أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفال بعيد الفطر المبارك، وكل مجتمع له الطقوس والعادات الاحتفالية التى تميزه عن غيره، ولكن تتشابه عادات وتقاليد اغلب الشعوب فى أدائهم للطقوس إلا مصر دائما ما تنفرد لذاتها بأشياء تبهر الجميع وتجعلها محط أنظار العالم. ومن الطقوس التى ميزت مصر عن غيرها من الدول الأخرى فى احتفالها المسيحيين مع المسلمين فى الاحتفالات ومشاركتهم فى صناعة الكعك والبسكويت والخروج للمتنزهات، ما يؤدى إلى نزوح الكثير من المسلمين مختلفى الجنسيات كل عام للاحتفال بعيد الفطر بمصر للتمتع بجو البهجة والوحدة التى قلما يجدانه فى اى مجتمع أخر. ومع مرور الايام وتراكم المشكلات والضغوطات على مصر أصبحت بهجة العيد المعتادة تتلاشى تدريجيًا، إلا أن مظاهر الوحدة بين المسلمين والمسيحيين مازالت موجودة وإن قل التعبير عنها. المقدس : بحتفل بالعيد مع المسلمين وأوضح شحاتة المقدس، نقيب الزبالين، أن أسرته ستحتفل مع أصدقائه وجيرانه من المسلمين فى عيد الفطر، مبينًا أنهم دائمًا ما يحتفلون مع المسلمين فى اعيادهم ويتجمعون معًا فى المتنزهات والحدائق العامة ابتهاجًا واحتفالًا بالعيد. وأكد ، المقدس، أن العديد من الأسر المسيحية تصنع الكعك والبسكويت بالمنزل ويمثل ذلك فرحة عارمة بالنسبة لهم، مضيفًا أن الإحتفال بعيد الفطر اختلف هذه الايام عن أيام طفولتهم بالصعيد والتى كانت لابد أن تجمع كل الجيران دون التمييز بين مسلم ومسيحى ويصنعون الكعك والبسكويت معًا، مكملا أن هذه الايام أصبحت صناعته شيئًا عائليًا تنفرد به الاسرة الواحدة فضلا عن لجوء العديد لشراء البسكويت من الخارج. وأشار شحاتة المقدس، إلى أن الوحدة بين المسلمين والاخوة بينهم لا تقتصر فقط على مشاركة كل طرف للاخر فى أعياده وانما مراعاة الايام الروحانية والدينية كشهر رمضان، مؤكدًا أن أهالى حى الزبالين يعزمون بعضهم البعض على الافطار كما أن المسيحيين يراعون مشاعر اخوتهم المسلمين ولا يتناولون الطعام أمامهم أثناء فترة الصيام، مكملا بقوله"هى دى مصر" . ووصف العلاقة بين المسلمين والمسيحيين بأنها أشياء تحس ولا يمكن التعبير عنها أو الاصاح بها، قائلا إنها كالمياه " تروى الانسان دون أن يستمتع بطعمها" . منصور : طقوس فرحة العيد تلاشت بين المسلمين والمسيحيين ومن جهتها قالت الدكتورة هالة منصور ، استاذ علم الاجتماع، إن العيد مناسبة اجتماعية كانت دائمًا ما تجمع المصريين سواء كانوا مسيحيين او مسلمين باختلاف الاعياد اذا كانت اسلامية او مسيحية، مشيرة إلى أن التهنئة بين الطرفين فى الماضى كانت سمة أساسية وواجبة إلا أن هذه السمات تلاشت فى هذه الفترة . وأرجعت منصور ، فى تصريحها لبوابة الوفد، أسباب ذلك إلى اختلاف وتغير صيغة الاحتفال بالأعياد نتيجة قيود الحياة التى فرضت على الناس فى هذه الفترات، مبينة أن هذه القيود لم تؤثر على ارتباط المسلمين بالمسيحيين واحتفالاتهم معًا فقط وانما امتدت لتصل إلى تدهور العلاقة بين أفراد الاسرة الواحدة . واعتبرت أستاذ علم الاجتماع أن الجفاء فى العلاقات سواء كان بين المسلمين والمسيحيين أو بين أفراد الأسرة الواحدة، ظهر بشكل جلي فى تلاشى طقوس الفرحة فى الأعياد وخاصة عيد الفطر لما يشهده من طقوس عدة كالتجمع لصنع الكعك والبسكوت معًا والخروج فى جماعات للمتنزهات بالشكل الذى كان يصعب من خلاله تميز المسلم من المسيحي، موضحه أن المصريين ابتعدوا عن كل ما يوطد العلاقات بين الاجتماعية بشكل عام . وتوقعت أستاذ علم الاجتماع احتمالية تأثير ذلك على المجتمع المصرى وتحويله لصورة طبق الأصل من المجتمعات الغربية التى تشهد علاقات اجتماعية متدهورة .