حيثيات «الإدارية العليا» لإلغاء الانتخابات بدائرة الدقي    وزيرتا التنمية المحلية والتضامن ومحافظ الغربية يتفقدون محطة طنطا لإنتاج البيض    تعرف على مشروع تطوير منظومة الصرف الصحي بمدينة دهب بتكلفة 400 مليون جنيه    نائب محافظ الجيزة وسكرتير عام المحافظة يتابعان تنفيذ الخطة الاستثمارية وملف تقنين أراضي الدولة    إما الاستسلام أو الاعتقال.. حماس تكشف سبب رفضها لمقترحات الاحتلال حول التعامل مع عناصر المقاومة في أنفاق رفح    الجامعة العربية تحتفى باليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى    شبكة بي بي سي: هل بدأ ليفربول حياة جديدة بدون محمد صلاح؟    إبراهيم حسن يكشف برنامج إعداد منتخب مصر لأمم أفريقيا 2025    وادى دجلة يواجه الطلائع ومودرن سبورت وديا خلال التوقف الدولى    الأهلي أمام اختبار صعب.. تفاصيل مصير أليو ديانج قبل الانتقالات الشتوية    أحمد موسى: حماية الطفل المصري يحمي مستقبل مصر    حكم قضائي يلزم محافظة الجيزة بالموافقة على استكمال مشروع سكني بالدقي    خطوات تسجيل البيانات في استمارة الصف الثالث الإعدادي والأوراق المطلوبة    الثقافة تُكرم خالد جلال في احتفالية بالمسرح القومي بحضور نجوم الفن.. الأربعاء    مبادرة تستحق الاهتمام    مدير وحدة الدراسات بالمتحدة: إلغاء انتخابات النواب في 30 دائرة سابقة تاريخية    انطلاق فعاليات «المواجهة والتجوال» في الشرقية وكفر الشيخ والغربية غدًا    جامعة دمنهور تطلق مبادرة "جيل بلا تبغ" لتعزيز الوعي الصحي ومكافحة التدخين    أسباب زيادة دهون البطن أسرع من باقى الجسم    مصطفى محمد بديلا في تشكيل نانت لمواجهة ليون في الدوري الفرنسي    رئيس الوزراء يبحث مع "أنجلوجولد أشانتي" خطط زيادة إنتاج منجم السكري ودعم قطاع الذهب    هل تجوز الصدقة على الأقارب غير المقتدرين؟.. أمين الفتوى يجيب    "وزير الصحة" يرفض بشكل قاطع فرض رسوم كشف على مرضى نفقة الدولة والتأمين بمستشفى جوستاف روسي مصر    محافظ جنوب سيناء يشيد بنجاح بطولة أفريقيا المفتوحة للبليارد الصيني    أمينة الفتوى: الوظيفة التي تشترط خلع الحجاب ليست باب رزق    وزير العدل يعتمد حركة ترقيات كُبرى    «بيت جن» المقاومة عنوان الوطنية    بعد تجارب التشغيل التجريبي.. موعد تشغيل مونوريل العاصمة الإدارية    عبد المعز: الإيمان الحقّ حين يتحوّل من أُمنيات إلى أفعال    استعدادًا لمواجهة أخرى مع إسرائيل.. إيران تتجه لشراء مقاتلات وصواريخ متطورة    دور الجامعات في القضاء على العنف الرقمي.. ندوة بكلية علوم الرياضة بالمنصورة    الإحصاء: 3.1% زيادة في عدد حالات الطلاق عام 2024    الصحة العالمية: تطعيم الأنفلونزا يمنع شدة المرض ودخول المستشفى    الرئيس السيسي يوجه بالعمل على زيادة الاستثمارات الخاصة لدفع النمو والتنمية    وزير التعليم يفاجئ مدارس دمياط ويشيد بانضباطها    من أول يناير 2026.. رفع الحدين الأدنى والأقصى لأجر الاشتراك التأميني | إنفوجراف    وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى نظيره الباكستاني    رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لتطوير المناطق المحيطة بهضبة الأهرامات    إعلان الكشوف الأولية لمرشحي نقابة المحامين بشمال القليوبية    موعد شهر رمضان 2026 فلكيًا.. 80 يومًا تفصلنا عن أول أيامه    وزير الثقافة يهنئ الكاتبة سلوى بكر لحصولها على جائزة البريكس الأدبية    رئيس جامعة القاهرة يستقبل وفد جودة التعليم لاعتماد المعهد القومي للأورام    الإسماعيلية تستضيف بطولة الرماية للجامعات    وزير الإسكان يتابع تجهيزات واستعدادات فصل الشتاء والتعامل مع الأمطار بالمدن الجديدة    دانيلو: عمتي توفت ليلة نهائي كوبا ليبرتادوريس.. وكنت ألعب بمساعدة من الله    ضبط 846 مخالفة مرورية بأسوان خلال حملات أسبوع    تيسير للمواطنين كبار السن والمرضى.. الجوازات والهجرة تسرع إنهاء الإجراءات    مصطفى غريب: كنت بسرق القصب وابن الأبلة شهرتى فى المدرسة    شرارة الحرب فى الكاريبى.. أمريكا اللاتينية بين مطرقة واشنطن وسندان فنزويلا    صندوق التنمية الحضرية : جراج متعدد الطوابق لخدمة زوار القاهرة التاريخية    وزير الخارجية يلتقي أعضاء الجالية المصرية بإسلام آباد    صراع الصدارة يشتعل.. روما يختبر قوته أمام نابولي بالدوري الإيطالي    إطلاق قافلة زاد العزة ال83 إلى غزة بنحو 10 آلاف و500 طن مساعدات إنسانية    اتحاد الأطباء العرب يكشف تفاصيل دعم الأطفال ذوي الإعاقة    تعليم القاهرة تعلن خطة شاملة لحماية الطلاب من فيروسات الشتاء.. وتشدد على إجراءات وقائية صارمة    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 30نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا.... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للتدريب المشترك « ميدوزا - 14»    مركز المناخ يعلن بدء الشتاء.. الليلة الماضية تسجل أدنى حرارة منذ الموسم الماضى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوفد" تخترق المقر الرئيسي لتدريب الجماعة الإرهابية في مغارات جبال أبورواش
مغامرة صحفية داخل وكر الإخوان في ناهيا وكرداسة
نشر في الوفد يوم 14 - 08 - 2015

الأهالي يؤكدون: عصام العريان جند كثيراً من أبناء ناهيا لخدمة الإخوان.. والإخواني محمد الرفاعي كان يقتل معارضي الجماعة مقابل 2000 جنيه عن كل قتيل!
هنا الوكر الذي أدار منه الإخوان معركتهم بعد فض اعتصام رابعة.. هنا المكان الذي اختبأوا فيه من مطاردات الشرطة، وتدربوا فيه علي إطلاق النار، وصنعوا داخله القنابل والمتفجرات.. هنا منطقة جبال أبو رواش التي تقع بين قريتي ناهيا وكرداسة.
«الوفد» اخترقت هذا الوكر ورصدت بالصوت والصورة خفاياه وأسراره.. وتنقلت بين مغاراته وجباله، وهي مغارات من الاتساع والعمق بحيث تختفي داخلها عشرات الأفراد، أو تخفي سيارة نقل كبيرة، مما جعلها منطقة سحرية لاختباء الإرهابيين وإخفاء أسلحتهم ومعداتهم..
قصدنا جبال أبو رواش التي تقع بين منطقتي ناهيا وكرداسة ... بدأت رحلتنا بالتوجه إلي منطقة «التربة» التي تقع على أطراف قرية كرداسة، سميت بالتربة لأنها عبارة عن مدافن، يتفرع من هذه المنطقة عدة شوارع يسهل لأي فرد الهروب منها بسهولة، كما يوجد بها العديد من المنازل المهجورة.
ومن منطقة التربة، توجهنا إلي جبال أبو رواش التي تقع في وسط مناطق سكنية، لاحظنا أن هذه الجبال مليئة بالممرات والمغارات ويسهل لأي فرد الاختباء فيها، خاصة وأن المنطقة كلها تبدو كأنها مهجورة يخشي أي فرد من دخولها أو حتي السير فيها ليلا أو نهارا وهو ما وفر مكانا آمنا للإرهابيين لكي يتدربوا فيه علي استعمال السلاح وتصنيع القنابل المتفجرة بعيداً عن العيون.
وهذا ما أكده لنا أهالي المنطقة فقالوا إن هذه الجبال كانت وكراً لجماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات الإرهابية يقومون فيها بكافة التدريبات القتالية ويختفون فيها عن أعين الشرطة والأمن. خاصة بعد رفض اعتصامي رابعة والنهضة، ولهذا كان أبشع المذابح الإرهابية من نصيب قسم كرداسة القريب من المقر الجديد للإرهابية وقسم كرداسة تم الهجوم عليه بآر بي جي وبنادق آلية ما أسفر عن مقتل 11 فرداً من قوات الأمن. من بينهم نائب مأمور قسم كرداسة العميد عامر عبدالمقصود.
وقال أحد الأهالي إن «طارق الزمر» هدد مأمور قسم شرطة كرداسة قبل الهجوم علي القسم بساعات، قائلاً: "إذا ما مشيتش من القسم هنولع فيه.. وبعد رفض الشرطة لتهديدات الإرهابية تم الهجوم علي القسم.. وقتلوا كل من فيه وصبوا عليهم ماء النار".
وأكد الأهالي ل «الوفد» أن منفذي هذه المذبحة من «العرب» وهم أفراد يعيشون علي أطراف مدينة كرداسة بالقرب من جبال أبورواش ومنطقة «التربة» وهؤلاء الأفراد مدربون جيداً علي السلاح، علاوة علي انضمام بعض الأشخاص من منطقة ناهيا إليهم.
ومنذ مذبحة كرداسة إلي الآن زادت حدة الاشتباكات بين الشرطة وأهالي قري كرداسة – ناهيا – أبو رواش، وربط البعض أحياناً هذه القري بالإرهاب نظراً لزيادة نفوذ جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية كجماعة التوحيد والجهاد والجماعة الإسلامية، وخروج العديد من المسيرات المؤيدة لجماعة الإخوان الإرهابية في هذه القري، ورغم قدرة الشرطة علي السيطرة الأمنية علي هذه القري، والقبض علي العناصر الإرهابية منها، وتحسن الأوضاع عما كانت عليه من قبل، ولكن مازال نفوذ الإخوان قوياً بهذه القري.
ولكن لماذا يزداد نفوذ التنظيمات الإرهابية وعلي رأسها جماعة الإخوان في مثل هذه القري، وما سبب تعاطف بعض الأهالي معهم الإجابة لها علاقة بطبيعة المنطقة وحال سكانها.
فقرية ناهيا مشهورة ب «الزراعة»، يعمل معظم سكانها بهذه الحرفة، لذلك نسبة البطالة فيها ضئيلة للغاية، ولكن رغم توفر العمل إلا أن نسبة الأمية والفقر مرتفعة للغاية في القرية، فكثير من الأهالي يعتمدون علي بعض السلع الغذائية التي تقدمها إليهم الجمعيات الشرعية وما يسمونهم «أهل الخير»، علاوة علي تدني مستوي الخدمات سواء من ناحية الصحة أو صرف صحي أو طرق أو غيرها من الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون، كل هذه العوامل جعلتها أرضاً خصبة للعديد من التنظيمات الإرهابية وعلي رأسهم جماعة الإخوان، فاستغلت الإخوان وغيرها من التنظيمات فقر بعض الأهالي عن طريق تقديم بعض السلع والأموال لهم ليغرسوا مبادئهم وأفكارهم الشاذة والمتطرفة في عقول الأهالي.
وقال أحد سكان ناهيا يدعي (م –ع) :» إن الإخوان استغلوا عاطفة الناس وتدينهم من أجل التقرب إليهم وضمهم إلي الجماعة، مؤكداً أن الإخوان ظهروا بمظهر «الناس المتدينة اللي بتعرف ربنا» لذلك أراد الجميع إلحاق أبنائهم بالجماعة ليكونوا متدينين وعندهم أخلاق».
وأضاف "عبد المجيد عمران": إمام العدس ومحمدي حلمي الزمر، هم أول من زرعوا بذرة جماعة الإخوان في ناهيا، وكان عدد الإخوان وقتها لايتعدي 35 فرداً، ولكن مع مرور الوقت استطاع الإخوان جذب أعداد كبيرة من الشباب إليهم، سواء عن طريق المساجد أو الأنشطة الرياضية.
وأكد أن الإخوان ادعت أنها تقوم بتعليم الشباب المبادئ والقيم الحميدة، ولكن اكشفت الأهالي أمرهم بعدما قاموا ببناء مسجد يدعي مسجد الإخوان المسلمين يسمي الآن «مسجد عبد الشافي»، حيث كان عبارة عن ساحة قتال يدرب فيه الإخوان الشباب علي مجموعة من الألعاب العنيفة كالكاراتيه والكنغ فو وغيرهما.
وقال ساكن آخر، إن الإخوان كانوا موجودين بكثرة في مسجدي «أبوبكر الصديق» و»عيسي شحاته» قبل ثورة 25 يناير وبعلم من الحكومة، ومازالوا موجودين حتي الآن ولكن بشكل أقل من السابق.
وأضاف أن التعليم في ناهيا في حالة يرثي لها، فالمدارس مكدسة بالطلاب، لافتاً إلي أن نسبة كبيرة من المدرسين في المدارس الابتدائية – الاعدادية – الثانوية منتمون لجماعة الإخوان، ويقومون بغرس الكراهية والعداء في نفوس الطلاب تجاه مصر والنظام الحالي.
وعن الاشتباكات الأخيرة التي وقعت بين عناصر منتمين للجماعة الإرهابية والشرطة، قال أحد الأهالي: «لا أحد يعلم مكان الأسلحة التي يخفيها الإخوان في القرية ومن الصعب جداً معرفة هذا الأمر».
وتولي عصام العريان دور البطولة في جذب أكبر عدد ممكن من أهالي ناهيا وكرداسة لكي ينضموا إلي الاخوان.
وعصام العريان، مسئول المكتب السياسي لجماعة الإخوان الإرهابية في مصر، مولود في قرية ناهيا عام 1954، ورغم انتقاله هو وأسرته إلي بيته في المهندسين الإ أن بيته الذي تربي وعاش فيه مازال موجوداً في ناهيا علاوة علي مسجد يحمل اسمه «العريان».
وقال أحد أهالي ناهيا، إن عصام العريان قبل انضمامه لجماعة الإخوان كان ينتمي لأسرة فقيرة ولكن بعد انضمامه للإخوان تحولت حياته رأساً علي عقب فأصبح يمتلك أفخم أنواع السيارات وانتقل هو وأسرته إلي منزله بالمهندسين.
وأضاف أن شهرة «العريان» في ناهيا بدأت عندما قرأ شباب القرية اسمه علي منشور مكتوب عليه :» تبرعوا لمجاهدي أفغانستان.. إمضاء عصام العريان رئيس شعبة الإخوان في ناهيا».، وكان المنشور ملصقاً علي وسائل النقل وعلي جدران ويوزع علي الأفراد، فانبهر الشباب بشهرة «العريان» حيث إنه من أهالي ناهيا.
وأكد أن « العريان» قام بإنشاء حضانة أعلي المسجد الذي يحمل اسمه، لتعليم النشء التعاليم الدينية والتربية الإسلامية علي حد زعمه، لافتاً إلى أن بعض الأهالي أصبحوا متعاطفين مع الإخوان و»العريان» نظراً للسلع الغذائية التي كانت توزع علي أهالي القرية من مسجد «العريان»، علاوة علي بعض الخدمات الطبية التي كان يقدمها الإخوان للأهالي.
ومن لم ينضم للإخوان من أبناء ناهيا وكرداسة انضم الي الجماعة الإسلامية والسبب طارق وعبود الزمر.
وطارق وعبود الزمر هما أولاد عم تربطهما علاقة نسب فطارق متزوج شقيقة «عبود « تدعي «أم هيثم»، ويعد طارق الزمر مع ابن عمه عبود من المخططين لعملية اغتيال أنور السادات عام 1981، و كلاهما قياديان بارزان في الجماعة الإسلامية.
تم الإفراج عن «طارق» و»عبود» بعد ثورة 20 يناير 2011، وتوقع البعض أنهم سيتخليان عن العنف بعد تقديم المراجعات الشهيرة عام 1997، ولكن حدث عكس ذلك «فطارق» أصبح المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية ورئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسى للجماعة، وبعد الإطاحة بالرئيس المعزول «محمد مرسي»، كشف «طارق» عن وجهه الحقيقي العنيف فحرض مراراً وتكراراً ضد النظام الحالي مهدداً بمزيد من الدماء وواصل دفاعه المستميت عن جماعة الإخوان، وهو الآن هارب ويعيش في قطر، بينما ابن عمه «عبود» مازال يعيش في مصر ولكن يريد أن يلعب دور الوسيط لمصالحة الإخوان والجماعة الإسلامية مع الحكومة المصرية علاوة علي دفاعه المعلن عنهم.
وقال أحد الأهالي، ان كلا من «عبود» و»طارق» :» كانا يعيشان مثل ملايين المصريين مستوري الحال قبل انضمامهما للجماعة الإسلامية وبعدما انضما للجماعة أصبحا يمتلكان الأموال والسيارات».
وأكد أن الكثير من عائلة الزمر يستنكرون ما فعله عبود وطارق، وغير راضين عما يفعلانه الآن من تحريض وعنف وتأييد لجماعة الإخوان.
أما محمد الرفاعي أخطر عناصر جماعة الإخوان في ناهيا علي حد وصف الأهالي، فتخرج في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، اشتهر بشقاوته وبلطجيته علي حد تعبير «الأهالي» فكان يشتري الأسلحة، ومنتميا لعائلة فقيرة، أراد الالتحاق برابطة محامي جماعة الإخوان بناهيا ولكن رفضوا في بدء الأمر نظراً للسمعة السيئة التي يتصف بها «الرفاعي» خاصةً أنه اشتبك مع أحد المواطنين وقام بضربه وصدر ضده حكم قضائي وأصبح «سوابق».
وأكد أحد الأهالي أن «الرفاعي» لم يسكت بعد رفض رابطة محامي الإخوان انضمامه إليهم، فقام بكسر زجاج مكتبهم واعتدي عليهم بالضرب، وفجأة وافق الإخوان علي انضمام الرفاعي اليهم!
وقال إن «الرفاعي» قام بتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في قرية ناهيا وكرداسة، وعندما كانت تريد الإخوان التخلص من أحد الإفراد فكان «الرفاعي» ينفذ مقابل 2000 جنيه للطلقة الواحدة.
وزعم أحد الأهالي أن «الرفاعي» متورط في التخطيط لمذبحة كرداسة التي أسفرت عن استشهاد 11 فردا من قوات الشرطة في قسم كرداسة.
كرداسة
كرداسة قرية تشتهر بالسياحة فيها أشهر المحلات التي تبيع الملابس والعبايات الجاهزة، تتشابه مع قرية ناهيا فى زيادة فرص العمل فيها وقلة نسبة الشباب العاطل، ولكن كرداسة تختلف عن ناهيا في أنها إلي حد ما قرية متحضرة، يغلب على مساكنها طابع المدينة، فمستوي التعليم مرتفع إلي حد ما ، ولكن يوجد عدد ليس بقليل من غير المتعلمين، كما أن مستوي الخدمات مرتفع إلي حد ما مقارنة بناهيا سواء من ناحية الصرف الصحي أو المياه أو المستشفيات.
وقال أحد أهالي كرداسة ويدعي (ص – م)، إن «سيد نزيلي» ( المولود في قرية كرداسة) أول من اسس فرع جماعة الإخوان في كرداسة في الستينيات، مستغلاً ارتفاع نسبة الفقر والجهل في البلاد في هذه الفترة ليضم أكبر عدد من الشباب للجماعة.
وأكد أهالي كرداسة أن «النزيلي» كان من أسرة فقيرة، وحادثته الشهيرة مع أفراد الشرطة إبان حقبة الرئيس الراحل «جمال عبد الناصر» جعلت أبناء القرية بأكملها محرومين من الالتحاق بالشرطة أو الجيش، أي أن كلاً من ناهيا وكرداسة عوقبتا بسبب أخطاء أشخاص إرهابيين، مشيراً إلي أنه في فترة الستينيات جاء عدد من أفراد الشرطة بزي مدني لإلقاء القبض علي «النزيلي» وقامت زوجته بالصراخ فتجمع الأهالي واعتقدوا أن أفرادا من خارج المدينة يعتدون عليهم، فقاموا بضرب أفراد الشرطة دون علم هويتهم ما أسفر عن مقتل فرد منهم، وبعدها قام عبد الناصر بنشر دبابات في منطقة كرداسة.
وقال ساكن آخر في كرداسة، إن الإخوان سيطروا بشكل كبير علي مساجد القرية خلال حكم الرئيس المعزول «محمد مرسي»، وكانوا يسيطرون عليها بشكل كامل من حيث الخدمات والمدارس لدرجة أنها أصبحت دولة داخل الدولة، ولكن حالياً الوضع في كرداسة أفضل من السابق وقل نفوذ الإخوان إلي حد ما في كرداسة بعد السيطرة الأمنية في الفترة الأخيرة وإلقاء القبض علي عدد من العناصر الإرهابية داخل كرداسة.
التطهير مستمر
وأكد خيري مرسي رئيس مكتب الوحدة المحلية بقرية كرداسة، أن الوضع الآن من الناحية الأمنية تحسن بنسبة كبيرة عما كان عليه في السابق، والدولة بدأت تعود بقوتها،مشيرا الي أن الحملات الأمنية الأخيرة بالبلاد طهرتها من الكثير من العناصر الارهابية.
وأشار مرسي الي بعض الخدمات التي نفذت في الفترة الأخيرة لتلبية احتياجات المواطنين وتطوير المنطقة، كرصف الطرق والاستعداد لإنشاء مدارس ابتدائية مشتركة بنين بنات لاستيعاب اعداد الطلاب وتقليل التكدس في المدارس.
وقال الباحث السياسي الدكتور «حسن أبو طالب : « إن الأسباب التي تدفع الشباب للانضمام للتنظيمات الإرهابية، أولها البطالة والفراغ القاتل الذي يقع فيه الشباب يجعلهم فريسة سهلة للتنظميات الإرهابية، مؤكداً اهمية دور الدولة في توفير فرص عمل، علاوة علي دور القطاع الخاص في توفير فرص عمل جنباً إلي جنب مع الحكومة.
وأضاف «أبو طالب» أن اختلاط بعض المفاهيم الدينية المغلوطة لدي الشباب يدفعهم نحو التطرف، لذلك لابد أن يستوعب الأزهر الشباب ويقوم بتصحيح بعض المفاهيم المتطرفة، وينشر المفاهيم التي تحض علي التسامح والسلام وغيرها، لافتاً إلي دور المساجد في تخصيص جزء من خطبة الجمعة عن الشباب ودورهم في بناء الأمة وليس هدمها.
وأكد «أبو طالب» دور وزارة الشباب في استغلال طاقات الشباب عن طريق الرياضة، وزيادة مراكز الشباب والأندية لتفريغ طاقتهم فيها.
الفكر المتطرف
قالت دكتورة «آمنة نصير» أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن عدم التأهيل العلمي الجيد والمستنير في كافة المراحل التعليمية بدايةً من المرحلة الابتدائية إلي الجامعة، الذي يؤهل الشباب ويعلمهم النقد والرفض والتفكير وبذلك ينعكس بشكل كبير علي الشباب حيث يسهل انجذابهم للفكر المتطرف.
وأكدت «نصير» أن الفراغ يلعب دوراً في انجذاب الشباب لعالم الإرهاب الذي يزين لهم بطولات وقصص خيالية علي الانترنت، فالجماعات الإرهابية ترسم عالما من الخيال للشباب كالأساطير المليئة بالمغامرة التي كانت تحكي للأطفال «كالسندباد وغيرها» ويريدون تقليدها.
وأشارت «نصير» إلي أن غياب التوجيه الصحيح في الأسرة جعل هؤلاء الشباب يسهل انجذابهم للتنظيمات المتطرفة، حيث تركت الأسرة اطفالها أمام وسائل الانترنت وغيرها من وسائل الإعلام التي تنقل صورة اسطورية في بعض الأحيان عن الجماعات المتطرفة وتجعلهم مبهورين بها.
وأوضحت «نصيرة» أن التعليم الديني ودور المساجد والائمة بحاجة إلي مزيد من التنوير وفهم قضايا العصر، علاوة علي معرفة الطرق الصحيحة لتصويب وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي وصلت الشباب للتطرف، وشددت «نصير» علي أهمية تطوير الخطاب الديني وعلاج الأمراض التي انتشرت في عالمنا ووصلت إلي جيل الشباب.
وتابعت «نصير»: مهما حاول الأزهر والمساجد وأساتذة الجامعات مكافحة التطرف لن يستطيعوا وحدهم، فالمسألة تحتاج إلي تكاتف جميع القوي لمكافحة الإرهاب، وشددت «نصير» على أهمية عودة الحرس الجامعي مرة أخري للجامعات، قائلة :» لن تهدأ الجامعة إلا بعودة الحرس الجامعي»، مؤكدةً أن دوره يقتصر فقط علي حفظ الأمن وليس التدخل في العملية التعليمية أو تعين الاساتذة.
ولفتت «نصير» إلي أن المناهج الأزهرية لها دور لايمكن إنكاره في تطرف الشباب، مؤكدةً ضرورة الحاجة إلي تطوير المناهج بما لايقلعنا من جذورنا ولا يجعلنا نغترب عن عصرنا.
الاختباء والتدريب
وقال اللواء نبيل فؤاد الخبير الاستراتيجي، إن جماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات الإرهابية تستغل تدني المستوي الاجتماعي في ناهيا وكرداسة ومنطقة أبو رواش، كما تستغل الجوانب المادية وتقوم بتقديم المساعدات للأهالي من أجل ضمهم للجماعة.
وأكد أن وجود عدد من قيادات وكوادر الإخوان في هذه المناطق لفترات طويلة عزز نفوذ الإخوان، وجذب العديد من الشباب إليهم.
وعن سبب تواجد الإخوان والجماعات الإرهابية فى هذه القري ناهيا - كرداسة – وأبو رواش، قال اللواء «فؤاد» إن التنظيمات الإرهابية تختار الأطراف اي المناطق القريبة من الجبال والبعيدة عن المراقبة من أجل الاختباء والتدريب فيها.
وذكر اللواء «فؤاد» أنه قبل ثورات الربيع العربي، كان الإخوان وغيرهما من التنظيمات الإرهابية يتدربون فى طريق الواحات وجبال أبو رواش.
ورأي اللواء «فؤاد» أن الحل الأمني وحده لن يستطيع مواجهة الإرهاب فلابد من حل مجتمعي يتمثل فى الجانب الفكري – ديني – ثقافي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.