الرئيس السيسي يصل مقر احتفالية عيد العمال بمدينة العاشر من رمضان    «العلوم الصحية» تطالب «السيسي» بإصدار قانون مزاولة المهنة.. وتطوير المنظومة الطبية    «التنظيم والإدارة»: إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان مسابقة معلم مساعد    تشغيل 27 بئرا برفح والشيخ زويد.. تقرير حول مشاركة القوات المسلحة بتنمية سيناء    فاتن عبد المعبود: مؤتمر اتحاد القبائل العربية خطوة مهمة في تنمية سيناء    علاوة 3% الأبرز.. منح وتسهيلات كفلها القانون ل عمال مصر    «هونداي روتم» الكورية تخطط لإنشاء مصنع جديد لعربات المترو في مصر    «الحركة الوطنية»: دعم الرئيس السيسي لقطاع الصناعة يقلل الفجوة الاستيرادية    هئية الاستثمار والخارجية البريطاني توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية    البنك المركزي يوافق على إطلاق أول بنك رقمي في مصر onebank    «شغالة مرة واحدة في الأسبوع».. شكاوى من تأخر ضخ مياه الشرب بمناطق في الغردقة    خبير اقتصادي: زيادة المعروض من السلع يؤدي لاستقرار الأسعار    وزيرا الزراعة في مصر ولبنان يبحثان تعزيز التعاون المشترك    طولكرم.. استشهاد فلسطيني في تبادل لإطلاق النار مع أمن السلطة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و596 شهيدا    البيت الأبيض: موسكو استخدمت أسلحة كيماوية ضد القوات الأوكرانية    موعد مباريات الجولة الأخيرة بدوري المحترفين.. غزل المحلة ضد بروكسي الأبرز    تشكيل توتنهام المتوقع أمام تشيلسي بالدوري الإنجليزي    رسميًا غياب نجم الأهلي عن مباراة الجونة للإيقاف    محافظ أسوان يتابع جهود السيطرة على حريق اندلع بأشجار النخيل بإدفو    «الأرصاد»: استقرار الأحوال الجوية.. والعظمى على القاهرة تسجل 31 درجة    تحرير 30 محضرًا تموينيًا في كفر الشيخ    القبض على 34 ديلر مخدرات في حي العصافرة بالإسكندرية    «رقم صادم».. ضبط 12 ألف قضية تسول خلال شهر    انخفضت ل2.4 %.. نتائج تحليل مشاهد التدخين والمخدرات في دراما رمضان 2024    العثور على جثتى أب ونجله فى صحراء قرية حمرادوم بقنا    إيرادات فيلم شقو تتراجع إلى المركز الثاني لأول مرة.. تعرف على السبب؟    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج.. الخميس 2 مايو 2024    "مئة مبدعة ومبدعة" يُوثق المنجز النسوي الأدبي بمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب    دعاء النبي بعد التشهد وقبل التسليم من الصلاة .. واظب عليه    إصدار 202 قرار بالعلاج على نفقة الدولة وتوفير الأدوية ل90 استغاثة خلال أبريل 2024 (تفاصيل)    الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني وتدمير 12 طائرة مسيرة كانت تستهدف مناطق في العمق الروسي    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    رئيس الوزراء يُهنئ البابا تواضروس الثاني بعيد القيامة المجيد    غضب الله.. البحر الميت يبتلع عشرات المستوطنين أثناء احتفالهم على الشاطئ (فيديو)    الفنان ياسر ماهر ينعى المخرج عصام الشماع: كان أستاذي وابني الموهوب    هل توجد لعنة الفراعنة داخل مقابر المصريين القدماء؟.. عالم أثري يفجر مفاجأة    تامر حسني يدعم بسمة بوسيل قبل طرح أغنيتها الأولى: كل النجاح ليكِ يا رب    تفاصيل مفاوضات الأهلي مع خادم دياو بديل معلول    صباحك أوروبي.. حقيقة عودة كلوب لدورتموند.. بقاء تين هاج.. ودور إبراهيموفيتش    بعد أزمة أسترازينيكا.. مجدي بدران ل«أهل مصر»: اللقاحات أنقذت العالم.. وكل دواء له مضاعفات    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    ملخص عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    الصحة: مصر أول دولة في العالم تقضي على فيروس سي.. ونفذنا 1024 مشروعا منذ 2014    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    «البنتاجون»: أوستن أكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة ضمان تدفق المساعدات إلى غزة    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أطفال مصر .. زهور تتفتح لأجل المستقبل

أطفال مصر هم زهورها المتفتحة علي آفاق المستقبل، وهم كنز التنمية البشرية الذي يجب أن نعوّل عليه الكثير في تطلعاتنا نحو التغيير المنشود في بلد شهد أعظم ثورة وضعت التغيير علي رأس أولوياتها ومطالبها.
ورغم حصول الطفلة المصرية سلمي شريف علي لقب أذكي طفلة في العالم بما يشير إلي عبقرية الطفل المصري عموما، مازال هناك العديد من العقبات أمام أطفالنا لو تم تجاوزها لتمكنت مصر ب (رجال وسيدات المستقبل) أن ترسم ملامح جديدة لواقعها المأمول.. كل هذا ترصده (آخر ساعة) في سياق هذا الملف.
أذكي طفلة في العالم ..مصرية
«سلمي شريف»فازت باللقب بعد قهرها 3 آلاف طالب من 61دولة
(الطفل المصري أذكي طفل علي مستوي العالم) جملة نسمعها كثيرا وبالطبع الكثير منا لايعيرها انتباها ولا يصدقها باعتبار أنها مبالغة تحمل قدرا كبيرا من الغرورلايتناسب مع المصريين مدمني أكل الفول ناهيك عن دور منظومة التعليم في محو قدرات الطفل واستبدالها ب"عته وغباء"محتوم.. ألا أن "سلمي شريف" ذات الإثني عشر ربيعا أثبتت صحة تلك المقولة واستطاعت أن تهزم 3 آلاف طفل من أكثر من 61 دولة مختلفة وتفوز بلقب أذكي طفلة في العالم في المسابقة العالمية للرياضيات الذهنية والتي أقيمت بماليزيا الشهر الجاري فقد استطاعت حل أكثر من 052 مسألة حسابية في أقل من 8 دقائق وسط ذهول الجميع.
واللافت للانتباه أن"سلمي"لم تكن وحدها من رفعت اسم بلادها عاليا بل إن رؤي هاني وليلي بدر الدين حصلتا علي المركز الثالث والسابع ليتربع أطفالنا علي عرش القمة (آخر ساعة) التقت (العبقرينو الصغيرة) في سياق الحوار التالي.
كيف اكتشفت ذكاءك اللافت؟
ذات مرة كنت ألعب إلي جوار أبي الذي كان يحفِّظ أختي الكبري جدول الضرب، وعندما طلب منها أن تعيده علي مسمعه ردّدته أنا غيابياً بدلاً عنها مع أنني لم أكن أتجاوز الثالثة من عمري آنذاك، فدهش والدي من موهبتي وبدأ يهتمّ بي وأرسلني إلي أحد مراكز تنمية المهارات الذهنية.
كيف ساعدك المركز علي تنمية مهاراتك المختلفة؟
منذ أن التحقت بالمركز الذي يشرف عليه الأستاذ علي قابيل حتي شعرت باختلاف كبير في طريقة تفكيري فقد تعلمت طرق التفكير الإبداعي المختلفة الذي يمكنني من تطويعه في الحياة العملية ويساعدني في حل كافة المشكلات التي تواجهني بالإضافة إلي تعليمنا سرعة حل المسائل الحسابية المعقدة بسرعة فائقة باستخدام عداد "الاباكوس"كما أنه يساعدنا في تدعيم مهاراتنا الفنية الاخري كالرسم والموسيقي.
كيف التحقت بالمسابقة؟
من المعروف أن تلك المسابقة تقام كل سنتين بماليزيا ويشترك بها أكثر من 02 دولة تدفع بخيرة أطفالها ليحققوا مركزا متقدما وقد التحقت مع 41طفلا يدرسون معي بالمركزيجمعنا حب مصر وبالطبع منذ أن وطأت أقدامنا أرض العاصمة الماليزية كوالالمبور شعرنا بالتوتر والقلق خاصة وقد زال هذا الشعور بعد يومين بعد أن شاهدنا المناظر الطبيعية الخلابة.
ماهي طبيعة وعدد الأسئلة؟
تتكون المسابقة من أربع ورقات بها حوالي 082 مسألة حسابية يقوم المتسابقون بحلها باستخدام عداد"الأباكوس"الصيني وهو عداد يتكون من إطار خشبي يحتوي بداخله علي قطع صغيرة مصنعة من الحجر المصقول لتعليم الأطفال الحساب، دون الآلة الحاسبة في وقت لايزيد علي 8 دقائق وقد استطعت حل أكثرمن 062 مسالة متفوقة بذلك عن باقي أقراني كما استطعت الإجابة علي الأسئلة العامة التي يطرحونها علينا.
صفي لنا شعورك بعد الجائزة؟
بعد أن تسلمت الجائزة من رئيس المسابقة شعرت بزهو وانتصار كبير خاصة بعد أن لمحت السعادة في عيون أستاذتي مني وأستاذي علي وزادت فرحتي أكثر بفوز صديقي روئ وليلي بمراكز متقدمة لتكون فرحة جماعية نعود بها لمصر وسط تلك الظروف الحالكة.
كيف تتعاملين مع زملائك في المدرسة؟
تربطني بهم علاقة صداقة وألعب معهم وأساعد من يحتاج إلي مساعدة وقد شعروا جميعهم بالسعادة بعد فوزي بالمسابقة وقامت مدرستي بتكريمي تكريما حافلا وشجعوني علي الاستمرار في تلك المسيرة حتي أحافظ علي مستوي الذكاء الذي وصلت اليه،
ومع أسرتك؟
يقف أبي وأمي إلي جانبي ويحاولان توفير الراحة والسعادة لي فأنا الابنة الوسطي ولدي أخوان يتميزان هما الآخران بذكاء حاد والتحقا بنفس المركز الذي أدرس به بالإضافة لتفوقهم بمجالات الفن والرياضة وقد حصلا علي شهادات تقدير وميداليات عديدة.
كيف تقضين يومك العادي؟
أحرص علي الاستيقاظ المبكر في الساعة السابعة لأصلي الصبح ,وفي الثامنة أذهب إلي المدرسة وبعد عودتي في الثالثة أذهب إلي مركز تنمية المهارات لأقضي فيه ماتبقي من نهار اليوم وبعد عودتي إلي المنزل أقوم بمذاكرة دروسي وأداء واجباتي المنزلية وأختم اليوم باللعب علي الكمبيوتر أو مناقشة أموري الخاصة مع أسرتي.
وماهي أبرز هواياتك الأخري؟
يتربع الكمبيوتر علي عرش هواياتي فأنا أجد فيه متعة لاتضاهيها متعة أخري فهو ممتليء بالألعاب المختلفة والبرمجيات إضافة إلي حرصي علي متابعة كافة الأحداث الجارية والتطورات العلمية عن طريق شبكة الإنترنت ,كما أنني أعشق الفرشاة والألوان وقد فزت بالعديد من الجوائز المختلفة في الرسم والموسيقي.
من وجهة نظرك ماهي المعوقات التي تمنع إبداع الطفل المصري؟
يعتبر التعليم هو العائق الاساسي لمساندة الطفل علي الإبداع فبعض أصدقائي يشكون من قسوة المدرسين وسيطرتهم المبالغة حتي أن بعضهم إذا وجد تلميذا يغني داخل الفصل يطرده ويسبه بأقذر الشتائم كما أن هناك عشرات المدارس محرومة من دعم الأنشطة المختلفة كالرسم والموسيقي وتقوم بإلغاء تلك الحصص التي يعتبرونها مفسدة للطلاب وبهذا تعمل علي كبت مواهبهم المختلفة وتمنع إبداعه إضافة إلي أن بعض الأسر تساهم في تلك الجريمة.
ماهي طموحاتك المستقبلية؟
أتمني أن أصبح معلمة رياضيات فأنا أعشق تلك المادة وقد همت بها بعد التحاقي بالمركز فقد تعلمت طريقة جديدة للحساب واستغنيت تماما عن الآلة الحاسبة كما أتمني أن أحافظ علي المركز المتقدم الذي وصلت إليه وأحصل في يوم من الأيام علي جائزة نوبل مثل الدكتور زويل وأفيد بذلك مصر والعالم العربي أجمع وأتمني أن أقابله يوما من الأيام فهو مثلي الأعلي.
يذكر أنه قبل مثول المجلة للطبع كانت سلمي علي موعد مع تكريم حافل من وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم غنيم الذي حرص علي تكريمها وتشجيعها بمقر الوزارة بصحبة والدها المهندس شريف وجيه وأستاذها علي قنديل.
وبعد لقائنا ب"سلمي"توجهنا إلي أستاذها وصاحب أول مركز مصري لتنمية المهارات الذهنية لدي الأطفال "علي قنديل"والذي كان يعمل مهندسا مدنيا بإحدي الشركات الكبري ولكنه قرر ترك هذا المجال بعد أن لاحظ التدهور الذي وصل اليه التعليم المصري ودوره في قتل المواهب الإبداعية التي تمتليء بها مدارسنا ,ليؤسس هذا المركز المتيمز الذي نجح في صناعة أذكي طفلة في العالم كما أن لديه مشروعا متميزا سيتقدم به للوزارة ليكون مشروعا قوميا لإعادة إنتاج آلاف من"سلمي".
يقول قنديل:يقوم المركز بمساعدة الأطفال من سن 4 سنوات إلي 21 سنة علي التفكير بطرق مختلفة كالتفكير الابتكاري والإبداعي إضافة إلي تعليمهم حل المسائل الحسابية المعقدة بسرعة فائقة باستخدام عداد "الاباكوس"وهو عداد صيني يتجاوز عمره الخمسة آلاف عام والغريب أن دول شرق آسيا كالصين وماليزيا تعتمد عليه اعتمادا كليا واستغنت عن الآلة الحاسبة كما أن مهاتير محمد صاحب الدور الرائد في نهضة ماليزيا أمر باستخدام هذا العداد بالمدارس والمحال التجارية عوضا عن الوسائل التكنولوجية الحديثة والتي أثرت علي الذكاء البشري وكان هذا العداد سببا في تقدم بلاده وتطورها تطورا مذهلا وللعلم فان مقولة طفلنا أذكي طفل بالعالم صحيحة مائة بالمائة إذا توافرت له أسباب الإبداع والاهتمام وجو صحي سليم والدليل علي ذلك الأهرامات التي عجزت التكنولوجيا عن التوصل إلي سرها.
وعن المعايير التي وضعتها المسابقة العالمية للاشتراك بها قال: لم تكن هناك معايير بعينها للاشتراك بالمسابقة فقد كان أطفالنا العشرة عاديون علي مستوي مدارسهم ويذكر أن سلمي قد شاركت في تلك المسابقة العام الماضي ولكنها لم تفلح في الحصول علي مركز متقدم ولكنها أثبتت كفاءة نادرة هذا العام هي وباقي صديقاتها ويعود الفضل في ذلك إلي أولياء أمورهم الذين اهتموا بإبداع أطفالهم وحاولوا تدعيمه بشتي الطرق.
ويري قنديل أن منظومة التعليم المصري تساهم في قتل وكبت ذكاء الطفل فالمدارس في مصر لا تطلب من الأطفال سوي التحول إلي مجرد آلات يسمعون فقط من غير مقاطعة باستخدام كتب مدرسية عمرها ربع قرن، والحصيلة في النهاية أجيال غير مثقفة تزداد فجوة المعرفة بينهم وبين أقرانهم في أوروبا وآسيا وأمريكا يوما بعد يوم. ، وكل ما عليهم تخزين المعلومات فقط، ويكون جاهزا في نهاية السنة الدراسية لإخراجها في الامتحانات، وبعد ذلك تتبخر المعلومات ولايكون لها أي أثر يذكر.
ويضع روشتة لحل هذا العجز قائلا: النهوض بذكاء الطفل المصري علي وجه التحديد يجب أن يسير في طريقين، الأول يبدأ قبل المدرسة لأنها تتحكم في معايير النجاح في المستقبل، فطفل ما قبل المدرسة تتحدد شخصيته وصحته النفسية، كما أن الطفولة المبكرة ميدان خصب لتنمية المهارات المختلفة وعلينا أن نهتم بتدعيم تلك المهارات بعد التحاقه بمراحل التعليم المختلفة ووضع مهارات مختلفة لتنمية ذكائه والاهتمام بالكتب العلمية التي تساعده في التفكير الابتكاري كما أن الألعاب الشعبية والمسرحيات لها دور جبار في ذلك حيث إنها تشبع رغباته النفسية والاجتماعية.
النسبة الأكبر في أسيوط وسوهاج والفيوم:
5ر6٪ من أطفالنا «متسربون» من التعليم
وصلت نسبة الأمية في مصر إلي 03٪ لتصبح مصر واحدة ضمن أكثر البلدان التي يعاني أهلها الجهل، ورغم أن أغلب إن لم يكن كل الحكومات المتعاقبة علي تولي شئون البلاد في مصر، كانت تؤكد أن القضاء علي الأمية يأتي علي رأس أولوياتها، إلا أن أحداً من هذه الحكومات لم يقدم حلولاً حقيقية أو إنجازات تذكر للقضاء علي الأمية في مصر.
وإذا كنا قد ارتضينا أن يعيش أكثر من ثلث أهل مصر "جاهلين"، فعلينا أن نلتفت للخطر الأكبر الكامن في هذه الأجيال الجديدة التي "تتسرب" من التعليم، وتترك مدارسها وتبدأ في رسم خط بياني تصاعدي نحو رفع معدلات الجهل والأمية لأكثر من الثلث، خلال سنوات قليلة، إذا ما استمر وضعها هكذا.
رصد عدد من الجمعيات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني أرقاماً مرعبة لانتشار هذه المشكلة، فأظهرت إحدي الدراسات أن 80٪ من فتيات الصعيد لم يلتحقن بالتعليم، وأن هناك 2.5 مليون طفل مصر تسربوا من التعليم قبل إتمام المرحلة الابتدائية.
وزير التربية والتعليم، الدكتور إبراهيم غنيم، أعلن أن متوسط نسبة التسرب الإجمالية من التعليم قد وصلت ل6.5٪ في الحضر والريف، في الوقت الذي وصلت فيه نسبة الأمية إلي 30٪ مؤكداً أن أولي أولويات محو الأمية تتمثل في غلق التسرب ومنعه.
وأشار الوزير إلي أن المحطة الأولي في التسرب تتمثل في عدم دخول الأطفال الذين وصلوا سن الإلزام المدرسة، وأنه إذا كان ولي الأمر غير راغب في تعليم ابنه فإن الدولة راغبة في تعليمه وملزمة به.
وشدد علي ضرورة التأكد من أن كل من وصل سنه في الأول من أكتوبر من كل عام إلي 6سنوات له مكان في المدرسة وتم تقييده بالفعل.
وأشار غنيم، إلي أنه يتم الإعداد في الوقت الحالي لعقد امتحان تشخيصي تقويمي للطالب في الصف الثالث الابتدائي، ويعد المركز القومي للامتحانات هذا الامتحان في القراءة والكتابة والحساب، ولا علاقة له بانتقال الطالب إلي الصف الرابع الابتدائي، وإنما يتم إجراؤه لتقييم الطالب ومعرفة مستواه الحقيقي، والتعرف علي مواطن الضعف لعلاجها في السنوات اللاحقة، وسيتم عمل امتحان آخر مماثل في الصف السادس الابتدائي للتعرف علي نتائج التشخيص والعلاج.
ودشنت وزارة التربية والتعليم بالفعل مشروعاً قومياً لمنع التسرب الدراسي، يشرف عليه الدكتور محمد أبو رزقة، مدير صندوق تمويل المشروعات، والدكتور رضا مسعد، رئيس قطاع التعليم العام، والدكتور عبدالعزيز الطويل، مدير المركز القومي للبحوث التربوية، والدكتور عبد الله عمارة، رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير.
بينما أطلق المجلس القومي للطفولة والأمومة برنامجاً للحد من ظاهرة التسرب من التعليم ينفذ بمحافظات أسيوط، وسوهاج، والفيوم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
ويهدف البرنامج لدعم3 آلاف طفل من المعرضين للتسرب بالمرحلة الابتدائية، وتكوين شراكة مع المعنيين بالقضية بالإضافة إلي تحسين بيئة المدرسة وجعلها جاذبة للتلاميذ، بالإضافة إلي السعي وراء رفع وبناء قدرات المعلمين والإخصائيين النفسيين والاجتماعيين ومديري المدارس وتطبيق منهج التعلم النشط داخل الفصول لمواجهة التسرب من التعليم.
ويؤكد أمين عام المجلس القومي للطفولة، الدكتور نصر السيد، أن استهداف المحافظات الثلاث كمرحلة أولي جاء نتيجة ارتفاع نسب التسرب بها.
مكافحة التسرب
ويشير، إلي أنه سيتم تشكيل لجنة داخل كل مدرسة مستهدفة تسمي (لجنة مكافحة التسرب) برئاسة مدير المدرسة وعضوية الإخصائي الاجتماعي، وثلاثة من المدرسين ممن لديهم القدرة علي العمل الاجتماعي وحديثي التخرج، وسيتم تطبيق تجربة هذه اللجنة لأول مرة داخل 03 مدرسة ثم يتم تعميمها علي جميع المدارس بعد نجاحها.
وأوضح السيد، أن معظم الدراسات والبحوث أشارت للعديد من الأسباب التي أدت ولازالت تؤدي إلي مشكلة التسرب من التعليم منها ما يتعلق بالعملية التعليمية وتفشي العنف داخل المدرسة وأيضاً المشكلات الاجتماعية والمتمثلة في الفقر وارتفاع نسب الأمية بين الأسر والتفكك الأسري وارتفاع نسب الطلاق وعدم الاهتمام بالتعليم وخاصة للفتيات مما يؤدي إلي الزواج المبكر وعمالة الأطفال.
وعن أسباب تسرب التلاميذ من التعليم، يحدثنا الدكتور حسن شحاتة، أستاذ وخبير المناهج التربوية بجامعة عين شمس، قائلاً، إنها مشكلة كبيرة وتعد من أخطر الآفات التي تواجه العملية التعليمية ومستقبل الأجيال في المجتمعات المختلفة لكونها إهدارا تربويا لا يقتصر أثره علي الطالب فحسب بل يتعدي لجميع نواحي المجتمع فهي تزيد معدلات الأمية والجهل والبطالة وتضعف البنية الاقتصادية والإنتاجية للمجتمع والفرد وتزيد الاتكالية والاعتماد علي الغير، كما تفرز للمجتمع ظواهر خطيرة كعمالة الأطفال واستغلالهم وظاهرة الزواج المبكر، الأمر الذي يؤدي إلي زيادة حجم المشكلات الاجتماعية.
أضاف: للتسرب أسباب عديدة متشعبة ومتداخلة تتفاعل مع بعضها لتشكل ضاغطاً علي الطالب تدفعه إلي التسرب والسير في طريق الجهل والأمية، غير أن الأسباب التربوية هي الأخطر علي الإطلاق، والتي وتتلخص في تدني القدرة علي الدراسة والرسوب المتكرر وعدم الرغبة في التعليم الأكاديمي عند التلاميذ.
بالإضافة إلي الحالة الاقتصادية، والتي ترجع لضعف الحالة المادية لأهل التلميذ الأمر الذي يدفعه لترك المدرسة بحثاً عن أعمال بأجور منخفضة رغبة منهم في إعالة آبائهم وأمهاتهم ومساعدتهم.
جنوح الأحداث
بينما تحدثنا الدكتورة عزة كريم، أستاذة علم الاجتماع، عن الأضرار السلبية علي المجتمع جراء انتشار وارتفاع معدلات تسرب الأطفال من التعليم، فتقول إن أخطر ما تسببه هذه القضية من مشكلات هو ظاهرة "جنوح الأحداث"، وهو اصطلاح نفسي اجتماعي يدل علي سلوك منحرف وبنظر القانون مخالفة أو جنحة أو جناية لكل درجاتها وعقوباتها كما لا يشترط بالجنوح مخالفة القانون بل مخالفة للعرف والتقاليد والآداب.
نسيهم الجميع 03 عاماً.. والدستور الجديد ينصفهم
(العمال الصغار) ميراث دولة الفقر والظلم
هم ضحايا الفقر والجهل والظلم، وميراث ثلاثين عاماً لدولة الظلم والفساد البائدة، هم أطفالنا العاملون.. من ينصفهم؟، من يحمي حقوقهم الضائعة؟، من يعيد لهم كرامتهم التي هانت علي الجميع؟.
ملايين الأطفال - قد يكون ابنك أو أخيك واحداً منهم- يعيشون تحت خط الفقر، يعملون ليل نهار كي يحصلوا علي لقمة عيش حتي لا يناموا الليل وبطونهم تعاني آلام الجوع.
إن كانت ثورة 25 يناير خرجت لتنادي بالعيش، والحرية، وعدالة اجتماعية، فإن أطفالنا العاملين هم أكثر فئات المجتمع، التي خرجت من أجلها الثورة، يحتاجون العيش فيعملون من أجله، يحلمون بالحرية ليتخلصوا من استبداد وتسلط أصحاب العمل وقهرهم البدني والنفسي، ويطلبون العدالة الاجتماعية التي تضمن لهم الحق في التعليم، والحياة الكريمة، وتوفر لهم العلاج والغذاء والسكن.
"صرخة أمل"، يطلقها أطفال مصر العاملون في وجه القائمين علي الحكم، يناشدونهم أن يلتفتوا إليهم بعين الرحمة، أن ينظروا لهم باعتبارهم أملاً لأمة أسقط شعبها نظاماً غاشماً ليقيم حياة كريمة عادلة، ولا يحتاجون إلا أن يكونوا جزءا من هذه الحياة.
في سطور التحقيق التالية، تعرض "آخر ساعة"، لظاهرة انتشار عمالة الأطفال، وترصد الأرقام الرسمية عنها، وتطرح "روشتة" علاج قدمها عدد من الخبراء لمواجهتها، كما تناقش وضع عمالة الأطفال في الدستور الجديد.
الأرقام الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في تقريره الدوري، تشير إلي أن إجمالي عدد الأطفال العاملين يصل إلي مليون و594 ألف طفل في الفئة العمرية ما بين 5 إلي 17 عاماً، مشيراً إلي أن 87.4 من الأطفال العاملين يمنحون أجورهم لأولياء أمورهم.
ويشير الجهاز إلي أن نسبة الأطفال الإناث العاملين تصل إلي 21 من إجمالي، عمالة الأطفال، مقابل 79 للذكور، وترتكز عمالة الأطفال في ريف الوجه القبلي بنسبة 42.7 بينما تصل نسبة عمالة الأطفال في ريف الوجه البحري إلي 40.8.
إلا أن المنظمات الحقوقية المهتمة بحقوق الطفل، تؤكد أن عدد الأطفال العاملين يصل ل3 ملايين طفل عامل، معظمهم يعملون في ظروف سيئة، وهو ما كشفت عنه دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أظهرت أن عمالة الأطفال، تعد جريمة اتجار بالبشر.
وذكرت الدراسة، إن بيئة عمل الأطفال تتسم بالعنف والخطورة والاستغلال، وأكدت الدراسة أن نصف الأطفال تعرضوا للإصابة في العمل، وتراوحت الإصابات بين كدمات وكسور وجروح قطعية، وأن 42٪ من الأطفال يعملون في المحاجر التي تعد أسوأ عمل للأطفال، في حين يعمل 17٪ في المسابك، بينما تتوزع النسب الباقية علي ورش الحدادة وتشكيل المعادن والمدابغ والغزل والنسيج والنقل والتحميل.
وكشفت الدراسة أن معظم هؤلاء الأطفال يعولون أسرهم، وأنهم يعملون مقابل مبلغ لا يزيد عن 100 جنيه أسبوعياً، بينما لا يحصلون علي أي حماية في الأعمال التي يقومون بها، وأوضحت الدراسة أن أسباب عمالة الأطفال هي التسرب من التعليم بسبب الدروس الخصوصية التي تعجز الأسر عن توفير تكاليفها، وكذلك فقر الأسر، مما يدفعها لتشغيل أبنائها لمساعدة الأسرة، بالإضافة إلي التفكك الأسري وطلاق الوالدين، ومن ثم يصبح الطفل هو العائل الوحيد لأسرته.
ظاهرة عالمية
وتعد ظاهرة عمالة الأطفال، إحدي الظواهر العالمية، حيث تقدر منظمة العمل الدولية عدد الأطفال العاملين في العالم بنحو 250 مليون طفل في السن ما بين 5 إلي 14 سنة، منهم 120 مليون طفل يعملون أكثر من 16 ساعة.
وفي إطار متابعتها لانتشار ظاهرة عمالة الأطفال عالمياً، نشرت وكالة ال"أسوشيتدبرس"، الأمريكية، تقريراً عن عمالة الأطفال، قالت فيه أن الحكومة المصرية تقدر عدد القصر الذين يعملون بحوالي 1.6 مليون طفل، مشيرة إلي أن حوالي 10٪ من السكان تحت سن 17 عاماً أغلبهم يعمل في ظروف شاقة، وغير جيدة بالمرة، وأشارت الوكالة إلي أن خبراء آخرين قدروا العدد الذي تعلنه الحكومة بضعف الرقم الرسمي، مشيرين إلي أن الكثيرين يعملون في قطاعات غير رسمية ومن الصعب تعقبهم.
كما أشار تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية، صادر أوائل العام الماضي، إلي أن مصر بذلت جهوداً للقضاء علي أسوأ أشكال عمالة الأطفال، إلا أنه انتقد دور الدولة لعدم معالجتها الفجوات في القوانين بهدف حماية الأطفال، وأشار التقرير إلي أن الأطفال المصريين ينتشرون في ميدان التحرير، أيقونة الثورة المصرية، ليبيعوا الأعلام والفيشار والشاي، في أي وقت تقام فيه مظاهرة حاشدة، وفي الأيام الهادئة يقوم هؤلاء الأطفال بتنظيف السيارات في الإشارات المرورية للحصول علي أموال قليلة.
ويؤكد التقرير أنه لا يوجد ورشة ميكانيكا في مصر لا يوجد فيها طفل صغير، وعادة ما يكونون مغطين بالشحوم والأوساخ ويقومون بأقذر عمل وغالباً ما يتعرضون للاعتداء البدني مع حصولهم علي موارد مالية قليلة.
جهود حكومية
وتبذل وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية، جهوداً عديدة في سبيل مواجهتها لانتشار ظاهرة الأطفال في مصر، وخصصت الوزارة فريق عمل لمواجهة هذه الظاهرة، وتقول رشا يونس، من فريق عمل وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية المتابع لحالات تشغيل الأطفال، إن العمل علي مواجهة عمالة الأطفال يسير باتجاهين، أولهما من خلال الأنظمة والتشريعات التي تجرم تشغيل الأطفال، والثاني يكمن في جهود وزارات الدولة المختلفة للقضاء علي ظاهرة أطفال الشوارع الذين يشكلون الوقود لظاهرة عمالة الأطفال، بالإضافة لحملات التوعية المتعددة.
وأشارت يونس، إلي أن أطفال الشوارع ليسوا فقط الأطفال المشردين دون أهل، بل إن منهم من تم الدفع به للشوارع من قبل أهله للحصول علي المال.
وأوضحت، أن الوزارة نظمت مؤخراً بالقاهرة مؤتمرا وطنيا لمعالجة المشاكل التي تطرحها ظاهرة أطفال الشوارع، وكان من بين الحلول المطروحة خلال المؤتمر إقامة معسكر خارج القاهرة لإعادة تأهيل أطفال الشوارع، مشيرة إلي أن الفريق يجري حالياً دراسة حول الأطفال المستهدفين في المرحلة الأولي.
الظروف الاقتصادية
الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، تري أن ظاهرة عمالة الأطفال إحدي الظواهر المرتبطة بالوضع الاقتصادي داخل المجتمع، وعندما نتحدث عنها فإننا يجب أن نأخذ في الاعتبار الحالة الاقتصادية التي يمر بها المجتمع، وكذلك العادات والتقاليد السائدة حول هذه الظاهرة، بالإضافة لانتشار بعض الصناعات والحرف التي تعتمد علي الأطفال وتقدم حافزاً لاجتذابهم إليها، علاوة علي إهمال الأسرة المصرية للأطفال، نتيجة لأميتها في تسجيل أبنائهم في المدارس عند بلوغ سن الإلزام الذي أصبح أيضاً يشكل عبئاً عليها.
ووضعت أستاذ علم الاجتماع، عدداً من الخطوات والحلول، التي يجب اتباعها لمواجهة ظاهرة عمالة الأطفال ومنها توسيع الحماية التشريعية للأطفال العاملين لتشمل القطاعات الأكبر في عمالة الأطفال سواء في الريف أو كخدم في المنازل أو عمالة الأطفال لدي ذويهم، كمرحلة لتوفير حماية تأمينية لهؤلاء الأطفال والحد منها، لحين الوصول إلي الهدف الاستراتيجي وهو القضاء علي عمالة الأطفال بكافة صورها، وخلق آليات فعالة لرصد الظاهرة والوقوف علي حجم الظاهرة الحقيقي، وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني كشريك أساسي في عملية الرقابة علي المؤسسات التي يعمل بها الأطفال.
ونادت بضرورة الاستماع إلي الأطفال العاملين وإشراكهم عند التخطيط للحد من الظاهرة، ورفع وعي المجتمع تجاه مخاطر عمل الأطفال وتأثيرها علي نمو الطفل، وإقرار حق الطفل العامل في التمتع بكافة صلاحيات وحقوق العضوية النقابية، وتوسيع المظلة التأمينية لتشمل جميع الأطفال العاملين دون التقييد بالسن، وتطوير العملية التعليمية من مناهج، وكثافة طلابية، وتدريب للمعلمين، وغيرها، للحد من ظاهرة التسرب التعليمي، والتي تمثل أحد الأسباب الرئيسية وراء نمو ظاهرة عمالة الأطفال.
منتشرة بالأقاليم
بينما يؤكد الدكتور محمد هاشم بحري، أخصائي علم النفس، إن أكثر المحافظات التي تنتشر فيها عمالة الأطفال هي محافظات، دمياط والغربية والشرقية والفيوم والمنيا، مشيراً إلي أن المحافظات البعيدة عن العاصمة تشهد ارتفاعاً أكثر في ظاهرة عمالة الأطفال، نظراً لعمل الكثير من الأسر بالزراعة.
أضاف: "يدفع الكثير من أصحاب الورش، بأطفالهم إلي العمل معهم لتعليمهم "الصنعة" مبكراً، وذلك إيماناً منهم بأنهم يؤمنون لهم مستقبلهم بإعطائهم مهنة منذ عمر صغير، ولا يكاد يخلو شارع أو ميدان في القاهرة أو المحافظات من أطفال يعملون بالورش أو بالبيع والتسول".
وعن أسباب انتشار ظاهرة عمالة الأطفال، قال الفيومي إنها ترجع إلي ارتفاع نسبة أطفال الشوارع، والتسرب من التعليم، والمستوي الاقتصادي العام للأسرة المصرية، كما أن الأوضاع السياسية السائدة تلعب دوراً مهماً في انتشار الظاهرة، حيث إنها جعلت من المستحيل ملاحقة مشغلي الأطفال وتقديمهم للسلطات لمحاسبتهم، مشيراً إلي أن الفجوات القانونية هي التي أتاحت الفرصة لوصول عدد الأطفال العاملين لهذا الكم الكبير، ودعا لضرورة حظر عمالة الأطفال بشكل واضح في الدستور الجديد.
الدستور يجرمها
وأكد عضو مجلس الشوري بالتعيين، صبحي صالح، أن الدستور الجديد جرم عمل الأطفال باستثناءين، أولهما ألا يمنع الطفل من الاستمرار في التعليم، وثانيهما أن يتناسب هذا العمل مع سن الطفل، ودون الاستثناءين يعاقب وفقاً للقانون كجنحة، ونحن وضعنا هذه المادة لأننا نشعر بالفقراء، ونشعر بالولد الذي يعمل في إجازة الصيف من أجل شراء كتب السنة الدراسية القادمة أو ملابس العيد، كما أن بعض الأعمال في القري لا يقوم بها سوي الأبناء الصغار كتنقية الدود من الأراضي الزراعية، كمساعدة للأب وغيرها، وفي هذه الحالات لا نستطيع أن نأتي بالأب ونسجنه لأن نجله قد ساعده، بينما وضعنا معايير للحفاظ علي حق هذا الطفل.
هذا الأمر رفضه عدد من الخبراء والقانونيون، الذين أكدوا أن هذين الاستثناءين، يشكلان إهداراً لحقوق الطفل، ويزيدان من انتشار ظاهرة عمالة الأطفال، فقال الدكتور رأفت فودة، أستاذ القانون العام، بجامعة القاهرة، إن المادة 70 في الدستور الجديد الخاصة بحقوق الطفل، لم تحدد سن الطفولة الذي تكفل الدولة حمايته.
نسيهم الجميع 03 عاماً.. والدستور الجديد ينصفهم
"صرخة أمل"، يطلقها أطفال مصر العاملون في وجه القائمين علي الحكم، يناشدونهم أن يلتفتوا إليهم بعين الرحمة، أن ينظروا لهم باعتبارهم أملاً لأمة أسقط شعبها نظاماً غاشماً ليقيم حياة كريمة عادلة، ولا يحتاجون إلا أن يكونوا جزءا من هذه الحياة.
في سطور التحقيق التالية، تعرض "آخر ساعة"، لظاهرة انتشار عمالة الأطفال، وترصد الأرقام الرسمية عنها، وتطرح "روشتة" علاج قدمها عدد من الخبراء لمواجهتها، كما تناقش وضع عمالة الأطفال في الدستور الجديد.
الأرقام الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في تقريره الدوري، تشير إلي أن إجمالي عدد الأطفال العاملين يصل إلي مليون و594 ألف طفل في الفئة العمرية ما بين 5 إلي 17 عاماً، مشيراً إلي أن 87.4 من الأطفال العاملين يمنحون أجورهم لأولياء أمورهم.
ويشير الجهاز إلي أن نسبة الأطفال الإناث العاملين تصل إلي 21 من إجمالي، عمالة الأطفال، مقابل 79 للذكور، وترتكز عمالة الأطفال في ريف الوجه القبلي بنسبة 42.7 بينما تصل نسبة عمالة الأطفال في ريف الوجه البحري إلي 40.8.
إلا أن المنظمات الحقوقية المهتمة بحقوق الطفل، تؤكد أن عدد الأطفال العاملين يصل ل3 ملايين طفل عامل، معظمهم يعملون في ظروف سيئة، وهو ما كشفت عنه دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أظهرت أن عمالة الأطفال، تعد جريمة اتجار بالبشر.
وذكرت الدراسة، إن بيئة عمل الأطفال تتسم بالعنف والخطورة والاستغلال، وأكدت الدراسة أن نصف الأطفال تعرضوا للإصابة في العمل، وتراوحت الإصابات بين كدمات وكسور وجروح قطعية، وأن 42٪ من الأطفال يعملون في المحاجر التي تعد أسوأ عمل للأطفال، في حين يعمل 17٪ في المسابك، بينما تتوزع النسب الباقية علي ورش الحدادة وتشكيل المعادن والمدابغ والغزل والنسيج والنقل والتحميل.
وكشفت الدراسة أن معظم هؤلاء الأطفال يعولون أسرهم، وأنهم يعملون مقابل مبلغ لا يزيد عن 100 جنيه أسبوعياً، بينما لا يحصلون علي أي حماية في الأعمال التي يقومون بها، وأوضحت الدراسة أن أسباب عمالة الأطفال هي التسرب من التعليم بسبب الدروس الخصوصية التي تعجز الأسر عن توفير تكاليفها، وكذلك فقر الأسر، مما يدفعها لتشغيل أبنائها لمساعدة الأسرة، بالإضافة إلي التفكك الأسري وطلاق الوالدين، ومن ثم يصبح الطفل هو العائل الوحيد لأسرته.
ظاهرة عالمية
وتعد ظاهرة عمالة الأطفال، إحدي الظواهر العالمية، حيث تقدر منظمة العمل الدولية عدد الأطفال العاملين في العالم بنحو 250 مليون طفل في السن ما بين 5 إلي 14 سنة، منهم 120 مليون طفل يعملون أكثر من 16 ساعة.
وفي إطار متابعتها لانتشار ظاهرة عمالة الأطفال عالمياً، نشرت وكالة ال"أسوشيتدبرس"، الأمريكية، تقريراً عن عمالة الأطفال، قالت فيه أن الحكومة المصرية تقدر عدد القصر الذين يعملون بحوالي 1.6 مليون طفل، مشيرة إلي أن حوالي 10٪ من السكان تحت سن 17 عاماً أغلبهم يعمل في ظروف شاقة، وغير جيدة بالمرة، وأشارت الوكالة إلي أن خبراء آخرين قدروا العدد الذي تعلنه الحكومة بضعف الرقم الرسمي، مشيرين إلي أن الكثيرين يعملون في قطاعات غير رسمية ومن الصعب تعقبهم.
كما أشار تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية، صادر أوائل العام الماضي، إلي أن مصر بذلت جهوداً للقضاء علي أسوأ أشكال عمالة الأطفال، إلا أنه انتقد دور الدولة لعدم معالجتها الفجوات في القوانين بهدف حماية الأطفال، وأشار التقرير إلي أن الأطفال المصريين ينتشرون في ميدان التحرير، أيقونة الثورة المصرية، ليبيعوا الأعلام والفيشار والشاي، في أي وقت تقام فيه مظاهرة حاشدة، وفي الأيام الهادئة يقوم هؤلاء الأطفال بتنظيف السيارات في الإشارات المرورية للحصول علي أموال قليلة.
ويؤكد التقرير أنه لا يوجد ورشة ميكانيكا في مصر لا يوجد فيها طفل صغير، وعادة ما يكونون مغطين بالشحوم والأوساخ ويقومون بأقذر عمل وغالباً ما يتعرضون للاعتداء البدني مع حصولهم علي موارد مالية قليلة.
جهود حكومية
وتبذل وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية، جهوداً عديدة في سبيل مواجهتها لانتشار ظاهرة الأطفال في مصر، وخصصت الوزارة فريق عمل لمواجهة هذه الظاهرة، وتقول رشا يونس، من فريق عمل وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية المتابع لحالات تشغيل الأطفال، إن العمل علي مواجهة عمالة الأطفال يسير باتجاهين، أولهما من خلال الأنظمة والتشريعات التي تجرم تشغيل الأطفال، والثاني يكمن في جهود وزارات الدولة المختلفة للقضاء علي ظاهرة أطفال الشوارع الذين يشكلون الوقود لظاهرة عمالة الأطفال، بالإضافة لحملات التوعية المتعددة.
وأشارت يونس، إلي أن أطفال الشوارع ليسوا فقط الأطفال المشردين دون أهل، بل إن منهم من تم الدفع به للشوارع من قبل أهله للحصول علي المال.
وأوضحت، أن الوزارة نظمت مؤخراً بالقاهرة مؤتمرا وطنيا لمعالجة المشاكل التي تطرحها ظاهرة أطفال الشوارع، وكان من بين الحلول المطروحة خلال المؤتمر إقامة معسكر خارج القاهرة لإعادة تأهيل أطفال الشوارع، مشيرة إلي أن الفريق يجري حالياً دراسة حول الأطفال المستهدفين في المرحلة الأولي.
الظروف الاقتصادية
الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، تري أن ظاهرة عمالة الأطفال إحدي الظواهر المرتبطة بالوضع الاقتصادي داخل المجتمع، وعندما نتحدث عنها فإننا يجب أن نأخذ في الاعتبار الحالة الاقتصادية التي يمر بها المجتمع، وكذلك العادات والتقاليد السائدة حول هذه الظاهرة، بالإضافة لانتشار بعض الصناعات والحرف التي تعتمد علي الأطفال وتقدم حافزاً لاجتذابهم إليها، علاوة علي إهمال الأسرة المصرية للأطفال، نتيجة لأميتها في تسجيل أبنائهم في المدارس عند بلوغ سن الإلزام الذي أصبح أيضاً يشكل عبئاً عليها.
ووضعت أستاذ علم الاجتماع، عدداً من الخطوات والحلول، التي يجب اتباعها لمواجهة ظاهرة عمالة الأطفال ومنها توسيع الحماية التشريعية للأطفال العاملين لتشمل القطاعات الأكبر في عمالة الأطفال سواء في الريف أو كخدم في المنازل أو عمالة الأطفال لدي ذويهم، كمرحلة لتوفير حماية تأمينية لهؤلاء الأطفال والحد منها، لحين الوصول إلي الهدف الاستراتيجي وهو القضاء علي عمالة الأطفال بكافة صورها، وخلق آليات فعالة لرصد الظاهرة والوقوف علي حجم الظاهرة الحقيقي، وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني كشريك أساسي في عملية الرقابة علي المؤسسات التي يعمل بها الأطفال.
ونادت بضرورة الاستماع إلي الأطفال العاملين وإشراكهم عند التخطيط للحد من الظاهرة، ورفع وعي المجتمع تجاه مخاطر عمل الأطفال وتأثيرها علي نمو الطفل، وإقرار حق الطفل العامل في التمتع بكافة صلاحيات وحقوق العضوية النقابية، وتوسيع المظلة التأمينية لتشمل جميع الأطفال العاملين دون التقييد بالسن، وتطوير العملية التعليمية من مناهج، وكثافة طلابية، وتدريب للمعلمين، وغيرها، للحد من ظاهرة التسرب التعليمي، والتي تمثل أحد الأسباب الرئيسية وراء نمو ظاهرة عمالة الأطفال.
منتشرة بالأقاليم
بينما يؤكد الدكتور محمد هاشم بحري، أخصائي علم النفس، إن أكثر المحافظات التي تنتشر فيها عمالة الأطفال هي محافظات، دمياط والغربية والشرقية والفيوم والمنيا، مشيراً إلي أن المحافظات البعيدة عن العاصمة تشهد ارتفاعاً أكثر في ظاهرة عمالة الأطفال، نظراً لعمل الكثير من الأسر بالزراعة.
أضاف: "يدفع الكثير من أصحاب الورش، بأطفالهم إلي العمل معهم لتعليمهم "الصنعة" مبكراً، وذلك إيماناً منهم بأنهم يؤمنون لهم مستقبلهم بإعطائهم مهنة منذ عمر صغير، ولا يكاد يخلو شارع أو ميدان في القاهرة أو المحافظات من أطفال يعملون بالورش أو بالبيع والتسول".
وعن أسباب انتشار ظاهرة عمالة الأطفال، قال الفيومي إنها ترجع إلي ارتفاع نسبة أطفال الشوارع، والتسرب من التعليم، والمستوي الاقتصادي العام للأسرة المصرية، كما أن الأوضاع السياسية السائدة تلعب دوراً مهماً في انتشار الظاهرة، حيث إنها جعلت من المستحيل ملاحقة مشغلي الأطفال وتقديمهم للسلطات لمحاسبتهم، مشيراً إلي أن الفجوات القانونية هي التي أتاحت الفرصة لوصول عدد الأطفال العاملين لهذا الكم الكبير، ودعا لضرورة حظر عمالة الأطفال بشكل واضح في الدستور الجديد.
الدستور يجرمها
وأكد عضو مجلس الشوري بالتعيين، صبحي صالح، أن الدستور الجديد جرم عمل الأطفال باستثناءين، أولهما ألا يمنع الطفل من الاستمرار في التعليم، وثانيهما أن يتناسب هذا العمل مع سن الطفل، ودون الاستثناءين يعاقب وفقاً للقانون كجنحة، ونحن وضعنا هذه المادة لأننا نشعر بالفقراء، ونشعر بالولد الذي يعمل في إجازة الصيف من أجل شراء كتب السنة الدراسية القادمة أو ملابس العيد، كما أن بعض الأعمال في القري لا يقوم بها سوي الأبناء الصغار كتنقية الدود من الأراضي الزراعية، كمساعدة للأب وغيرها، وفي هذه الحالات لا نستطيع أن نأتي بالأب ونسجنه لأن نجله قد ساعده، بينما وضعنا معايير للحفاظ علي حق هذا الطفل.
هذا الأمر رفضه عدد من الخبراء والقانونيون، الذين أكدوا أن هذين الاستثناءين، يشكلان إهداراً لحقوق الطفل، ويزيدان من انتشار ظاهرة عمالة الأطفال، فقال الدكتور رأفت فودة، أستاذ القانون العام، بجامعة القاهرة، إن المادة 70 في الدستور الجديد الخاصة بحقوق الطفل، لم تحدد سن الطفولة الذي تكفل الدولة حمايته.
بسبب ولع الصغار بجون سينا وميستيريو وكارليتو
نجوم المصارعة الحرة في بيوتنا
"ري ميستيريو، جون سينا، كوفي كينجستون، كين، كارليتو، ماك وجيف هاردي، ستيف أوستن " استحوذت مثل هذه الأسماء علي عقول الأطفال وسلوكياتهم وعادتهم اليومية بل الأمر الأخطر هو تقمص الأطفال شخصيات أبطال المصارعة الحره داخل الاسرة الواحدة بما يؤدي إلي تحول الإخوة إلي أعداء وأثبتت كثير من الدراسات أن الصغار الذين يحرصون علي مشاهدة المصارعة الحرة علي شاشات التلفاز يصبحون أكثر ميلا إلي العنف والتصرفات مقارنة بالأطفال الآخرين وأن الإناث أكثر تأثيرا بهذه الرياضة.
من خلال هذا التحقيق نحاول التعرف علي مخاطر مشاهدة مثل هذا النوعية من البرامج المتسمة بالعنف وبخاصة علي سلوكيات الأطفال.
تقول نادية مصطفي، أن ابنها ينبهر بالمصارعة الحرة ومباريات المصارعة الحرة أصبحت أهم لديه من برامج الأطفال والرسوم المتحركة ويقلد جميع الأبطال وأحبهم إلي قلبه " جون سينا " ويعتبر نفسه بطلا مثله ويقلده ويمارس العنف مع إخوته لإثبات نفسه أمامهم، كما يعيد أسماء المصارعين أمامي حتي يحفظها الجميع ويتجاوب معهم .
وتشكو أم فاتن من نفس المشكلة والغريب في هذه المرة أنها تقول إن بناتها في المنزل هم الأكثر تأثرا بأبطال المصارعة الحرة ويقومون بتقليد سلوكياتهم والمشكلة الحقيقية تكمن في أن زوجي نفسه هو الذي يحرص علي متابعة المصارعة الحرة مع أولاده البنات .
وتشير أمنية حسن مدير مدرسة ابتدائي، إلي أن الأطفال ذوو السبع سنوات يقومون بتقليد أبطال المصارعة الحرة ويضربون بعضهم البعض وعندما تعاقب طفلا يقول إنه يفعل مثلما يؤدي آندر تيكر في حلبة المصارعة والجدير بالذكر أن الذين يمارسون العنف مع أصدقائهم هم الأطفال الذين لايتجاوز عمرهم " سبع سنوات "
وتوضح غادة محمد أم لثلاثة أولاد أن أولادها في المنزل يحرصون عند شراء ملابسهم علي أن يختاروا الملابس التي عليها صور المصارعين وتقليد حركاتهم داخل حلبة المصارعة وتعلو الأصوات داخل المنزل بمجرد الاشتباك مع بعضهم البعض .
ووصفت سلوي محمود "ام لطفلين" القنوات بأنها وسيلة لتغييب عقول أطفالنا وتعليمهم أخذ حقوقهم بالقوة وهو التأثير الذي شاهدته علي ابني وهو يضرب أخته مقلدا حركات المصارعين وما يجذب هؤلاء الأطفال لمثل هذه الأفعال هي كمية الاكشن الموجودة فيها التي أحياناً ما تكون غير حقيقية والطفل لا يعرف هذا في ظل غياب الآباء حيث إنهم منشغلون بلقمة العيش وفي ظل غياب دور المؤسسات التربوية فالطفل يعتقد أن كل ما يراه حقيقة .
وتروي عبير أحمد أم لطفلين قصة أولادها مع أبطال المصارعة الحرة فتقول: أولادي لايعرفون شيئا في الدنيا سوي مشاهدة برامج المصارعة ويقلدون أفعالهم داخل حلبة المصارعة مع بعضهم البعض وحدثت العديد من الحوادث داخل المنزل إلي أن استقر الحال بالمشاركة لهم في لعبة الكاراتية لتفريغ طاقة العنف وحاولت تقليل نسبة مشاهدة برامج المصارعة ولكن لم يأت بفائدة إلي أن وصل الأمر بالذهاب بهم إلي طبيب نفسي لمعالجتهم.
تقول هدي زكريا أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق إن المصارعة أصبح لها قنوات متخصصة فأصبح الجميع يتهافت علي مشاهدة مثل هذه البرامج بداية من الأب والأم وصولا إلي الأطفال والمدهش أن الفتيات اكثر مشاهدة لمثل هذا النوع من البرامج وأثبت العديد من الدراسات أن الفتيات يصبحون أكثر ميلا إلي العنف وتأثرا بهذه الرياضة، والمشكلة الكبري تأتي من مشاهدة الصغار لهذه المباريات فعندما يري الأطفال المصارع يكرم ويأخذ الجوائز يحاول تقليده في جميع السلوكيات فهم يرون المصارعين أمامهم كأبطال أسطوريين ولذلك يري الأطفال أن الحق لايؤخذ إلا بالقوة، فميل الأطفال إلي تقليد المصارعين تقليداً عفوياً وتلقائياً يؤدي إلي كوارث حقيقية في كثير من الأحيان خاصة حين يفضلون شراء الملابس التي عليها صورهم وتصبح أسماء هؤلاء المصارعين هي الأقرب إلي قلوب الصغار .
علي الجانب الآخر تقول د. هالة حماد أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، لاعلاقة للمصارعة بما يشاع عنها أنها تؤدي لجعل الطفل أكثر عنفاً فالتعامل معها يختلف من شخص إلي آخر ويرجع سبب عنف الأطفال إلي الأسرة فلو الاسرة عنيفة فالتعامل يقبل الطفل علي مشاهدة مثل هذا النوع من المصارعة ويستخدم العنف ليدافع عن نفسه.. أما لو تربي الطفل في أسرة سوية فلا يستخدمها بطريقة سلبية.
بينما تري د. نجوي خليل أستاذ علم الاجتماع بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية، أسباب العنف والمشاجرات التي تحدث بين الأطفال في المدارس والأشقاء في المنازل هو مشاهدتهم برامج المصارعة الحرة وتقليد سلوكياتهم وهو ما ينتج عنه العديد من الإصابات الخطيرة والأمر المثير للدهشة أنهم يشعرون أنهم يفعلون شيئاً إيجابياً وذلك لأن المصارعين عندما ينجحون في أدائهم يكافؤون علي ذلك في النهاية بحصولهم علي جوائز تقديرية.
توم وجيري خلف القضبان
خبراء علم النفس : يجب أن ننتقي لأطفالنا مايشاهدونه
لم تسلم قنوات الأطفال وأفلام الكارتون من الاتهام بالكفر وإثارة الجدل حولها وحول حرمة مشاهدة الأطفال لها.. فقد اتهم عالم الدين السعودي الشيخ محمد العريفي قناة (إم. بي. سي 3) المخصصة لبرامج الأطفال بعرض مشاهد مليئة بالإلحاد والفساد وأفتي بأن مشاهدتها حرام شرعا وطالب بضرورة حذف هذه القناة التي تبث من دبي من أجهزة الاستقبال لديهم لأن أولادهم أمانة في أعناقهم.. وكذلك الشيخ السعودي محمد صالح المنجد وافقه في الرأي قائلا: بأنها حرام شرعا ومن يترك أطفاله يشاهدونها فهو آثم وخائن للأمانة.. علما بأن قناة (إم. بي. سي 3) هي إحدي قنوات (M.B.C) وهي من أهم القنوات التي تعرض برامج تعليمية وتربوية ورسوما متحركة وهي من القنوات التي تنمي وعي الطفل وتساعده علي توسعة عقله ومداركه.
لا شك أن قنوات الأطفال تقدم إيجابيات ولكن هل تري لها سلبيات أيضا؟ وماذا نفعل تجاه هذه القنوات بالنسبة لأطفالنا.. فهل نتركهم يشاهدونها أم محرم عليهم رؤيتها.. ناقشنا المختصين من أساتذة علم نفس والتربويين حول هذه القضية لمعرفة آرائهم.. في ظل التطور الفضائي وكثرة القنوات الفضائية وتنوعها نالت قسطا من هذا التنوع والتطور أيضا.. فأصبحت هناك عدة قنوات مخصصة للأطفال ومنها: قناة (إم. بي سي 3) قناة براعم، قناة (C.N بالعربية وقناة c.v بالإنجليزية)، (قناة أجيال) (وقناة الجزيرة أطفال) وقناة (SPEACTOON) سبيس تون ومع اختلاف أسماء هذه القنوات إلا أنها قد تشترك معظمها في عرض أفلام الكارتون أو تقديم فقرات تربوية وتعليمية، بل إن هناك قنوات تقدم برامج لتعليم قواعد اللغة العربية وحروفها مثل قناة (SPEACTOON) التي تقدم الحروف الهجائية بطريقة غنائية يتعلمها الأطفال بسهولة وكذلك تقدم حروف العطف وحروف الجر في شكل أغنيات وموسيقي وكذلك أغان أسرية تتحدث عن فضل الأم والأب وواجب الأبناء وغيرها من الفقرات التربوية والتعليمية وهناك قناة (إم. بي. سي 3) التي تقدم أفلام الكارتون وأشهرها توم وجيري وشخصية (سبونج بوب) الشهيرة التي يرتدي صورها الأطفال علي ملابسهم ويقومون بتقليد حركاته وكذلك برنامج كرة قدم المجرات وبرنامج دامو مستحيل ومجموعة الفواكة.. أما قناة (C.N) فهي تقدم أيضا توم وجيري وشخصية أبوالسنافي أو بابا سنفور وهو شخصية ضمن كارتون يسمي (السنافر) وكذلك يرتديه الأطفال علي ملابسهم أيضا وكذلك أفلام (سكوبي دو) وهي برامج تقدم تعامل الإنسان مع الحيوان والكلاب وهناك أيضا شخصية (01 بن) وهو بطل عنده ساعة يتحول بها ويذهب لأماكن مختلفة ويحارب الشر وكذلك برنامج (وقت المغامرة) وهو مجموعة شخصيات تقوم بعمل الخير وتحارب شخصيات تفعل الشر حتي ينتصر الخير في النهاية.
أما قناة (الجزيرة أطفال) فتقدم برامج حوارية للأطفال وكذلك تعرض كارتون لحيوانات مختلفة وكارتون إنسان يذهب في جولات لأماكن مختلفة ويقوم بأفعال بطولية.. أما قناة (براعم) فهو تخاطب السن الأصغر وتركز علي العرائس المتحركة وإعطاء التعليمات التربوية من خلالها.
أما قناة أجيال فتقدم كارتون (توم وجيري) أيضا وكذلك (العربات الصغيرة) التي تجري بسرعة لتحارب الشر وبرنامج (الحيوانات الآلية) التي تقوم بأعمال بطولية لإنقاذ سكان المدينة من الكوارث المحيطة بهم وكذلك تقدم أيضا شخصية (01 بن) .. كل هذه القنوات قد تشترك في تقديم برامج وأفلام كارتون بعينها ولكن هناك برامج تنفرد فيها كل قناة عن الأخري.. وسواء كان هناك تشابه في الشخصيات وأفلام الكارتون التي تقدمها القنوات فيما بينها أو كان هناك اختلاف في برامج وشخصيات أخري إلا أن هناك خطوطا عريضة وأهدافا مشتركة تجمع هذه القنوات معا علي خط واحد.
وبوجه عام يجب علي الأب والأم أن يراقبا هذه البرامج والقنوات ويقوما بانتقاء المفيد الذي يتناسب مع أطفالهما وعقليتهم وكذلك المرحلة السنية التي يمرون بها ولايتركون الأمر علي علته لأن هناك بعض البرامج قد تولد العنف عند الأطفال ومشاهدتها بصفة مستمرة قد تؤثر علي شخصية الطفل لأنها تجعل العنف بالنسبة له شيئا مألوفا وليس مذموما وكذلك هناك برامج خيالية قد تشوش أفكار الأطفال فبعض البرامج مثلا تقدم الإنسان يطير ويحلق إلي أعلي لمسافات بعيدة فيقوم الطفل بمحاولة تقليده ويتخيل أن لديه القدرة علي الطيران دون أن يدرك أن ذلك يمثل خطورة عليه وأنه مجرد خيال فقط ولايمكن تطبيقه في الواقع.. كل هذه الأشياء يجب تجنيبها بعيدا عن الطفل حتي لاتؤثر عليه ولاتؤدي لخطورة علي أمنه وجسده ولكن نختار لهم البرامج التربوية المفيدة التي تعلمهم السلوك الجيد وتحثهم علي الأخلاق والقيم وكذلك النظافة والترتيب.. وكذلك يجب علينا تقديم البرامج والأفلام التي تتناسب مع ثقافتنا ومجتمعنا وديننا أيضا.
تقول الدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي: لكل شيء إيجابياته وسلبياته فلا يصح أن نضع فتوي علي عمومها هكذا.. فلو أنا مكان هؤلاء الشيوخ أحدد البرامج المناسبة وغير المناسبة حتي يستطيع الأب والأم تخير المناسب لأولادهما.. فمن الممكن أن نجلس مع أطفالنا ونشاهد معهم مايشاهدونه ثم نتخير لهم المناسب لأنهم سوف يختلطون بأولاد آخرين في المدرسة وبالتالي لايصح أن يكون ابني جاهلا بالأشياء أو غير واع بها حتي لايضحك عليه زملاؤه ويشعر وقتها بأن أهله لم يعطوه المعرفة التي أخذها زملاؤه وحرمه منها الأهل ولكن نشاهد معهم البرامج ونشرح لهم ونجعلهم يفهمون الأشياء الملائمة لنا ولثقافتنا وديننا ولا نتركهم أمام التليفزيون وحدهم لمجرد أن نريح رؤوسنا من ضوضائهم فقط ونذهب للمطبخ أو نعمل أشياء أخري وننشغل عنهم أو نتركهم كل الوقت يشاهدون كل البرامج علي علاتها.. ولكن يجب أن نحدد للطفل ساعات معينة وليس طوال الوقت.. فليست المسألة مفتوحة.. وهناك ما نسميه بالوقت ذي الجودة فيجب أن تجتمع الأسرة كلها في البيت اجتماعا عائلية ونشتري »لب وسوداني وعصير« كلها أشياء بسيطة ولكن لأن المهم أن نجلس كلنا سويا ونتحدث معا ونتناقش حتي يكون هناك ترابط أسري مثل الماضي عندما كانت الأسر مترابطة ومتماسكة تلتف كلها حول المائدة وتجتمع وتتناقش.. عكس مايحدث الآن من ضعف الترابط الأسري.. ويجب علي الأب أن يعود ولو ساعة مبكرا للمنزل ويجلس مع أبنائه لأن هذه الأشياء تربي ذكريات مع الابن.. فالأب ليس بنكا للمال فقط ولكن دوره تربوي أيضا.. فنحن مثلا لانأتي بمحفظ للقرآن الكريم ونتركه بمفرده مع الطفل دون أن نعرف أخلاقياته.. ولكن يجب أن يعطي الأب خبرته الحياتية لابنه حتي يكون هو القدوة ولايصبح الأصدقاء أو الرفاق هم القدوة.
ويجب أيضا أن نعلم أبناءنا أن الدين الحياة ولا نجعل الدين مجرد طقوس فقط ولانطبقه في حياتنا مثلما يفعل الكثيرون يصلون ثم يرتكبون الإثم والكذب ولكن يجب أن نعلم الابن أن الدين مرتبط بالحياة وبالسلوك وبالتصرفات وليس مجرد طقوس فقط.. ولانجعله يقع فريسة وحده أمام الإنترنت والتليفزيون.
وتواصل د. حماد مسألة الكارتون للأطفال قد تحل مشكلة الأب والأم لبعض الوقت فهي تهديء الأطفال وتملأ فراغهم ولكن لايتركون أمامه طوال الوقت لأن ذلك يمكن أن يكون قنبلة قابلة للانفجار حتي لانعطي لهم أفكارا مستوردة من الخارج مثل شخصية (هانا مونتانا) فهي تمثل مشكلة كبيرة لحالات كثيرة تأتي إلينا في العيادات.. فالبنات مثلا يحاولون تقليدها ولايعرفون أن ذلك لايتناسب مع أخلاقنا وديننا فهم يتصورون بمسألة وجود البوي فريند (BOy Friencl) ثم تغضب الأم بعد ذلك ولكن يجب أن تكون هناك توعية منذ البداية ومن سلبيات الكارتون وقنوات الأطفال أيضا أنها قد تولد الرغبة في العنف.. فهذه المشاهد تجعل الأطفال يرون العنف علي أنه شيء طبيعي لايثير وليس به مشكلة مثل الضرب بالرصاص أو كارتون (توم وجيري) الشهير فطوال الوقت هناك ضرب وشجار بين توم وجيري فالطفل يتصور أن مسألة الضرب بالشاكوش مثلا شيء عادي يضربه ثم يقوم ويكمل الفيلم دون أية مشكلات فيتصور الطفل أن ذلك واقعي ولا يسبب أذي.. ولكن مع ذلك هناك إيجابيات أيضا لهذه القنوات فهي تنمي اللغة عند الطفل وتساعده علي التحدث الوعي كما أنها تنمي بعض الأفكار العلمية لديهم ولذلك نقول بمسألة تخير المناسب لأطفالنا.. ولانترك الموضوع علي العموم.. وممكن أيضا أن نستبدل التليفزيون بألعاب تعليمية علي الكمبيوتر أو رياضة المشي أو تذهب الأسرة إلي المسرح بالإضافة لإعطائه نشاطات مفيدة لتنمية مهاراته وذكائه ولا تكون كل خبراته عن طريق الكارتون فقط.
أما الدكتورة مي شهاب الدين الأستاذ بمركز البحوث التربوية فتقول: هذه القنوات وأفلام الكارتون تنمي اللغة عند الأطفال حتي اللغات الأجنبية.. فهناك من يقول خطأ بأن تعليم الإنجليزي لايتم إلا بعد تعليم اللغة الأم.. لأن الطفل عنده ملكة ويستطيع أن يتقن لغتين معا..فأنا شخصيا حفيدتي وهي صغيرة الآن تتقن ثلاث لغات بشكل ممتاز وهي العربي والإنجليزي والفرنساوي.. فمن يعرف أجنبي بشكل جيد يعرف عربي بشكل جيد وليس صحيحا من يقولون بأن اللغة الأجنبية تؤثر سلبا علي اللغة العربية.
فتدريس الأجنبية قد يؤثر بالإيجاب وليس بالسلب علي اللغة الأم لأنه يساعده علي تنمية مهارة وملكة اللغة عند الطفل بدليل أن فرنسا الآن وكل دول الاتحاد الأوروبي يدرسون أكثر من لغة منذ السنوات الأولي من الدراسة.
تحاكي الواقع وتدرب الصغار علي العمل والابتكار
مصر تستضيف أكبر مدينة لتعليم وترفيه الأطفال فبراير المقبل
محمد التلاوي
في كل دول العالم المتحضر يعد الطفل أحد أهم كنوز المستقبل وإذا صلحت تنشئته صلح المجتمع ككل مستقبلاً. ما يستوجب اهتمام الدولة به ورعايته وتنمية قدراته، وليس هذا فحسب بل يمتد الدور ليشمل أيضاً جهود الأفراد والمؤسسات الخاصة المعنية بتطوير وتعليم وتدريب الصغار. وكما يقول المثل الدارج "التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر"، وهي الفكرة التي كرس لها وطبقها بالفعل المكسيكي خافيز لوبيز ولاقت نجاحاً كبيراً في المكسيك من خلال مدينة للصغار تعتمد علي تعايش الأطفال في أجواء الحياة العملية والجديد هو سعي "لوبيز" لإنشاء نسخة من هذه المدينة التعليمية الترفيهية في مصر.
المدينة التي تحمل اسم "كيدزانيا القاهرة" تعد مركزاً ترفيهياً تعليمياً للأسرة يوفر للأطفال بيئة تعليمية آمنة، فريدة من نوعها وواقعية، تسمح للأطفال من عمر 4 إلي 14 سنة القيام بكل ما يمكن أن يمارسه الكبار من أعمال. يلعبون الأدوار المختلفة في الحياة العملية، من خلال محاكاتهم للأنشطة التقليدية التي يقوم بها "الكبار"، ولأنها مدينة تحاكي الواقع، سيدخل الأطفال في تجربة للعالم الواقعي، حيث سيمارس قطاع عريض من أطفالنا في مصر العديد من الوظائف والمهن المختلفة في هذه المدينة، كما سيتقاضون أجراً مقابل العمل كعامل في مصنع، أو كطبيب، أو مهندس، أو صحفي، أو صاحب متجر، أو رجل إطفاء.
وكمثال علي ذلك تقوم إحدي شركات المحمول بتدريب الأطفال علي كيفية خدمة العملاء، وعلي عمليات البيع والشراء في نماذج للمحال الكبري متعددة الأنشطة، وغيرها من الوظائف التي ستكون متاحة في المدينة، ولكي تكتمل التجربة، فإن الطفل سيقوم بنفسه بكل المعاملات المالية مقابل قيامه بالعمل والتسوق أو الترفيه مستخدماً عملة المدينة وهي "كيدزوس".
ويري لوبيز (48 عاماً) مؤسس فكرة مدن الأطفال أن القاهرة تعد من كبريات المدن في العالم وأنها من الأسواق الجيدة والواعدة لوجود ملايين السكان بها وبخاصة الأطفال، لذا ستكون هذه المدينة المزمع افتتاحها في مصر خلال فبراير المقبل، من المشروعات الهادفة والناجحة للغاية في مجال التعليم والترفيه للصغار، وبخاصة في الوقت الحالي الذي تحتاج فيه البلاد نموذجاً تعليمياً فريداً ينمي مهارات الأطفال ويطوَّر ويحسن من طرق التعليم.
الفكرة التي من المتوقع أن تلقي اهتماماً ورواجاً كبيراً في مصر في الفترة المقبلة باعتبارها أول نموذج من نوعه أفريقيا بدأت مع مؤسسها لوبيز حينما كان مسؤولا تنفيذيا ناجحا في إحدي الشركات الكبري، وجاءته فكرة إنشاء "كيدزانيا" من أحد أصدقائه الذي كان يرغب في تأسيس مركز للعناية اليومية بالأطفال يضم بعض المؤسسات الصغيرة مثل مستشفي وبنك ومتجر في مكان واحد، ولكن تطورت هذه الفكرة لتصبح أكبر وأشمل لتعليم وترفيه الأطفال.
من ناحيته، قال طارق زيدان الذي سيعين كمحافظ للمدينة الجديدة في مصر إن المدينة تحمل رسالة ترفيهية تعليمية، إذ نحرص علي أن ينطوي أي نشاط يقوم به الطفل داخل المدينة علي رسالة تربوية أو مجتمعية تفيده مستقبلاً.
من جانبها تقول د.مني الحديدي أستاذ علم الأجتماع أن التعليم بشكل عام أصبح مسألة أساسية والتجارب الدولية المعاصرة أثبتت أن بداية التقدم الحقيقية هي التعليم وأن كل الدول التي تقدمت بما فيها تجربة النمور الاسيوية التي نتخذها نموذجا لنا تقدمت من بوابة التعليم بل إن الدول المتقدمة نفسها تضع في أولوياتها التعليم والدليل علي ذلك إنها تخصص أكبر ميزانية للتعليم والبحث العلمي ولابد أن يكون لدينا إيمان في تغيير مجتمعي وهذا لابد أن يصاحبه تغيير تربوي وتعليمي وذلك لأن المعرفة والعلم أهم مصادر القوة الاجتماعية ولذا فالاستثمار في مجال التعليم هو أكثر الاستثمارات عائداً علي المجتمع.
وهناك أربعة عناصر هامة للعملية التعليمية هي التلميذ والمعلم والمناهج التعليمية وأخيرا العوامل المؤثرة في العملية التعليمية وإذا بدأنا بالعنصر الأول وهو التلميذ فنجد أنه رأس المال البشري الذي إذا تمت تنميته صلح المجتمع كله وصلاحه قائم علي صلاح باقي العملية التعليمية أما الركن الثاني وهو المعلم فيجب أن يضع المسئولون عن العملية التعليمية وتربية النشء في أذهانهم ضرورة الاهتمام بالمعلم ذهنياً ونفسياً ومادياً ويكون اختياره علي أسس علمية صحيحة، إذا حققنا كل ذلك يمكن الوصول إلي مخرجات تعليمية سليمة وأهم هذه المخرجات هو الإنسان المتعلم وإذا انتقلنا إلي الركن الثالث وهو المناهج التعليمية التي يجب وضعها بصورة علمية منهجية سليمة ومقننة قائمة علي حاجة المجتمع واحتياجات سوق العمل وأن تراعي قدرات المتعلمين والفروق الفردية بينهم وأن تكون متماشية مع التطورات العلمية والتكنولوجية وأن تكون المناهج خالية من الحشو الذي لا جدوي منه أما العنصر الرابع والأخير فهو يتمثل في الإمكانات المادية والبشرية التي يمكن من خلالها النهوض بالعملية التعليمية عامة وبالمتعلم بصفة خاصة ومثال ذلك شكل المدارس والأبنية الاجتماعية المجهزة بالتكنولوجيا الحديثة والكوادر البشرية المدربة. فيجب أن ننتبه جيدا إلي أن التعليم الموجود لدينا هو تعليم تلقيني وليس مبنياً علي الإبداع والمشاركة وأيضا لدينا مشاكل أخري كثيرة في التقليل من قيمة التعليم الفني.
تتابع د.مني: بالنسبة للمدن الترفيهية والتعليمية فهي مهمة جدا للمجتمع وتعود عليه بالنفع والتجارب في بعض الدول المتقدمة أثبتت ذلك لأنها تجمع بين طريقتين وهو التعليم النظري والتعليم العملي وتجعل الفرد مستقبلياً لديه القدرة علي مزاولة العمل في الحياة اليومية وعائده علي المجتمع كبير لأنه يشكل الوعي الكامل لدي الأشخاص بأمور العمل وأتمني أن تكون مثل هذه التجارب في مصر كثيرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.