يتولد لدي الطفل الشعور باللامبالاة والأحباط الذي يجعله يتصرف بلا اهتمام في شئون حياته، وينعدم لديه حافز الدافعية نحو النجاح والتفوق الدراسي، ظنا منه أن النجاح يتطلب المزيد من الفشل وهذا يرجع إلى التربية الخاطية من جانب الوالدين ووسائل الأعلام. وفي هذا الاسياق، توضح الدكتورة رشا عطية، استشاري علاقات أسرية وزوجية، أن غياب دافع الطفل للتفوق يرجع إلى الرسائل السلبية التي يتلقاها يوميا من جانب الوالدين. وتشير إلى أن أسلوب التربية الخاطئ الذي يتبعه الآباء مع أبناءهم أثناء التحدث والتواصل معهم، يؤدي إلى خلل واضح في شخصية وتفكير الطفل، قد يتعذر إصلاحه مستقبلا. مستشهدة بالمثل الشعبي القديم "النقش في الصغر كالنقش على الحجر". وتضيف عطية قائلة :"هناك بعض العبارات والكلمات السلبية التي تستخدمها الأمهات كثيرا، ظنا منها أن تلك العبارات تمر مرور الكرام على مسامع الطفل، لكن هذا غير حقيقي، ومن أبرز تلك العبارات التي من شأنها أن تقلل دافع الطفل نحو النجاح، مفيش شغل،لازم نسافر، هما اللى اتعلموا اخدوا ايه؟، ريح دماغك، وغيرها من الكلمات السلبية التي تجعل الطفل يعيش حالة من الضياع وتثبيط الهمم". وتتابع :"كما أن للأعلام دورا رئيسيا في هذا الشأن، وهو ما يظهر واضحا من خلال ما تبثه الأفلام والمسلسلات التي تظهر صورة الباطل الحاصل على أعلي الشهادات عاطل وفاشل، يُعاني من تخبطات الحياة". وتكمل:"وهناك العديد من الأفلام التي تثبت أن النجاح لا يقتصر على المتعلمين أو المتفوقين دراسيا، بل على الفهلوة والنصب". وتشدّد عطية على الوالدين تجنب ألقاء أو ترديد الكلمات والرسائل اللفظية السلبية، وكذلك تجنب مشاهدة الطفل تلك الأفلام التي تظهرالبطل في صورة بلطجي أو فاشل. لافتة إلي أن هذا يترك أثر سلبيا داخل نفس الطفل، وبالتالي يقل لديه الدافعية والرغبة في النجاح والتفوق الدراسي، ظنا منه أن هذا لا يغير شيئا في حياته. وتوضح عطية قائلة:"هناك مشكلة كبري وخطيرة يقع فيها الوالدين مع أبنائهم، وهم غير مدركين بعواقبها الوخيمة على نفسية الطفل إلا وهي الحرمان أو استخدام أسلوب العنف مع الأطفال مثل، لو مطلعتش الاول علي الفصل هحرمك من المصروف، لو مفوزتش في الماتش مش هجبلك هدية، لو غلط في الواجب هتعمله من أول وجديد، مؤكدا أن الطفل منذ بداية هذه اللحظة يتولد لديه الشعور باللامبالاة ، ويبدأ يمتثل لأوامرك ليس لأنه مقتنع بها، بل خوفا من العقاب لا أكثر". وتختتم الدكتورة رشا عطية استشاري علاقات أسرية حديثها الموجه إلى الوالدين قائلة :"على الأم والأب أن يراعوا في الألفاظ والعبارات ويتفهموا جدواها جيدا قبل أن يلقوها على مسامع أطفالهم، حتي لا تقع في موقع خطأ داخل رؤوسهم الصغيرة". كما شدّدت على ضرورة انتقاء المادة الإعلامية ودراستها جيدا قبل عرضها على الطفل".