الحقائق العلمية التي أقرها القرآن الكريم في آياته، وتوصل العلم الحديث إلى معرفتها تؤكد للبشرية أن الإسلام دين الحق، ودين العلم، وأن معجزته لم تكن معجزة مادية فحسب، بل كانت معجزة عقلية تخاطب أصحاب العقول والفطرة السليمة،ومنها آيتان كونيتان من آيات الله؛ وهما الشمس والقمر، ولكل من الشمس والقمر دور أساسى في تحديد مواقيته نحو دخول شهره أو طول يومه، وتتضح أهميته بصورة أكبر عند اقتراب شهر رمضان المبارك حيث يدور الحوار والنقاش حول اعتماد الرؤية البصرية المجردة للهلال في ثبوت دخول شهر رمضان وخروجه، أو استخدام المناظير الفلكية والوسائل الحديثة لذات الغرض، أو الاستعانة بالحسابات الفلكية أو الأخذ بها مجردة يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: (وَءَايَةٌ لَّهُمُ الَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإذَا هُم مُّظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لا الشَّمْسُ يَنْبَغِى لَهَآ أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا الَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)، (يس: 37 - 40). المتأمل في هذه الآيات الكريمات يجد إعجازًا بالغًا من نواح عدة؛ لعل منها ما يلي: الترتيب الدقيق في التوجه نزولاً من أسبار الكون حيث الظلام الدامس، الذي يسيطر على جنباته، والمحيط بالمجرة والمجموعة الشمسية، وذلك هو الحال كما رصده رواد الفضاء وصوّرته الأقمار الصناعية، ومن ثم الاتجاه نحو الشمس وهي مركز مجموعتنا الشمسية والتي تجري سابحة بسرعة هائلة نحو مستقرّها الذي قدره العزيز العليم. ثم التوجه نحو القمر، وهو الجرم الصغير الذي يدور حول تابع للشمس (الأرض)، كما تشرح الآيات كيفية تغير منازله الدالة على توالى الأيام حتى يعود هلالاً صغيرًا بسبب تغير موقعه بالنسبة للشمس والأرض. وقد استدل بعض العلماء من الآية التالية على أن القمر يجب أن يغرب بعد غروب الشمس مباشرة لتحديد أول الشهر ودخوله، وأن هذا التغير الزماني ناتج عن ارتباطه بالمكان لكل من الجرمين، اللذين يسبح كل منهما في فلكه بدقة عالية. ولو تصورنا هذه الأجرام الثلاثة وهي تسبح في مداراتها بأحجامها المتباينة وبسرعاتها العالية وأبعادها الكبيرة لَهالَنَا ذلك التصور. فالشمس لها حجم ضعف حجم الأرض مليون وثلاثمائة ألف مرة، وضعف حجم القمر ثمانية ملايين مرة، وتبعد الشمس 150 مليون كم عن الأرض، إلا أن حجم القمر لقربه منا يرى وكأن له حجمًا مساويًا لحجم الشمس. وهذه الأجرام المتباينة في الحجم لها سرعات تصل إلى مئات الآلاف من الكيلومترات، ومن مئات الأقمار الصناعية وسفن الفضاء التي تم إرسالها لدراسة الكون بشتى أجرامه وذلك للاستفادة مما سخره الخالق لبني البشر، ومحاكاة ما في الكون - بالمعامل الأرضية، ومن ثَم التعرّف عليها بشكل أكبر وأدق مما سبقت معرفته.