وأتمنى أن أكون قد أنشأت جديداً لكى لا تنتهى هذه المدرسة عندالأجيال الجديدة، فأنا أتمنى أن لا تذبل هذه المدرسة خاصة أن الأجيال الجديدة تحاول أن تجد نفسها وسط المدارس المختلفة وأنا عرضت لوحاتى فى مصر ولكنى حرصت أن أعرضها خارج مصر أكثر من بلدى ليتعرف العالم على ما أرسمه،، خاصة أننى عشت فى خارج مصر سنوات ولدى مقتنيات حوالى ثمانين لوحة فى جميع دول العالم وفى أمريكا هناك عضو بالكونجرس الأمريكى أكد أن لى لوحة لديهم.. إلى جانب لوحات فى إسبانيا وبعض دول أوروبا. لماذا ترفض بيع لوحاتك كما قلت؟ - عندى فى منزلى أكثر من مائتى لوحة وبعضها عرض علىّ أن أبيعها بأرقام كبيرة، إلا أننى خشيت وأحسست أنها أولادى ولا يصح أن أفرط فيها أو أبيعها. لكن لوحتك عن قناة السويس الجديدة أثارت جدلاً؟ - أنا أسميها لوحة قناة السويس شريان الحياة، الذى يضخ الحياة من مصر إلى العالم كله. وهى لوحة تجريدية عبرت فيها عن قيمة القناة ومستقبلها ومستقبل مصر من خلالها.