كامب ديفيد.. حان وقت التعديل بقلم: طلعت المغاوري الجمعة , 26 أغسطس 2011 03:53 لابد وان يكون هناك رادع للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة علي النقاط الحدودية المصرية.. لم تعد تنفع أساليب الإدانة والشجب من جانب مصر والأسف من جانب المسئولين الإسرائيليين.. عشرات المرات اخترقت فيها الدوريات الإسرائيلية للحدود المصرية.. وعشرات الشهداء المصريين سقطوا في عصر الرئيس المخلوع ولم يثأر لكرامة مصر والمصريين ولا لدماء الشهداء.. تآمر المخلوع علي الدماء المصرية الذكية ولم يتخذ موقفا حاسما في مرة من المرات بحجة ان هناك داة في الداخل يطالبون بإلغاء معاهدة كامب ديفيد. قطع العلاقات وإذا ما الغيت المعاهدة فهذا يعني الحرب.. لذلك ظل طوال فترة حكمه وبكل أسف ظل يعمل وكأنه شاويشاً في جيش الدفاع وكل همه هو حماية الحدود مع إسرائيل لمنع تسلسل الأفراد إليها رغم عدم توفر الإمكانيات المادية والقوات المناسبة لحماية حدودنا.. بسبب بعض البنود التي تحد من حرية حركة قواتنا وتسليحها في معاهدة كامب ديفيد السلام.. إسرائيل استمرأت الاعتداءات واستباحت الحدود بسبب الخنوع الرسمي في مواجهة هذا العدوان.. فلم نطالب في يوم من الأيام بلجان تحقق مشتركة ونصعد ونطلب لجان تحقيق دولية.. ولم تعتذر إسرائيل في يوم من الأيام، وبالتالي لم نحصل علي تعويضات ضد كل العمليات التي وجهت إلي جنودنا المقيدين بأوامر بعدم الرد مهما حدث.. ولكن هذه المرة التي تجاوزت فيها الدوريات الإسرائيلية للحدود في طابا وأطلقت صواريخ ورثا شات قوتها ضد صدور الجنود المصريين مما أدي إلي استشهاد ضابطين وثلاثة جنود وإصابة 4 آخرين.. لن تضيع الدماء الذكية هدراً، فمصر بعد ثورة 25 يناير غير مصر التي كانت قبلها.. فالدم المصري غال والكرامة المصرية غالية وسنحصل علي حقوقنا وحقوق شهدائنا مهما كانت التضحيات. مصر قادرة علي حماية حدودها مع إسرائيل وغزة، فبكل أسف لم تستبح إسرائيل وحدها الدم المصري، ولكن حدث اعتداء من جانب إخواننا الفلسطينيين عدة مرات وسال الدم الطاهر علي أرض سيناء وبأيد عربية أيضا، فهل يستمر دمنا مستباحاً إلي ما لا نهاية.. أم أمن هناك وقفة حازمة ضد كل الاعتداءات لكي يفكر الجميع ألف مرة قبل إطلاق رصاصة واحدة علي حدودنا.. وربما تكون المعاملة بالمثل كفيلة بوقف هذه الجرائم وليس هناك ما يمنع من ان نقدم أسفنا للجانب الإسرائيلي ونقوم بعمل لجان تحقيق.. ولكن سيكون هذا الأمر رادعاً لهم لمنع إسالة دمائنا بدون مناسبة علي تراب سيناء الطاهرة.. لتعلم إسرائيل ان مصر قادرة علي حماية جودها ولكنها في نفس الوقت لن تلعب دور الشرطي لحماية الحدود الإسرائيلية.. فإسرائيل دولة احتلال تحتل غزة والضفة الغربية وتفرض الحصار علي الفلسطينيين، وبالتالي هي المسئولة عن تأمين حدودها.. وتعلم إسرائيل جيداً أنها تعيش محاصرة في جو من العداء في لبنان وسوريا وإيران.. ولم تبق لها غير مصر فهل تضحي بالسلام مع مصر الذي يحقق لها الأمن مع استمرار المغامرات التي يقوم بها جنودها متعمدين من الحين لآخر؟ هل إسرائيل تستغل الآن حالة تشتت القوات المصرية بين الداخل والحدود.. فالجيش المصري يقوم الآن بأدوار عظيمة في الجبهة الداخلية نحو تأمين المواطنين وتأمين المنشآت وحفظ الأمن في الشارع.. إضافة إلي عمله الأصلي وهو حماية الحدود المصرية في كل الجوانب.. لا يجب أن نترك لإسرائيل الفرصة لاستغلال مثل هذا الأمر.. ولابد من تخفيف الضغط علي القوات المسلحة في الداخل، فالجيش المصري مشكوراً منتشر في كافة أنحاء مصر ووظيفته إطفاء الحرائق سواء كانت طائفية أو بلطجة أو مظاهرات أو اعتصامات أو خروج علي القوانين.. لتخفيف العبء علي الجيش حتي يتفرغ لمهمته في الحفاظ علي حدود وأمن الوطن.. ولابد من سرعة عودة الشرطة بكل قوتها وإمكانياتها لحفظ الأمن في الشارع المصري. مصر طلبت الاعتذار من إسرائيل علي الجريمة النكراء ونحن جادون هذه المرة لمحاسبتها والحصول علي حق شهادائنا، وطلبت تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق في أسباب الحادث وإن لنا أن نطالب بإعادة دراسة أوضاع القوات علي الجانبين.. فليس من المعقول ان يقوم 750 فرداً من الأمن المركزي بتأمين حدود يبلغ طولها 230 كيلو متراً.. وبالتالي فاتفاقية كامب ديفيد تحتاج إلي تعديل لصالح البلدين.. ويجب علي إسرائيل ألا تستغل بند موافقة الطرفين علي التعديلات لعرقلتها.. وإلا لا تلوم مصر لأية حالات تسلل إلي حدودها في ظل عدم كفاية الأفراد والمعدات والأسلحة لوقف عمليات الهروب والتسلل إليها.. هناك محاولات عديدة. من جانب أطراف مختلفة لجر مصر للحرب مع إسرائيل.. وهناك دول وتنظيمات تسعي لذلك، لكن المجلس العسكري الذي يدير شئون البلاد ليس مستعداً إلا لتحقيق مصالح الوطن دون الإنصات لأي صوت في الداخل والخارج.. مصر ممثلة في المجلس العسكري ليس مستعدة لهذه المهاترات.. وما أسهل أن تقوم الحرب ولكن هل هذا في مصلحتنا وهل ستتحمل الأبواق التي تنادي بذلك تبعات هذه الحرب.. لابد من الانصات لصوت العقل واتخاذ كافة الخطوات الدبلوماسية، ومسألة سحب السفير المصري أو استدعائه للتشاور أو طرد السفير الإسرائيلي أمور تقديرية للمجلس الأعلي للقوات المسلحة والحكومة.. وهي أدوات لديهما يستخدمانها كما يرون وفي الوقت المناسب.. أما الحروب فهي ليست لعبة في المتظاهرين وهي قرار مصيري لا يتخذ إلا من أجل مصلحة الوطن الصعبة. لابد من الاتفاق حول القيادة في المحن التي تواجه الوطن داخلياً وخارجيا وسرعة عودة القوات المسلحة الي الحدود بكامل قواتها.. لأنها تواجه الآن مهمة مركبة لم يواجهها أي جيش في العالم.. مشكلات الداخل ومشكلات الحدود، ولابد من احترام قدراتها ودعمها ونبذ الخلافات جانب حتي تعبر مصر هذه الفترة العصيبة من تاريخها إلي بر الأمان.. لابد وأن نتعاون جميعا مع المجلس العسكري حتي لا ينفرط عقد الوطن في مغامرة قد تكون كارثية.. لقد أهملت الحكومات المتعاقبة التنمية في سيناء.. وأهالينا هناك ضحوا بدمائهم الذكية في حرب 1967 وحروب الاستنزاف للحفاظ علي الهوية المصرية لسيناء.. ولابد وان تظل الحصن المنيع لبوابة مصر الشرقية، ومن حقها ان تنعم بالتنمية المتكاملة صحيا وتعليميا وخدمات وطرق وفرص عمل ومنشآت.. أهملنا سيناء كثيرا وأهلها أكثر ومن حقها وحقهم ان يحصلوا علي حقهم من موارد سيناء وميزانية مصر.. حتي لا يحسوا أنهم جسم غريب عن مصر، فلابد من تنمية الولاء والانتماء لديهم ولن يتم ذلك إلا بمبدأ الأخذ والعطاء.. من حقهم تملك أراضيهم وقد تأخر هذا الأمر كثيرا. لابد من احترام معاهدة السلام مع إسرائيل وعدم هدم اتفاقية كامب ديفيد ولكن آن الوقت لتعديل بعض بنودها لزيادة القوات المصرية علي الحدود المشتركة لمصلحة الجانبين.. آن لنا ان نعيد دراسة وقف تصدير الغاز إلي الخارج وإسرائيل خاصة لابد بدون طاقة لا تنمية وهذا يؤثر علي مستقبل مصر.. لتستمر المظاهرات ضد إسرائيل لتظل أداة ضغط مع الحكومة والمجلس العسكري، ولكن تستمر مظاهات سلمية فعدونا في الخارج متربص علي الحدود.. ستبقي سيناء في القلب ولن تضيع من مصر كما يهدد البعض بإعادة احتلالها فإن في مصر درع وسيف وهو قواتنا المسلحة التي لقنتهم درساً لن ينسوه منذ أكتوبر 1973.. talaat3030@ yahoo.com