تستعد ملايين الأسر المصرية لاستقبال عيد الفطر المبارك، وذلك بعد مرور أيام وليالي شهر رمضان المعظم بسرعة البرق، وما هي إلا أيام بعد هاتين المناسبتين الجميلتين، إلا ويبدأ الاستعداد للعام الدراسي الجديد الذي يتزامن منذ عدة سنوات مع شهر رمضان وعيد الفطر مما يضيف أعباءً كبيرة على كاهل الأسر المصرية. وتتسبب هذه المناسبات في حالة ارتباك شديدة، فلا تكاد هذه الأسر تفيق من أزمة توفير مصروفات شهر رمضان، إلا لتستيقظ على عبء توفير احتياجات العيد ومن ثم المدارس في آن واحد، وهى حالة تشكو منها الأسر الفقيرة والغنية. فقد اعتادت الأسرة المصرية على زيادة المصروفات التي تختلف عن أي شهر أخر ويتحملون فوق طاقتهم، فضلا عن ضرورة توفير مصروفات المدارس ومستلزماتها وكل احتياجات العيد من اجل أبنائهم. ويشكل تعاقب هذه المناسبات ضغطا كبيرا على ميزانية الأسرة المصرية التي تعاني ككل عام من حالة الغلاء الفاحش التي سادت أسعار أغلب السلع، مما دفع البعض منها للاستغناء عن بعض متطلباته ومنها ملابس العيد الجديدة والاكتفاء بملابس المدارس. فيحتاج العيد إلى شراء الملابس الجديدة التي أصيبت بجنون الأسعار وهكذا الأحذية، ناهيك عن مستلزمات الكعك والحلوى والعيديات وغيرها من متطلبات مادية كثيرة ترهق جيوب الكثيرين. ويا حبذا لو جن جنون رب الأسرة وأراد اصطحاب أسرته في فسحة ترفيهية فإنه سيواجه الأمرين ما بين نار أسعار الملاهي والحدائق والمتنزهات والنوادي التي تشترط أحيانا حدا أدني للإنفاق "ميني تشارج" والذي لا يقل عن 50 جنيها نظير الدخول والحصول على مشروب. أما بعد العيد حيث تبدأ متطلبات المدارس قبل الدراسة مباشرة، حيث إنه من الضروري توفير الزي المدرسي والحقائب والأحذية والجوارب وغيرها، استعدادا لاستقبال العام الدراسي الجديد ثم تأتي مصروفات المدرسة التي تتزايد يوما بعد يوم ما بين مدارس حكومية وتجريبية وخاصة. فالأسرة المكونة من ثلاثة أطفال بمدارس خاصة مثلا سوف تحتاج مصاريف حوالي أكثر من ألفي جنيه للطفل الواحد والزي المدرسي يتكلف أكثر من 400 جنيه، أما بالنسبة لشراء الكشاكيل لثلاثة أبناء نجد أن تكلفتها حوالي170 جنيها وهي أرخص الأنواع هذا بخلاف الأدوات المدرسية الأخرى من أقلام وغيرها. ونظرا لكثافة الفصول الدراسية وعدم قدرة الطلاب على الاستيعاب فتلجأ الأسر إلى الدروس الخصوصية وإلي أقل المدرسين تكلفة خصوصا بعد أن زادت أسعارهم بحجة أن البنزين زاد والعيشة غالية. هذا بالإضافة إلى مشكلة شراء الكتب الخارجية المرتفعة الثمن جدا والتي بدأ اشتعال أسعارها منذ الآن مما يجعل بعض الأسر تلجأ إلي شراء الكتب القديمة. كما نلاحظ إقبال الأسر علي شراء الكشاكيل وأدوات المدارس من الأنواع الرخيصة في محاولة للتغلب علي مشكلة الأسعار وهناك من يقوم بجمع المال من جيرانه للشراء معا بسعر الجملة ليكون ارخص. وتلجأ معظم الأسر للاقتراض والتقسيط والجمعيات العائلية التي تعتبر حلا مسكنا للصداع المزمن للأزمات الثلاث.