منذ تأسيسها عام 1969، وهي تسير على نهج واحد وهو السخرية من كل شيء حتى المقدسات الدينية والمشاعر الإنسانية لم تكن منها براء، ارتكبت طوال تلك الأعوام جرائم عديدة استخدمت فيها أذرعها الفنية من رسامي الكاريكاتير، ليخلقوا من كل حادث أزعج العالم مادة للضحك والسخرية. "شارلي إيبدو" الصحيفة الإسبوعية التي أخذت في أعوام قليلة شهرة واسعة، بسبب ما تفعله والمواد الإعلامية التي تقدمها، حتى ذاقت في يناير الماضي مرارة ما فعلته، بعدما تعرضت إلى هجوم إرهابي هو الأقوى في تاريخها، خلف 12 قتيلًا و 11 جريحًا، وتبنى الهجوم تنظيم القاعدة. سجلت "إيبدو" آخر جرائمها الإعلامية أمس، بسخريتها من الطفل السوري الغريق، وصورته التي هزت دول العالم تنتفض بالإدانة لأجله، بعدما سخرت رساميها لإبداع إحد الكاريكاتيرات التي تسخر من الطفل الغريق بعنصرية تامة. ترصد "الوفد" في هذا التقرير أبرز 7 جرائم ارتكتبها "شارلي إيبدو" من خلال رسوماتها بداية من رسول الله "محمد" وصولًا إلى الطفل الكردي الغارق "إيلان". "السخرية من الرسول" بدأت جرائم داعش تطفو على السطح، منذ عام 2011 حينما نشرت رسمًا كاريكاتيرًا يشير إلى قيام الرسول محمد بعضّ فم أحد صحفي المجلة، في إشارة مزعومة منها إلى مدى العنف الذي يتبع في الدين الإسلامي الحنيف. "إبدو تسخر من النبي بعد انتخابات تونس" وفي آواخر عام 2011، قامت الصحيفة بالسخرية من الرسول بجعله "رئيس تحرير" في صورة بعدد لها يحمل اسم "شريعة إبدو"؛ للاحتفال بفوز حزب النهضة الإسلامي فى الانتخابات التونسية. "سيرة مزعومة عن الرسول" وفي عام 2012، واصلت الصيحفة الساخرة إساءتها للنبي والمسلمين، حيث أصدرت عددًا خاصًا عن سيرة حياة الرسول معززة بالرسوم التوضيحية الساخرة، مجسدة صورته في أولى صفحات عددها الذي خصصته للسخرية من النبي. "السخرية من ذبح الأضحية" ثم توالت جرائم الصحيفة الفرنسية، في عام 2013، نشرت صورًا مسيئة للرسول تسخر فيها من أحد الشعائر الدينية وهي "ذبح الأضحية" عند المسلمين، كاتبة اسم النبي "محمد" على ذلك الرسم. أفردت له صورة غلافها الرئيسي، توضح فيه قيام إحد أعضاء تنظيم "داعش" وهو يذبح شخص على أنه أضحية العيد، كما جاء توقيت الرسم الكاريكاتيري ليشير إلى عملية "النحر"، فى سياق احتفال المسلمين بعيد الأضحى المبارك آنذاك. "كتاب يجسد صورة النبي" ولم تكتف بتلك الأعمال فقط، ولكنها قامت في عام 2013، بإصدار كتابًا مصورًا حول سيرة النبي "محمد" مكون من 46 صفحة تحت عنوان "سيرة محمد"، يحمل العديد من الصور الكاريكاتيرية التي تعبر عن حياة الرسول وسيرته النبوية. وجاءت الأحداث التي تدور في ذلك الكتاب مخالفة لما ورد في كتب الفقة الإسلامي، الأمر الذي دفع العديد من الدول الإسلامية مهاجمة ذلك العمل. "السخرية من الرسول بالبكاء" عقب الهجوم الإرهابي عليها، قامت الصحيفة الفرنسية، برسم كاريكاتيري يصور النبي محمد وقد سالت دمعة على خده، في أول على صفحتها الأولى، وفي أول عدد تصدره منذ الهجوم الذي شنه عليها مسلحون. "السخرية من الطفل السوري" رغم أن صورته وهو راقد على رمال أحد الشواطىء بتركيا، هزت مشاعر العالم، إلا أنها لم تحمل أي تأثير على مجلة شارلي إيبدو، التي سخرت منه بعنصرية في عددها الصادر أمس بأحد الرسوم الكاريكاتيرية. جاءت الصور تسخر من توافد اللاجئين السوريين والمهاجرين إلى الحدود الأوروبية، فكان عدد شهر سبتمبر مليئًا بالرسوم التى حملت نكهة عنصرية، دون أي اعتبار للمأساة الإنسانية التى يعاني منها القادمون قسرًا إلى أوروبا والهاربون من ظروف اقتصادية واجتماعية كارثية. وفي ذلك الرسم ركزت الصحيفة على استغلال صورة الطفل السوري إيلان عبدالله الكردي، فظهرت صورة الطفل الذي يطفو على سطح الماء، وكتب بجانب الكاريكاتير: "عرض خاص: وجبتين للأطفال بسعر وجبة واحدة"، وفى أعلى الرسم عبارة :"قريبا جدًا من الهدف". رسم آخر مليء بالعنصرية ضد المسلمين، يقيم مقارنة بين المسيحي الذى يستحق الحياة والمسلم الذى يموت غرقًا، وذلك في الرسم الذي حمل عنوان "الدليل على أن أوروبا مسيحية" نجد صورة رجلًا يمشى على الماء قال راسم الكاريكاتير إنه مسيحي وصورة طفل يغرق قال عنه إنه مسلم.