قرر وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، زيادة قوة الردع الجوية والبحرية، وعناصر العمليات الخاصة التابعة له، وقوة التدخل السريع، برفع عددها إلى 30 أو 40 ألف عنصر، ما يعادل أكثر من ضعف حجمها الحالي. وقال الأمين العام للحلف "ينس شتولتنبرج"، في مؤتمر صحفي عقده اليوم، عقب انتهاء اليوم الأول من الاجتماع ال28 لوزراء الدفاع، في العاصمة البلجيكية بروكسل، إنه "اتخذت إجراءات لتسريع عملية اتخاذ القرار السياسي والعسكري، بتنفيذ قرار يتخذه القائد الأعلى لإعداد القوات للتحرك مباشرة بعد اتخاذ القرار السياسي". وبين أن "التخطيط التفصيلي، واتخاذ القرار السريع، وجهان لعملة واحدة، ما يعني أن الحلف سيكون قادرا على الاستجابة بسرعة وفعالية للتهديدات مهما كان مصدرها". من جانب آخر، أوضح الأمين العام أن "اللمسات الأخيرة على تصميم وإقامة 6 مقار صغيرة للحلف في كل من بلغاريا، واستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وبولندا، ورومانيا، توضع حاليًا، حيث يضم كل منها حوالي 40 شخصًا، وستلعب دورًا رئيسيًا في التخطيط، والتمارين، والمساعدة على تعزيز قوة التدخل، كما سيتم النظر في إنشاء مقار أخرى في دول حلف شمال الأطلسي وفي الدول الحليفة في حال عرض ذلك على الحلف". كما اتخذ الوزراء قرارا ب"إنشاء مقر دائم و مشترك جديد للنقل والإمداد، ما سيمكن القوات من التحرك بسرعة أكبر على أراضي الدول الحليفة باستعمال وسائل النقل اللازمة". وبين الأمين العام أن هذه الخطوات "ستساهم في تكيّف الناتو بعيد المدى، مع المتغيرات الأمنية، وفي الوقت نفسه تعتبر استجابة لما يمكن أن يترتب على ما تقوم به روسيا، بما في ذلك أنشطتها النووية، كما أشار إلى مواجهة ما أسماه (تهديدات هجينة) من خلال العمل بشكل وثيق مع الاتحاد الأوروبي". ومضى بالقول أيضًا "نحن لا نسعى للمواجهة ولا نريد سباق تسلح جديد، بل نريد أن نحافظ على أمن دولنا التي تواجه العديد من التحديات من اتجاهات عديدة وهذا هو واجبنا، فيما قواتنا المؤقتة في غرب بولندا في أعلى حالات الاستعداد بقيادة ألمانيا وهولندا والنرويج، وهي الآن في طور التشغيل". وأوضح أنه "اعتبارًا من العام المقبل ستكون هذه القوة تحت قيادة إسبانيا، وسوف تكون مستعدة للرد بسرعة على أي أمر طارئ، وبالمجل فإن 7 دول أعضاء ستتولى قيادة هذه القوة الجديدة خلال السنوات القادمة". وكان "ستولتنبرغ"، قد أوضح في تصريحات أدلى بها قبيل الاجتماع، أن وزراء دفاع "سوف يتخذون قرارات لتعزيز الدفاع الجماعي لدينا، وذلك بناء على المقتضيات البيئة الأمنية الجديدة، وما تتطلب من تحديات إضافية". ومن المنتظر أن يلتقي وزراء دفاع "الناتو" خلال اليوم الثاني من الاجتماع غدًا، وزير الدفاع الأوكراني لاستعراض التحديات التي تواجه البلاد، والدعم الذي يقدمه الحلف لأوكرانيا من أجل بناء سيادتها.