في حوار لا تنقصه الصراحة، حول الأزمات التي يعاني منها المواطنون.. التقت «الوفد» الدكتور عبدالله الشنواني عميد كلية الصيدلة بجامعة الزقازيق السابق، مرشح حزب الوفد بدائرة مركز بلبيس، الذي وضع روشتة علاج للأمراض المزمنة والمستعصية التي يعاني منها أهالي مركز بلبيس لسنوات طويلة دون اهتمام من النواب السابقين أو المسئولين الذين تركوا المواطنين غارقين في أزماتهم وأصبح محور اهتمامهم هو كيفية البقاء في المنصب إلي أبد الأبدين.. فكان لنا هذا الحوار: تقلد الدكتور عبدالله الشنواني العديد من المناصب الجامعية المهمة وكان آخرها عميد كلية الصيدلة بجامعة الزقازيق، وحالياً أحد المرشحين لرئاسة جامعة الزقازيق، ولديه العديد من المراجع العلمية والأبحاث التي تدرس بالجامعات المصرية والدولية، وحصل علي عدة جوائز منها جائزة جامعة الزقازيق التقديرية، والميدالية الذهبية من النقابة العامة لصيادلة مصر، وأول عميد كلية يحصل علي اعتماد الجودة وضمان الاعتماد بجامعة الزقازيق، وحصل علي أعلي الأصوات من المجمع الانتخابي لرئاسة جامعة الزقازيق، وحالياً عضو بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد. ما البرنامج الذي وضعته لدائرة مركز بلبيس؟ - بعد دراستي المتأنية للأزمات التي تواجه مركز بلبيس وضعت برنامجاً سوف يكون في أولوياتي وهو حماية البيئة من التلوث وهذه مرتبطة مع صحة المواطنين بشكل أساسي، فمصادر التلوث تتكون من مصادر مائية وتتمثل في ترعة الإسماعيلية وهي المصدر الرئيسي للمياه بمركز بلبيس وإحدي مصادر التلوث، فهناك مصانع تلقي بها مخلفاتها مباشرة دون معالجة، وهناك العديد من الزوايا والمساجد وقاعات الأفراح تصب مباشرة علي ترعة الإسماعيلية التي يشرب منها الأهالي، وهناك إلقاء للحيوانات النافقة والقمامة والمخلفات وغسيل السيارات دخل الترعة. أما عن المصدر الآخر للتلوث ببلبيس، فهو مصرف بلبيس الذي يصب فيه الصرف الصحي من القاهرة مروراً بمركز بلبيس والعديد من مراكز الشرقية بما يحمله من غازات سامة تدمر صحة المواطنين، وللأسف هناك العديد من الأهالي يقومون بري الأراضي الزراعية من هذا المصرف وبعض هواة الصيد يقومون باصطياد الأسماك منه، والمصدر الأخير هو تراكم القمامة بالشوارع وأمام المنازل والمدارس والمستشفيات بمركز بلبيس، فهذه هي المصادر الرئيسية بمركز بلبيس وهي تتسبب في إصابة العديد من الأهالي بأمراض الفشل الكلوي والفيروسات الكبدية والأورام والعديد من الأورام الأخري. سوف أساهم حال نجاحي في إصدار تشريعات وقوانين لتجريم تلوث مياه الشرب ومصادرها مع المشاركة في حملة توعية شاملة للمواطنين بمدي الخطورة الناتجة من إلقاء المخلفات، وعن مشكلة الصرف الصحي تم منذ أكثر من 20 عاماً إنشاء شبكة للصرف الصحي ومحطة معالجة لمياه الصرف لتصبح صالحة للزراعة ولكن للأسف حتي الآن لم يتم تشغيلها، وهناك عدد من المقترحات لعمل صرف صحي مغطي خلال مسافة ال 3 كيلو مترات التي تمر بمدينة بلبيس، وفيما يتعلق بانتشار القمامة فلابد من توفير أماكن ومصانع لتدوير القمامة والاستفادة منها، فلا يعقل أن تكون بلبيس ذات الظهير الصحراوي لا تستطيع تدبير قطعة أرض كمقالب ومدافن صحية للقمامة وإقامة مصانع لتدويرها. ما برنامجك للقضاء علي البطالة؟ - دوري في البرلمان القادم المساهمة في إصدار تشريعات، بحيث التوافق بين الواجبات والحقوق في القطاع العام والقطاع الخاص، فالعمل الخاص الآن هو سخرة وتهديد بالطرد والتشريد في أي لحظة، ولا يوجد له رعاية صحية وضمانات ومعاشات وخلافه، أما العمل الحكومي فهو حقوق بلا واجبات، وبالتالي لابد من إعادة النظر في هذه التشريعات. وهناك أيضاً أصحاب المعاشات وقانون الخدمة المدنية الجديد، فقد ظلم أصحاب المعاشات في الزمن الماضي وتم الاستيلاء علي أموالهم، فالنظرة التشريعية الجديدة أن ما يحال حديثاً سيأخذ 8٪ من إجمالي الأجر، فيجب رفع تدريجي لمن أحيل إلي المعاش سابقاً خلال فترة زمنية ولتكن خلال عام أو 3 أعوام ليتضاعف المعاش ليصبح ما يعادل 80٪ مما كان يتقاضاه. حدثنا عن رؤيتك لتطوير القطاع الصحي؟ - هناك عدة محاور أولاها كما ذكرت آنفاً إيقاف مصادر العدوي والتلوث، فهمها قامت الدولة بإنشاء مستشفيات للأورام ووحدات غسيل الفشل الكلوي واستيراد الأدوية بالمليارات لعلاج الفيروسات الكبدية فلن تستطيع التصدي لتلك الظاهرة، والمحور الثاني هو إصلاح المنظومة الإدارية واللوائح للاستفادة المثلي من الموارد البشرية، فهناك العديد من المستشفيات والوحدات الصحية به تكدس وأخري بها نقص شديد في الأطباء والصيادلة والتمريض، فيجب إعادة التوزيع مع العمل في اليوم 24 ساعة تساوي 3 فترات نظير مقابل مادي مناسب، فلا يعقل أن يعمل الطبيب والصيدلي في المستشفي وفي عيادته والعديد من المستشفيات بالقطاع الخاص وأن يخير للعمل في مكان واحد، والمحور الثالث هو العمل علي منظومة التأمين الصحي لتغطية جميع الطبقات، خصوصاً غير الخاضعين من أعمال المهن الحرة من عمالة منتظمة وخلافه، وتشجيع رجال الأعمال علي التبرع والمساهمة في شراء الأدوية والمستلزمات والتجهيزات اللازمة. ما أهم المشاكل التي يعاني منها مركز ومدينة بلبيس؟ - مركز بلبيس يعاني الكثير من المشاكل والأزمات من أهمها الفوضي وغياب القانون والبلطجة وانتشار سيارات الأجرة دون الالتزام بالتسعيرة المحددة أو أي خطوط سير، ما يؤدي إلي الازدحام والشلل المروري، كما يشهد مركز بلبيس التعدي علي الشوارع الرئيسية والميادين وبناء الأكشاك دون حسيب أو رقيب، ومشاكل الصرف الصحي وذلك يرجع إلي الإدارة المركزية، فرئيس مركز ومدينة بلبيس ومحافظ الشرقية مغلولا اليدين باللوائح والقوانين فكل منهما يمثل رئيس جمهورية المدينة، فلابد من توفير صلاحيات لهما وهذا دورنا في البرلمان المقبل حال نجاحي إن شاء الله بإصلاح التشريعات، بالإضافة إلي أن بلبيس تعاني من عدم وجود رقابة شعبية، لذلك أتمني أن تسرع الدولة بإجراء انتخابات المجالس الشعبية المحلية، وأري أن الأولوية عن البرلمان، فرؤساء المدن والمحافظة يعملون بلا رقابة من المحليات أو من أجهزة شعبية معاونة. ما رأيك في خطة عمل محافظ الشرقية؟ - أري أن الدراسة والتخطيط والتوقيت المناسب ضروريات قبل اتخاذ أي قرار، فأي خلل في هذه العناصر تفشل المشروعات الناجحة علي سبيل المثال نقل موقف بلبيس والعاشر إلي موقف الأحرار، فهذا القرار لم تتم دراسته جيداً وتوقيته غير مناسب ما أدي إلي حالة من السخط العام وعدم الرضا من أهالي بلبيس والعاشر من رمضان، نظراً لمعاناتهم مادياً وإهداراً للوقت، وذلك نتيجة مضاعفة المسافة واستخدام أكثر من وسيلة مواصلات لكي يقضون احتياجاتهم ومصالحهم، إضافة إلي رفع التكلفة، فكان من الممكن الانتظار لحين الانتهاء من أعمال كوبري الصدر وتعديل بعض خطوط النقل الداخلي وتمهيد الطرق المؤدية للموقف وتوفير بدائل، فطلاب الجامعة أصبحوا يتكلفون يومياً 20 جنيهاً ذهاباً وإياباً، وتزداد المشكلة عند بدء الدراسة، فسوف يتسبب بعد مسافة الموقف الجديد في إعاقة حركة الطلاب والانتظام بالجامعة، فكان من الممكن التشاور والتنسيق مع أهالي بلبيس والعاشر من رمضان أكثر المتضررين، علماً بأن نقل الموقف إلي الأحرار لم يحل الأزمة دخل الزقازيق، بعدما احتل السرفيس مكان الموقف القديم. في النهاية ماذا تقول لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي؟ - الله يعينك أنت تحارب الإرهاب والفساد معاً وهما وجهان لعملة واحدة ونحن خلفك في استكمال مسيرة التنمية الحقيقية وتحقيق أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونية، واستغلال هذه الدفعة القوية في تنمية محور قناة السويس الجديدة الذي يعود بالرخاء علي الشعب المصري الذي عاني كثيراً وضحي وخرج يطمح بمطالبه الثلاثة «عيش - حرية - عدالة اجتماعية» وتقدم للأمام ونحن إلي جوارك من أجل الأمن والأمان والرخاء لمصر.