بقلم :أحمد فؤاد نجم الأثنين , 05 سيبتمبر 2011 10:05 وانتشرت في معتقل القلعة حكاية عبد السميع الإخوانجي اللي بيسموه «عدو الله» محمد عبد المقصود المخبر المتوحش اللي سفح تلاتة وعشرين ربع فرخة يوم زيارة أبو الفضل الجيزاوي وعايش زي القرد وعمال ياكل زي الحريقة وكأنه موصل علي المجاري زي ما قال عنه زميله فريد المخبر. - عبد المقصود ده مالوش معدة زي بقية خلق الله دي ماسورة نازلة من زوره علي المجاري عدل أما حكاية الثلاثة وعشرين ربع فرخة اللي سفحهم المخبر محمد عبد المقصود والعياذ بالله فتبدأ من زيارة أبو الفضل الجيزاوي، مين أبو الفضل الجيزاوي ده؟ قال لك دا في الأصل ضابط جيش وكان المفروض إنه يكون من الحكام مش من المعتقلين لكن دي كانت ظاهرة سياسية في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين الماضي حيث تمت بعون الله عسكرة المجتمع المصري بعد استيلاء الضباط الاحرار علي السلطة في مصر المحروسة بقيادة البكباشي جمال عبد الناصر حسين ورفاقه اللي فتحوا ابواب المعتقلات علي مصراعيها لشفط وابتلاع بعض المواطنين ومنهم ضباط شرطة وضباط جيش كان الواحد فيهم يدخل علينا المعتقل نعرف اسمه ورتبته فقط لكن قضيته مافيش صريخ ابن يومين يعرف عنها حاجة إلي أن يفرج عنه وكان أبو الفضل الجيزاوي حالة من هذه الحالات الغريبة وكان يوم زيارته يوافق الأربعاء من كل اسبوع وكانت الزيارة فضلة خيرك فيها شيء وشويات لدرجة أن كل المعتقلين وكل الضباط والمخبرين في القلعة بينوبهم من الحب جانب وده معناه إننا مابناكلش أكل المتعهد اللي هو في الغدا عبارة عن طبق خضار وطبق أرز وربع فرخة في الغدا ويوم الحادثة اللي بيأرخوا بيها في معتقل القلعة لمحمد عبد المقصود المخبر المتوحش كان عدد المعتقلين ثلاثة وعشرين معتقلا بالتمام والكمال ولما جت زيارة أبو الفضل الجيزاوي استلم من محمد عبد المقصود الغدا من المتعهد ونزل علي العنبر التحتاني وقام بالتقاط الفراخ من باقي الغذاء ونزل فيهم هبر لغاية ما جاب آخرهم وبعدين طلع من العنبر التحتاني عشان ياخد نصيبه من زيارة أبو الفضل الجيزاوي اتاري المخبرين منتظرينه عند مكتب الزيارة. - جاي منين يا محمد عبد المقصود؟ - جاي من تحت - وكنت بتعمل إيه تحت؟ - كنت بانزل غدا المعتقلين اللي استلمته من المتعهد - وهو فين غدا المعتقلين؟ - ما انا باقول لك تحت - طيب انزل سلمه لزميلك فريد - ليه ياشاويش سرحان؟ - من غير ليه دا أمر وانزل نفذه فوراً
- ياللا ياخويا تعالي سلمني الغذا زي الشاويش ما قال - طب انت مستعجل علي ايه اذا كانوا المعتقلين مش حياكلوا الغدا ده من أصله - انت تنفذ الأمر وماترغيش كتير - واذا ما نفذتش الأمر يا فريد؟ - لأ حتنفذ ورجليك علي رقبتك وتصاعد الجدل بينهما حتي تشابكا بالأيدي ويقال ان المخبر فريد ضرب محمد عبد المقصود بوكس جامد في بطنه طفحه الثلاثة وعشرين ربع فرخة والعهدة علي الراوي.