«هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ، وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ» سورة الرعد. بعد 1400 عام على نزول القرآن، اكتشف العلماء مؤخرا فقط التفسيرات العلمية للبرق والرعد والصواعق، والتى وجدوا انها تتطابق مع تفسير الايات، ووجدا أن البرق يصحبه عادةً السحب الكثيفة المثقلة الغنية بالمطر والممتدة عاليًا كالجبال والتي تسمى بسحب الرُّكَام, وقد يَصْحُب ظواهر أخرى كالعواصف الرعدية والعواصف الترابية والثورات البركانية, ويصاحبه دوي أو دمدمة وقعقعة تسمى بالرعد, ووجدوا ان البرق عبارة عن تفريغ شحنة كهربية قد تقع داخل السحب أو بين سحابة وأخرى مشحونة بشحنة مخالفة, وقد تقع بين السحب المشحونة والهواء, وإذا بلغ البرق سطح الأرض فهو يختار الأجزاء المرتفعة لإفراغ شحنته مدمرًا كل جماد وصاعقًا كل حي؛ ولذا يسمى حينئذ صاعقة البرق أو ضربة الرعد. وفي عام 1752 اكتشف العالم الأمريكي بنيامين فرانكلين أن البرق عبارة عن شحنة كهربية حيث يمكنها توليد شرارة إذا اقتربت من الأرض, والوسط الذي تتجمع فيه الغيوم يمتلئ بالشحنات الكهربية, ويأخذ البرق أشكالاً عديدة بسبب انتشار الشرارة في كتل هوائية مختلفة الضغط ودرجة الرطوبة؛ وإذا وصلت ضربة البرق إلى سطح الأرض فيعتمد خطرها على موضع تفريغ الشحنة, والأجسام المعدنية التي توضع فوق الأبنية العالية في المناطق التي تكثر فيها الصواعق وتسمى بموانع الصواعق لا تمنعها في الحقيقة. وتتكون العواصف الرعدية نتيجة سخونة سطح الأرض وتسخين الهواء الملامس فيرتفع عالياً بهيئة دوامات حاملاً بخار الماء ليتكثف في المناطق العليا الباردة ويكون تجمعات من سحب الركام قد يصل ارتفاعها إلى 18 كم, وتتميز سحب الركام بنزول المطر الغزير والبَرَدْ وحدوث البرق والصواعق, وقد يبلغ حجم حبة البَرَدْ حوالي 10 سم, ومع ازدياد حجمها تصبح أكثر تدميرًا نتيجة زيادة شدة الارتطام وتسبب خسائر أكبر للمنشآت والمحاصيل وهى الصواعق الذى ذكرها الله بانها تبيد جنات على الأرض, والبرق خطرًا يمكن تجاهله ولكن اذا رافقه الرعد فإن البرق يقوم بتفريغ تيار يبلغ أكثر من مائة مليون فولت على الأقل في كل مرة وقد يصل إلى ألف مليون فولت. فأنت إذن أمام قوة رهيبة تدخل في صلب العمليات المقدرة لتوزيع المطر على سطح الكوكب والمطر هو بشير أو بشرى الخير لنزول الماء للحرث والزرع, ويطمع الناس فى نزولها اكثر، وفي ذات الوقت قد تكون تلك القوة الرهيبة نذير مصدراً لدمار لا يدفعه احتياط وهو النذير والخوف ، وقد حدث على مر التاريخ صور مخيفة لصواعق ضربت المدن فالبرق والرعد يحدث بتدبير مُسبق واحد لا تصنعه إلا مشيئة واحدة وقدرة إذا شاءت جعلت النعمة نقمة, وهي ظاهرة مُحَيِّرَة لم يعرف الإنسان تفسيرها إلا مؤخراً في عصر العلم, لكن القرآن الكريم كشف سترها فى آياته فالبرق والرعد والصواعق ظواهر كونية تناولها الكتاب الكريم، فورد البرق بشيرًا بالمطر ونذيرًا يشهد للفطين بوحدانية الله تعالى وقدرته وتقديره وبديع صنعه وحكيم تدبيره.