تصاعد الجدل حول أحقية العاملين في الدولة في إجازة بسبب الحر بعد أن لقي 40 مواطناً مصرياً مصرعهم ، بسبب موجة الحر الشديدة التي تضرب مصر منذ مطلع شهر أغسطس الجاري وعاصرتها مصر مؤخراً، وأصيب نحو 100 آخرين، تلك الموجة التى حاولت بعض الدول العربية تلافيها بطرق مختلفة، حيث تطبق ثلاث دول عربية إجازات رسمية لارتفاع درجات الحرارة بها للحفاظ علي أرواح العاملين بها. ففي دولة الكويت، ينص قانون العمل على منع العمل في حالة ارتفاع درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية، وفقًا لمواثيق المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الامر الذي طبقته الحكومة الكويتية ومنحت الموظفين عطلة عن العمل من الخميس 30 يوليو الماضي حتى الأحد 2 أغسطس الحالي، بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، والتي تجاوزت الخمسين درجة. وتشهد دولة العراق واقعاً مماثلاً منحت الحكومة العراقية يوم الخميس المنصرم، الموظفين والعمال «إجازة»، وفقًا لقانون العمل الذي ينص على إلزام المؤسسات بإعفاء الموظفين من العمل في حين تجاوزت درجة الحرارة ال50 درجة مئوية. أما عن دولة الإمارات، فقد خفضت ساعات العمل اليومية إلى 5 ساعات عند ارتفاع درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية، وتطبق الإجازة الرسمية في حالة تجاوز الحرارة ال50 درجة»، وفقًا للمادة 65 من قانون العمل الإماراتي. الجدير بالذكر أن قانون العمل المصرى وفقًا للمادة «208»، التى تنص علي التزام المنشأة وفروعها بتوفير وسائل السلامة والصحة المهنية، وتأمين بيئة العمل في أماكن العمل، بما يكفل الوقاية من ارتفاع درجات الحرارة، وتطبيق الإجازة الرسمية في حالة تجاوز درجة الحرارة ال50 درجة مئوية. في هذا السياق، أكد هيثم سعد الدين، المتحدث باسم وزارة القوى العاملة، ان الوزارة عاكفة الآن علي دراسة مدى تأثير الموجة الحارة علي العمال طبقاً لطبيعة كل مهنة لتحدد أى منها يحتاج الي تخفيض عدد ساعات العمل، وأيها يحتاج لعطلة. وأشار سعد الدين، في تصريحات خاصة ل«الوفد»، إلي أن قانون العمل القادم سيتضمن مادة دستورية تلزم منشآت العمل بتوفير درجات السلامة للعمال، وإلا التعرض للمساءلة القانونية في حالة مخالفة تلك المادة. من جهته، أكد محمد محمود عيسى، رئيس الادارة المركزية لبحوث الأرصاد، أن البلاد العربية التى تمنع موظفيها من العمل فى البلاد التى تصل درجة الحرارة فيها الي أكثر من 45 درجة، اما الدولة المصرية فتعايش درجة حرارة مختلفة حيث لا تزيد درجة الحرارة ف معظم ايام الصيف عن 38 درجة مئوية. وطالب «عيسى»، في تصريحات ل«الوفد»، العمال بعدم التعرض مباشرة الي درجة الحرارة بحيث لا تتعامد أشعة الشمس علي رأسهم في اوقات الظهيرة، مشيرا الي ان حالات الوفاة سببها المواطن الذي يجهل كيفية التعامل مع ارتفاع الحرارة . اما عن جبالي المراغى، رئيس اتحاد نقابات عمال مصر ، ان عمال مصر قادرين علي تحمل درجات الحرارة المرتفعة حتى وان زادت عن المعدل الموجود بسبب رغبتهم في النهوض بالاقتصاد، مشيرا إلي أن الطقس في مصر يختلف نسبياً في مصر حيث لا تتعدى درجة الحرارة عن 40 درجة. وأشار «المراغى» في تصريحات ل«الوفد»، إلي أن الأيام الماضية لم تشهد حالات وفيات بين العمال بسبب الحرارة، ولكن تم رصد بعض حالات الاغماء فقط بسبب نقص المياه أو التعرض للشمس لساعات طويلة، موضحاً ان العامل المصرى اكثر قدرة علي تحمل درجات الحرارة، فضلا علي قدرته علي العمل لساعات أطول. فيما أكد عاطف حرز الله، الخبير الاقتصادى، أن الاقتصاد المصري يحتاج الي كل ساعة عمل رغم ارتفاع درجات الحرارة، موضحاً ان العامل المصري القادر علي تحمل أعلي درجات الحرارة والدليل ان العمال استطاعوا حفر قناة السويس في عام انخفضت فيه درجة الحرارة الى اقل معدلاتها وارتفعت فيه أيضاً. وأشار «حرز الله»، في تصريحات خاصة ل«الوفد»، إلي أن الايام الماضية ضمت ايام عطلة كثيرة لتعدد المناسبات التى مرت علي مصر، مشددا علي ضرورة تكثيف العمل في الايام القادمة والايفاء بكل خطط التنمية.