رغم الانتقادات اللاذعة التي طالت مسلسل «الشحرورة» عن نجمة الغناء «صباح» خاصة فيما يتعلق بإخفاء حقائق في حياتها وبعد بعض الشخصيات في الشكل والمضمون من الشخصيات الحقيقية التي عاصرت صباح، إلا أن مخرج العمل أحمد شفيق أكد في حواره ل «الوفد» أنه استطاع في هذا العمل أن يوحد العالم العربي لمشاهدة هذا العمل، وقال: نجحت في تحقيق أعلي معدل مشاهدة ولا يهمني من كل ما قيل إلا رأي الجمهور صاحب الرأي الأول والأخير في العمل وأن كل الاتهامات والنقد الذي وجه للعمل خارج نطاق المنطق لأن الشخصية التي نقدمها «صباح» مازالت علي قيد الحياة وهي الوحيدة التي يمكنها نقد هذا العمل وكان معه هذا الحوار: رغم كل دفاعك عن المسلسل إلا أن هناك اتهامات حقيقية وجهت له خاصة بحياة «الشحرورة» فما رأيك؟ - ربما كان ذلك صحيحاً في بعض الحلقات الأولي عندما شاهدت صباح شخصية والدها حيث كانت متحفظة علي ظهوره بهذا الشكل رغم أن ما جاء في العمل كان صحيحاً لكن بعد ذلك أبدت موافقتها علي العمل بعد أن تفهمت بحسها الفني بعض الإضافات للمؤلف من نسيج خياله. وبعد ذلك شاهدنا معها حتي الحلقة 15 في بيروت وأبدت سعادتها بالعمل وكتبت الصحف اللبنانية عن ذلك بل وأشادت بالمسلسل بعد أن كانت متخوفة من سير الأحداث في الحلقات القادمة. لكن تحفظت علي مرحلة طفولتها في العمل أيضاً؟ - بالعكس فهي أقرت بذلك وأقتنعت بالحلقات شكلاً وموضوعاً وكان الاعتراض الوحيد علي صورة والدها في العمل، إكراماً له فقط ولم تبد أي اعتراض آخر لأنها سجلت معنا كل شيء في حياتها عن طفولتها وزيجاتها وحياتها الفنية.. نحن لم نقدم صباح سيرة فنية فقط لكن قدمناها كمحطات نتكلم عنها وكشف العمل عن أسرار في حياة صباح كانت جديدة علي الجمهور مثل ندمها علي عدم الاهتمام بابنها وبنتها وقدمناها كنموذج استطاع التوازن بين حياتها الاجتماعية والفنية. لكن الوسط الفني في لبنان كان منزعج من إفشاء بعض المحطات في حياتها؟ - بالعكس تماماً الجمهور اللبناني كان ومازال مقبلا علي العمل، وكانت متشوقة له بما لها من تاريخ وأكدت الصحف والشارع اللبناني أن هذا العمل «جمعهم» بكل طوائفهم علي مشاهدته بل وأبدوا إعجابهم الشديد بي كمخرج مصري شاب استطاع أن يقود كتيبة ممثلين من معظم الوطن العربي وهم لم يرو ذلك منذ فترة طويلة. لكن فيروز أبدت اعتراضها ورفعت دعوي ضد المسلسل؟ - هذا صحيح وكان ذلك فقط بسبب إظهار العمل إعجاب الملحن عاصم الرحباني زوج فيروز بصباح وكان يريد الزواج منها وهذا حقيقي وأظهرنا ذلك بشكل محترم وراق بدليل أن القضاء اللبناني رفض دعوي فيروز. بعض النقاد هاجم توظيفك لبعض الممثلين في أدوارهم بعيداً عنها؟ - مع احترامي لجميع النقاد ومعظمهم كانوا أساتذتي في المعهد لكن هذا النقد فيه مغالطات كثيرة لأنه ليس من المنطقي أن آتي بممثلين نسخة بالكربون من الشخصيات التي عايشت صباح وهم أكثر من 30 شخصية وكيف لي أن آتي بشبيه إسماعيل ياسين أو أنور وجدي وفريد الأطرش ورشدي أباظة، وغيرهم، وكان المهم عندي استحضار روح الشخصية والأداء بشكل عال، والمهم الحقائق في العمل وكلها سليمة بشهادة صاحبة العمل نفسه. البعض يري أن كارول سماحة بعيدة تماماً عن شخصية صباح وأنه كان هناك ترشيح لرولا سعد؟ - هذا غير صحيح لأن الاختيار من البداية كان علي كارول سماحة وتم في مطبخ مغلق وصباح نفسها اعترفت بأدائها العالي وتقارب الشبه وسعيدة بذلك، وأن كارول نفسها كانت متخوفة من العمل والدور لأن صباح شخصية مازالت علي قيد الحياة والمقارنة صعبة خاصة أنها أول تجربة لكارول في التمثيل وخبرتها في المسرح فقط مع فرقة الرحبانية لكنها سلمت لي نفسها وكانت مطيعة وقرأت تفاصيل الشخصية وذاكرتها في جلسات العمل مع صباح نفسها. وكيف تري ترتيب عملك في سباق رمضان؟ - رغم الظروف الصعبة في التصوير نظراً للأحداث التي اشتعلت بعد مرور 10 أيام علي تصوير العمل في مصر وبيروت وسوريا بسبب الثورات إلا أن العمل حظي بنسبة مشاهدة عربية كبيرة ويعرض في 12 نسخة علي فضائيات عربية حتي أمريكا ورغم تخوفنا من اللهجة اللبنانية التي في معظم أحداث العمل خاصة في مصر التي تمثل 80٪ من نسبة المشاهدة إلا أن كل ذلك مر بسلام وحظي العمل بأكبر نسبة تحميل علي الإنترنت للمسلسل وحظي علي مكانة بينه دراما السير الذاتية وكان منافساً قوياً مع «مشرفة» و«الريان» و«كرمان» و«خاتم سليمان» ونجحت «الشحرورة» في جمع العالم العربي علي مشاهدة المسلسل خاصة أن العمل قدم بطريقة مشوقة وكل حلقة كانت تكشف سراً ومحطة جديدة في حياة صباح وهي سيرة مختلفة لأن صاحبتها علي قيد الحياة وهذا ما يجعلنا نقدم مفاجأة غير متوقعة في الحلقة الأخيرة. وكيف تري الموسم الدرامي هذا العام؟ - أقدم تحية حب وتقدير لكل الزملاء الذين اجتهدوا وقدموا مسلسلات في ظل هذه الظروف الصعبة لكن نجحت الفضائيات الجديدة في إنقاذ هذا الموسم. وكيف تري الدراما السورية في هذه الظروف أيضاً؟ - بالرغم من أنني لم أشاهدها لكن سبق باجتهادها وتحديها للتواجد وهي بالطبع ناجحة، خاصة في الدراما التاريخية لأن عندهم مقومات وأدوات هذا النجاح من طبيعة وعناصر ونتمني أن تتكامل صناعة الدراما لصالح المواطن.