أجرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية حواراً مع مدير الموساد السابق " إفريام هاليفي" والذي شغل المنصب لمدة أربع سنوات حتى عام 2002 وعمل بعد ذلك مستشارا لرئيس الوزراء السابق آرييل شارون، يدعو فيه إلي حوار مباشر مع عدوه اللدود "حركة حماس" لتشجيعها على تبني نهج أقل عدائية وأكثر واقعية تجاه الدولة اليهودية. وقال " هاليفي" أنه يفضل التوصل إلي هدنة طويلة الأمد مع حماس، التي تدير القطاع الفلسطيني في غزة والتي دخلت مع إسرائيل والتي خاضت ضد إسرائيل حرباً استمرت 50 يوماً في الصيف الماضي. وأكد " هاليفي" أن صراع حماس مع إسرائيل أدي إلي سقوط أكثر من 2,100 قتيل من سكان غزة معظمهم من المدنيين ، بالاضافة إلي مقتل 72 من الإسرائيلين. وأوضح "هاليفي" أن الحوار الإسرائيلي لايقتصر علي المواجهة والسلاح ولكن يستهدف خلق المنافع والحوافز الممكنة لحماس ، مضيفاً :" يمكننا أن نبدأ مسارا طويلا من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى نوع من حالة العيش المشترك ". ورأي "هاليفي" أن حماس هدفها المعلن هو إقامة دولة إسلامية في كل فلسطين، بما فيها إسرائيل، مؤكداً علي أنها لها مصلحة في تحسين الظروف المعيشية في قطاع غزة، المحاصر حاليا من قبل كل من إسرائيل ومصر. وتابع "هاليفي" :"أعتقد أن حماس تريد تحقيق منفعة كبيرة من حيث نوعية الحياة في غزة، وتريد درجة من القبول لا كدولة ولكن كلاعب مؤهل. ونبهت الصحيفة إلي أن تصريحات "هاليفي" تأتي وسط تحول كبير تجاه حماس من قبل قادة إسرائيليين، خاصةً في ظل صعود تنظيم "داعش" في العراق وسوريا والدعم الكبير للجماعات الجهادية في الشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة إلي أن السلفيين في غزة أعلنوا دعمهم لداعش، مشيرةً إلي أن إحدي الجماعات السلفية أعلنت مسؤليتها عن إطلاق صاروخين علي إسرائيل في الأسابيع الأخيرة لتخالف بذلك وقف إطلاق النار الرسمي الذي انتهي في الصيف الماضي. وقالت الصحيفة أن إسرائيل ردت بلين علي الهجوم الذي استهدفها، مشيرةً إلي أن الهجمات استهدفت مباني خالية من السكان، وقد أثني كبار المسئولين في الجيش الإسرائيلي على حماس لقمعها السلفيين، فالأسبوع الماضي أطلقت قوات الأمن التابعة لحماس الرصاص علي زعيم الجهادية السلفية في غزة أثناء محاولتها القبض عليه بعد العثور معه علي حزام ناسف. ونقلت الصحيفة ما قالته إسرائيل :" أن عملياتها العسكرية الصيف الماضي تستهدف القضاء علي الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس والتي أجبرت مئات الآلاف من سكان جنوب إسرائيل علي اللجوء إلي الملاجيء.