دعوة من القلب بقلم -فاطمة المعدول الخميس , 01 سيبتمبر 2011 02:43 بعد انتهاء الشهر الكريم ادعو من كل قلبي أن يرحمنا الله العلي القدير من البرامج والمسلسلات السخيفة التي رأيناها هذا العام، وأن تكون هذه السنة آخر الأحزان ولا تطالعنا مرة أخري علي شاشات التليفزيونات المصرية والعربية وهي التي أصابتنا بالملل والزهق والتوهان وأهمها بالطبع. مسلسلات جميلة الجميلات التي تستعرض في كل لقطة وكل مشهد برنيطة ووردة وجوانتي وفستان، وتستعرض مفاتنها التي يقع في هواها كل الرجال بالرموش الصناعية والأنف الذي أصبح رفيعاً مثل قلم رصاص من كثرة البري والاستخدام!! والذي لم يعد يصلح للوجه المستطيل والوجنات المنفوخة، والشفايف المنفوشة!! التي كلما رأيتها في حالة إغراء تذكرت أعمال الفنان الإيطالي العالمي مودلياني الذي كان يصور كل أشخاصه بوجوه طويلة مستطيلة وملامح كلها ممطوطة!! لكن علي مين الجميع يقع، الصايع والضايع، تاجر المخدرات وابن الباشا، كل الرجال الذين يلتقونها في الحياة. مسلسلات النسوان والضرائر.. حيث أصبحت معادة ومتكررة واستنفدت كل أغراضها، ووصلت إلي ذروتها في الحاج متولي، وقد ظلت فكرة الزواج من أكثر من واحدة تقدم عاماً بعد عام بشكل أكثر تهافت وإنحطاط حتي وصلنا لكيد النسا. مسلسل البطل الدون جوان اللص النصاب، الذي يبدأ من الصفر ويظل يصعد حتي يصل للقمة، بالكفاح مع النساء والعصابات والسلطة الفاسدة. المسلسلات التي يتصور صانعوها أنها كوميدية أو هي نصف كوميدية، والحقيقة أنها لا تمت للكوميديا أو للفن عامة، بأي صفة، فهي استهبال واستظراف لبعض المشخصاتية المصنفين من قبل البعض أنهم خفاف الدم وهم في الحقيقة، خفاف في المقام وثقال جداً.. جداً.. في الدم والحضور. برامج وإعلانات الشحاتة التي تصور وتستخدم الأطفال المرضي والمحتاجين والأيتام.. وهي إعلانات تجافي الذوق والرحمة وبعيدة عن تعاليم الدين الإسلامي التي تأمرنا بالستر علي المحتاجين، ونتذكر ونقارن بين أغنياء الماضي الذين كانوا يصرفون الأموال علي الأعمال الخيرية من أموالهم!! وأغنياء هذا الزمان الذين يتاجرون بالمحتاجين ويتكسبون من ورائهم فحتي لو لم يتكسبوا مادياً فهم يتكسبون دعائياً! البرامج الكلامية التي تقدم المرفوضين وتجعلهم يدافعون عن أنفسهم ليصبحوا مقبولين.. وتعطي لبعض المشهورين الجهلاء الهالة والفرصة لكي يصدروا أنفسهم للجمهور علي أنهم أصحاب آراء ومبادئ!! وتعطي للأراجوزات فرصة لكي يحاضروا فينا! وأخيراً برامج المقالب، التي بدأت بالكاميرا الخفية وظلت تنحدر وتتهاوي وتنحط حتي وصلنا لكل ما هو سخيف، وبعيداً عن التصديق، والمنطق، والتي تهزأ من الإنسان، حتي لو كان يرضي علي نفسه هو، لأنه سيقبض، لكن التأثير علي النشء والشباب سلبي بشكل فظيع.