خيمت الأحزان على منطقة جناكليس بشرق الإسكندرية، إثر استشهاد أحد خير شباب المنطقة، الملازم أول محمد أحمد عبده، الضابط بالقوات المسلحة، في الهجوم الارهابى، الذي وقع، أمس الأربعاء، في سيناء، خلال تصدى الشهيد وزملاؤه للإرهاب الخسيس. داخل شارع عمر المختار.. حيث منزل أسرة الشهيد، المشهد يسيطر عليه الحزن والبكاء بين افراد اسرة الشهيد والأقارب والجيران، الذين كانوا فى حالة ترقب وصول جثمان شهيد الواجب، فى حين انشغل عمال الفراشة في تجهيز سرادق العزاء بنهر الشارع. التقت "الوفد" مع شقيق والد الشهيد، العميد إبراهيم عبده، والذي قال: "الشهيد محمد كان على خلق كريم يتحدث عنها كل الجيران وسكان المنطقة، واضاف بانه كان يعمل فى قوات حفظ السلام فى الكونغو، وطلب بنفسة فور عودته ان تكون اداء خدمته العسكرية التالية فى سيناء". وقال: "إن الشهيد كان في طريق عودته إلى الاسكندرية في إجازة، وكان يستقل مدرعة فهد، وبجواره احد زملائه، وفى طريق عودته؛ فوجئ باحدى العمليات الارهابية وهجوم الارهابيين على احد اكمنة القوات المسلحة، فتدخل هو وزميله فى معركة مع القتلة لمساندة زملائهم، فاستشهد كلاهما فى سبيل الواجب والدفاع عن الارض والعرض". ويقول الحاج حسن عبده، الشقيق الثاني لوالد الشهيد: "إن وفاة محمد كانت صدمة شديدة على الاسرة ولكن نحتسبه عند الله شهيدًا، من اجل مصر والواجب ومحمد اتصل بالاسرة قبل ساعات ليخبرهم بانه فى الطريق وطلب منهم انتظاره على الافطار، ولكن القدر فرق بيننا وبينه فى سبيل الله ومصر". وتابع: "حسبنا الله ونعم الوكيل في هؤلاء القتلة أعداء الاسلام والمسلمين، هم قتلة مأجورين والشعب المصرى وراء جيشه ورئيسه" مطالبًا بالقصاص لدم الشهداء الأبرار. وأكد جيران الشهيد انه كان مثالًا للأخلاق الحميدة، وانه شاب يقتدي به كل الشباب بالحى، وكان دائما يتمنى الشهادة ويقول انه على استعداد تام لدفع حياته من اجل الوطن والتخلص من الارهاب لمستقبل افضل للمصريين ولأهله". وكان آخر ما كتبه الضابط محمد عبدو، عبر صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك"، أنه يشعر بالتعب والإرهاق. وقال الشهيد، في محادثته مع صديقه قبل استشهاده بساعات، إنه موجود في الشيخ زويد، ومستيقظ بسبب شعوره بأن الجماعات الإرهابية ستستهدفهم، وكتب ساخرًا: "صاحي أحسن ما يغفلوني وأنا نايم". وطلب الشهيد من صديقه أن ينتظره على الإفطار، لكن بعد الانتهاء من ظروف عمله الحرجة، إلا أن القدر لم يمهله، واستشهد.