يفضل الكثير من الناس تناول اللحوم المصنعة في غذائهم كالبسطرمة واللانشون والسجق والهامبورجر وغيرها لمذاقها الخاص وطعمها المميز، وهذه اللحوم عبارة عن اغذية يعاب عليها ارتفاع معدلات السعرات الحرارية وارتفاع معدلات الدهون المشبعة الغنية بالكولسترول وايضا الأملاح المتعددة التي تضاف لها لكي تعمل كمضادات للميكروبات على تجفيفها أو حفظها. ويقول الدكتور هشام الخياط استاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودور بلهارس تأتي خطورة اللحوم المصنعة من هذه الإضافات ومن بينها مواد مثل أحادي جلوتيوميت الصوديوم أم أملاح الفوسفات أو النترييت، فالمادة الاولى تستخدم لإعطاء النكهة لهذه اللحوم وتستخدم بكثرة من مطاعم جنوب شرق اسيا مع الحساء لتعطي نكهة اللحوم ولكن ثبت ان هناك اعراضا مرضية ظهرت على المستهلكين مثل العصبية كما تضاف أملاح الفوسفات الى محاليل معالجة اللحم بهدف حبس الماء ويستفاد من حبس الماء قدرة الحمولة المائية في تصنيع بعض المنتجات مثل الهوت دوج والبلوني وغيرهما، أما أملاح النتريت فهي تستخدم لأكثر من غرض اولها اعطاء اللحوم اللون الوردي الزاهي الذي يميز العديد من اللحوم المصنعة وثانيها استخدامها كمادة حافظة من بكتيريا التسمم الغذائي وثالثها كمادة مضادة لأكسدة الدهون في اللحم واخيرا للحفاظ على طعم اللحم وخطورة أملاح النتريت أنها تتحد مع أجزاء من البروتين الأمينات وتكون النيتروزامين الذي قد يؤدي الى الاصابة بالسرطان، فقد ظهر هذا المركب خطورته على حيوانات التجارب. ويضيف الدكتور هشام الخياط على الرغم من ذلك يؤيد البعض استخدام النتريت في حفظ اللحوم المصنعة، وحجتهم ان خطورته تكون في زيادة الكمية المضافة منه «الجرعة المضافة» ويستشهدون على حصول الانسان على أملاح النتريت من التربة ومن الخضراوات كما انها موجودة ايضا في لعاب الانسان وان البروتين يبقى في الجهاز الهضمي مدة طويلة نسبيا وتكون النيتروزامين بنسب بسيطة لا خطورة منها وتحدد التشريعات الدولية بدقة صارمة هذه منها وهناك خطورة اخرى للحوم المصنعة تأتي من إضافة مضادات الأكسدة التي تستخدم لحفظ المواد الدهنية من الترنخ الا ان اضافتها تتم بنسب تتعدى المسموح به والبديل الآمن منها. ويؤكد الدكتور هشام الخياط أن باحثين اكتشفوا في اكثر من دراسة علمية ان المرتديلا والسجق واللانشون وغيرهما من اللحوم المعالجة تزيد خطر اصابة الرجال بداء السكر ووجد العلماء ان الرجال الذين يستهلكون اللحوم المصنعة مثل السجق والمرتديلا وغيرها لخمس مرات أو أكثر اسبوعيا يكونون اكثر عرضة للاصابة بسكر النوع الثاني بنسبة 46% مقارنة مع من يتناولون مثل هذه اللحوم بكميات أقل ولاحظ الباحثون بعد تحليل المعلومات الغذائية عن 12 سنة ماضية لأكثر من 42 ألف رجل تراوحت اعمارهم بين 40 و75 عاما انه كلما تناول الرجال كميات اكبر من اللحوم المصنعة زاد خطر اصابتهم بالسكر، ويرى الخبراء أن مواد النتريت الموجودة في اللحوم المعلبة والمصنعة تؤذي خلايا البنكرياس المنتجة لهرمون الانسولين الذي يساعد في تحويل السكر الى طاقة في الجسم وشدد هؤلاء في الدراسة التي نشرتها مجلة العناية بمرضى السكر الصادرة عن الجمعية الامريكية لمرض السكر على ضرورة الاعتدال في تناول اللحوم المصنعة وليس التخلي عنها تماما مؤكدين اهمية اجراء المزيد من الدراسات للكشف عن تأثيراتها لا سيما ان تناولها يتم مع أطعمة دسمة أخرى مثل البطاطس المقلية.