تُعد مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي تتشكل فيها شخصية الطفل، كما أنها من المراحل التي يبدأ يترسخ داخل أذهانه الأفكار والمعتقدات التي يبني عليها شخصيته التي سيغدو عليها في المستقبل، فكثيرا من الآباء يخطئون في التعامل مع أبنائهم وفي صقل شخصيتهم، حيثُ تصبح العلاقة مقتصرة فقط على الأمر والنهي، لا يعيروا بأي اهتمام بمشاكلهم سواء النفسية أو الاجتماعية التي يواجها مع رفاقه في المدرسة أو مع مدرسيه. وتوضح الدكتورة رشا عطية استشاري علاقات اسرية وزوجية أن علاقة الطفل بوالديه من أقوى العلاقات الربطية في حياة الطفل، فالطفل منذ مولده لا يجد في مجاله الحياتي سوى الوالدين الذين يرعانيه. وتضيف :" أن التواصل الجيد بين الآباء والأبناء خاصة إذا كنت مبنية على الاحترام والشفافية يُعد بمثابة الحصن الأول من خطر إصابتهم بأي أمراض أو مشاكل نفسية، فضلا عن مساعدة الطفل على صقل مهاراته الاجتماعية، لافتة إلى أن عدم متابعة الأبناء وتوجيههم يؤدي إلى ظهور بعض السلبيات، علي سبيل المثال اكتساب بعض العادات السيئة من المجتمع المحيط بالطفل سواء في المدرسة أو النادي أو الشارع، العصيان وعدم طاعة الوالدين، انتيابه بالعنف والعصبية الزائدة والعناد. وتشير إلى أن الأطفال باتوا يتأثرون بالتكنولوجيا والأحداث المختلفة المحيطة بهم، وكذلك الإعلام له تأثير واضح في تغيير سلوك الطفل وتكوين شخصيته، لذا يراعي من قبل الوالدين انتقاء البرامج وأفلام الكارتون والمسلسلات قبل عرضها على الطفل، بالإضافة إلى برامج الحاسب الآلي والهواتف المحمولة، موضحة أن الطفل في مراحله الأولى يكون لديه رغبة لاكتشاف ما حوله حيثُ يلجأ بشتي الطرق للبحث عن العالم المحيط به من خلال مشاهدته للأفلام أو على الانترنت. وتؤكد عطية :"أن عدم التواصل الجيد والفعال مع الآباء والأبناء يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية عديدة، لعل أهمها يكون الطفل أكثر عُرضة لتدني احترام الذات، وانحدار المستوي التحصيلي الدراسي لديهم، يكونوا أكثر عُرضة للتعرض للأزمات العاطفية والمشكلات الاجتماعية". وتكمل :"كما أن استخدام أسلوب العنف والأمر والنهي مع الطفل تجعله أكثر عُرضة لتعاطي المخدرات، أو المشاركة في السلوكيات المحفوفة بالمخاطر أثناء مرحلة المراهقة". وتشدّد عطية على الآباء تجنب استخدام العنف البدني أو اللفظي مع أبنائهم، مؤكدة أن هذا الأسلوب يولد طفل مشبع بالأمراض النفسية كالأكتئاب والكذب والسرقة والأنطوائية. وتختتم عطية حديثها الموجه إلى الآباء :"على الآباء ضرورة إعداد أطفالهم منذ الصغر لخوض حياتهم المستقبلية بآمان، وفتح قناة اتصال جيدة معززة بالشفافية والاحترام لمعرفة ما يدور داخل أذهانهم وما يواجهونه من مشاكل، لذا يجب اتاحة مساحة للطفل لحرية الاختيار في انتقاء ملابسهم، وتجنب الشجار العائلي أمام الأبناء، إضافة إلى أهمية تجنب أستخدام أسلوب العنف والأيذاء الجسدي، والحرص على استخدام أسلوب المرونة التربوية مع الأبناء، لتعزيز الأطفال على قول الصدق من خلال التدعيم الأيجابي، والاستشهاد بالأحاديث الدينية التي تجرم الكذب والسرقة، كما يجب تجنب معاقبة الطفل بدنيا أو استخدام أسلوب النهي والأمر معه".