قال مسؤول عسكري سوري يوم الأربعاء إن خبراء عسكريين روس عززوا وجودهم في سوريا خلال العام الماضي مما يشير إلى تعميق في العلاقات تخشى واشنطن أن يعكس زيادة في تأييد الرئيس السوري بشار الأسد. وأكدت روسيا وجود خبراء عسكريين روس على الأرض في سوريا لكنها قالت إنهم موجودون هناك فقط لمساعدة السلطات السورية على استلام شحنات أسلحة اعترفت من قبل بإرسالها. وقال مسؤولون أمريكيون في الأيام القليلة الماضية إنهم يشتبهون بأن روسيا تعزز المساعدات للأسد حليفها منذ أيام الحرب الباردة. وتشن الولاياتالمتحدة حملة جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وتعارض حكومة الأسد. ومارست واشنطن ضغوطا على دول مجاورة حتى تمنع روسيا من استخدام مجالها الجوي في خطوة نددت بها موسكو بوصفها "فظاظة دولية" وقال المسؤول السوري "الخبراء الروس موجودون دائما لكنهم كانوا موجودين بدرجة أكبر خلال العام الماضي.. يتم تطوير كل نواحي العلاقة في الوقت الحالي بما في ذلك الشق العسكري." وتحول الزخم ضد الأسد خلال الشهور القليلة الماضية في الصراع المستمر منذ أربع سنوات والذي راح ضحيته نحو 250 ألف شخص وتشرد بسببه نحو نصف تعداد سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليون نسمة. وفي أحدث انتكاسة كبيرة تلحق بالقوات الحكومية ذكر التلفزيون السوري أن القوات السورية تخلت عن قاعدة جوية في شمال غرب سوريا لتؤول السيطرة عليها إلى تحالف لمقاتلي المعارضة بعد حصار دام قرابة عامين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن فقدان القاعدة يعني انسحاب القوات الحكومية بالكامل من محافظة إدلب بوسط سوريا. وظلت المحافظة احدى ساحات القتال الرئيسية في الحرب لكن مقاتلين من المعارضة حققوا مكاسب فيها هذا العام بقيادة جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة. وحققت تحالفات لمقاتلي المعارضة بدءا بالإسلاميين السنة المتشددين مثل جبهة النصرة ووصولا إلى مقاتلين من القوميين العلمانيين مكاسب في شمال غرب وجنوب غرب سوريا. وكثيرا ما يقاتل هؤلاء القوات الحكومية ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يسيطرون على الكثير من مناطق شرق سوريا وشمال العراق. وتصاعد التوتر في الأيام القليلة الماضية بين الولاياتالمتحدةوروسيا بسبب دعم موسكو للأسد الذي يحظى أيضا بدعم قوي من إيران. وتقول روسيا إنه يجب إشراك الحكومة السورية في قتال مشترك للدولة الإسلامية لكن الولاياتالمتحدة وخصوما للأسد مثل تركيا والسعودية ترى في الأسد جزءا من المشكلة السورية. وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ستبحث اتخاذ إجراءات عسكرية إضافية مطلوبة لمحاربة الإرهاب في سوريا إذا اقتضت الضرورة. وأضافت أن موسكو رصدت نشاطا "غريبا للغاية" فيما يتعلق بسوريا لتصوير موقفها من محاربة الإرهاب على نحو خاطئ. * "مثيرة للقلق" قال مسؤول أمريكي كبير يوم السبت إن واشنطن رصدت "خطوات تحضيرية مثيرة للقلق" منها نقل وحدات سكنية سابقة التجهيز لمئات الأشخاص إلى مطار سوري مما قد يشير إلى أن روسيا تستعد لنشر أصول عسكرية ثقيلة هناك. وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه إن نوايا موسكو على وجه الدقة لا تزال غير واضحة. كانت موسكو قد بررت دعمها للأسد في الصراع بأوضح العبارات حتى الآن خلال الأيام القليلة الماضية وقالت إن النهج الغربي في التعامل مع سوريا يشبه الاخفاقات في العراق وليبيا. وتركز الخلاف الدبلوماسي على استخدام المجال الجوي لمرور رحلات جوية تقول موسكو إنها تنقل مساعدات إنسانية لسوريا فيما يرى مسؤولون أمريكيون أنها ربما تنقل إمدادات عسكرية. ولتفادي السفر فوق تركيا -أحد ألد أعداء الأسد- سعت روسيا إلى تسيير الرحلات الجوية فوق دول البلقان لكن واشنطن حثت هذه الدول على عدم السماح لموسكو بذلك. ورفضت بلغاريا يوم الثلاثاء طلبا روسيا باستخدام مجالها الجوي لتسيير رحلات وبررت ذلك بمخاوف بشأن الشحنة على متن الطائرة. وقالت بلغاريا يوم الأربعاء إنها ستسمح للطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا باستخدام مجالها الجوي إذا وافقت موسكو على تفتيش شحنات هذه الطائرات في مطار بلغاري. ولم تؤكد تركيا رسميا حظر الرحلات الجوية الروسية إلى سوريا لكنها تقول إنها تنظر في طلبات استخدام مجالها الجوي للذهاب إلى سوريا وفقا لكل حالة على حدة. يعاني الجيش السوري من نقص في الأفراد وحصل على مساعدة جماعات مقاتلة محلية وأجنبية حتى لا يفقد السيطرة على أراض. وتسيطر الحكومة على أجزاء في غرب سوريا من دمشق وصولا إلى الساحل. وتخوض الحكومة معركة منذ وقت طويل للسيطرة على مدينة حلب وأجزاء أخرى من البلاد ولها مواقع في الشرق والشمال الشرقي والجنوب. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري انسحب بالكامل من محافظة إدلب يوم الأربعاء بعد أن سيطر مقاتلو المعارضة على مطار أبو الضهور العسكري هناك. وأضاف أن أفراد جماعة مسلحة محلية موالية للحكومة مازالوا في قريتين شيعيتين بالمحافظة. وذكرت مصادر في المعارضة أن جبهة النصرة لعبت دورا رئيسيا في السيطرة على المطار. وجبهة النصرة جزء من ائتلاف لجماعات إسلامية يدعى جيش الفتح وسيطر على معظم أنحاء إدلب هذا العام. وقال التلفزيون الرسمي السوري في نبأ عاجل إن حامية الجيش التي دافعت عن المطار العسكري أخلت المكان. ويحاصر مقاتلو الدولة الإسلامية قاعدة كبيرة أخرى إلى الشرق من حلب تعرف بقاعدة كويرس. وتحقق جبهة النصرة مكاسب في شمال غرب سوريا مع جماعات أخرى لمقاتلي المعارضة منذ مايو أيار إذ سيطرت على مدينة إدلب وبلدة جسر الشغور وتتحرك صوب مناطق ساحلية مهمة بالنسبة لسيطرة الحكومة على غرب سوريا.