يعتبر الموزع الموسيقي طارق مدكور، من أهم المؤلفين الموسيقيين في الوطن العربي، ونجاحاته يتحدث عنها جميع المطربين علي الساحة العربية، فقد تعاون «مدكور» مع أهم نجوم الساحة منذ بدايته وعلي رأسهم «عمرو دياب» الذي قدم له أهم أعماله مثل «حبيبي يا نور العين» و«قمرين» و«تملي معاك»، بالإضافة لعلي حميدة وهشام عباس ومصطفي قمر، وقدم للساحة الغنائية المطرب محمد حماقي عام 2003. ووسط اتجاه جميع الموزعين للعب علي وتر «تيمات» الموسيقي الغربية الصاخبة ظل وحيداً محتفظاً بفكره الموسيقي الخاص وهو تداخل الآلات الموسيقية الغربية مع الشرقية مع الاحتفاظ بالطابع الشرعي للموسيقي ليكون في مقدمة كافة أعماله. «مدكور» انتهي مؤخراً من «الديجتال ماستر» لألبوم الفنانة «أنغام» وأيضاً المطرب رامي صبري، وعاد بعد غياب 10 أعوام للعمل مع المطرب محمد حماقي في ألبومه الجديد بأغنية «عمره ما يغيب» الذي اختارها حماقي لتكون عنوان ألبومه الجديد. في حوار مع «الوفد» تحدث الموزع الكبير طارق مدكور عن مشواره مع الموسيقي وعن كواليس أعماله مع نجوم الوطن العربي ورأيه في حال الساحة الغنائية في الوقت الحالي. طارق مدكور مشوار كبير من النجاحات في عالم الموسيقي والغناء.. حدثنا عن هذه الرحلة؟ - الموسيقي بالنسبة لي حالة عشق أو بمعني أدق خيال لا يتوقف عن الدوران، فمنذ بدايتي أبحث عن الاختلاف والسير في طريق خاص بي، عشقت أعمال الزمن الجميل لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وموسيقي رياض السنباطي وبليغ حمدي، ولكن أردت أن أعمل بفكر خاص بي يناسب تطورات العصر الذي أعمل فيه، وفي الوقت نفسه يحافظ علي شكل السنباطي والموسيقي المصرية والطابع الشرقي ويواكب تطورات الغرب، هي معادلة صعبة للغاية ولكن أتمني أن أكون ناجحاً حتي الآن في تحقيقها. من وجهة نظرك.. ما السبب وراء اتجاه الأغلبية من جيل الموزعين الجديد للتيمات الغربية من الموسيقي؟ - هناك مثل يقول «كل وقت وله أذان»، فالأجيال الجديدة تنجذب بشكل أكبر لموسيقي «الهاوس والديسكو والهيب هوب» وهي التيمات الغربية التي تناسب الشباب، ولذلك معظم توجهات الجيل الجديد تصب في هذا الاتجاه، ولكن في الحقيقة الجيل الجديد يقدم عملاً جيداً للغاية ويطورون من أنفسهم، وأصبح لهم فكرهم الذي يذهب له النجوم، والموسيقي علم كبير وله مناهج متعددة، والتنوع والاختلاف أمر طبيعي، وأري أن هذا الجيل أضاف للموسيقي وتواجده أمر مهم وجيد، ولا أريد ذكر أسماء بعينها حتي لا أنسي أحداً. تعاونت مع العديد من نجوم الغناء.. من منهم تشعر بأن بينك وبينه كيمياء ناجحة في العمل؟ - هناك الكثير من النجوم، ولكن إذا تحدثنا بالنسبة لمطربي مصر هناك المطربة «أنغام» لأنها رائعة ومتميزة ولديها فكر وذوق خاص بها أراه مناسباً لي كثيراً، وأيضاً مصطفي قمر لأنه متذوق للموسيقي وقريب للغاية من أفكاري، ومن لبنان نانسي عجرم لأنها تعشق اللون الموسيقي المصري. مؤخراً عدت للتعاون مع المطرب محمد حماقي بأغنية «عمره ما يغيب».. حدثنا عن أسباب غياب التعاون بينكما طيلة السنوات الماضية.. خاصة أنك من اكتشفته وقدمته للساحة الغنائية؟ - أؤمن بموهبة «حماقي» منذ اللحظة الأولي التي جلست فيها معه، بالإضافة إلي أنه يمتلك إحساساً رائعاً يزيد أعماله جمالاً، وعدم تعاوننا طيلة السنوات الماضية بسبب انشغال كلٍ منا، علي الرغم من أننا نتقابل كثيراً وتربطنا علاقة صداقة قوية علي المستوي الشخصي، إلا أنه وجدنا العمل المناسب الذي يجمعنا من جديد وهي أغنية «عمره ما يغيب»، ولكن الألبوم بالكامل جيد للغاية، وجميع فريق العمل بذل فيه مجهوداً كبيراً من شعراء وملحنين وموزعين ويستحق النجاح الذي حققه منذ اليوم الأول لطرحه. مهتم كثيراً بالاستوديو الخاص بك ودائماً تحرص علي جلب أحدث الأجهزة له.. ما تعليقك؟ - بالطبع كما ذكرت الموسيقي بالنسبة لي حالة عشق وأحرص دائماً علي تقديم أفضل نسخة لي من العمل، ولذلك لابد أن يكون الاستوديو مكتملاً حتي يساعدني علي الإبداع في عملي، ودائماً أريد أن أقدم أعمالاً متقنة تعرف طريق قلوب الناس بشكل مستمر، ولذلك مسألة تحديث الاستوديو أمر طبيعي. وكيف تري حال صناعة الأغنية في الوقت الحالي؟ - الوقت الحالي يعتبر أفضل من السنوات العجاف الماضية، فالأغلبية بدأت تعود من جديد والجمهور متشوق لسماع أغانٍ جديدة، ولكن لابد علي المسئولين أن ينظروا للأزمات التي تحاصر الصناعة، لأن الغناء لا يمكن الاستغناء عنه ومن الضروري أن نحميه وندعمه. وماذا عن أعمالك الجديدة؟ - أوشكت علي الانتهاء من ألبوم «أنغام» وستظهر من خلاله بشكل جديد ستفاجئ به جمهورها، فهي بذلت مجهوداً كبيراً للغاية، وأتمني أن ينال إعجاب الناس، وانتهيت أيضاً من العمل في ألبوم المطرب رامي صبري وسيكون في وقت قريب بالأسواق.