فى اطارالأجواء الرمضانية ذات الطابع الثوري وما تمر به مصر من أحداث سياسية وقضايا متعددة، أجاب الدكتور سالم عبد الجليل وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون الدعوة على الكثيرمن الأسئلة التى تهم المجتمع المصرى فى هذه الفترة الحرجة التى تشهدها البلاد. وكان هذا نص الحوار الذي أجرته بوابة الوفد الألكترونية مع الدكتور سالم عبد الجليل.
*فى البداية حدثنا عن دور وزارة الأوقاف في حل قضية الأئمة المستبعدين أمنيا؟
**المستبعدون أمنيا نوعان، هما إمام وخطيب صدر له قرار تعيين ومع صدور القرار بدأ توليه للوظيفة ثم تدخل الأمن وأوقفه أمنيا، وهذا أصدرنا قرارا بعودته إلى وظيفته.
النوع الثانى :هم مجموعة من الخطباء تم عمل الاختبارات لهم إلا أنه مع أحداث ثورة يناير فقدت نتائجهم ولم يستدل على من اجتاز الاختبارات ممن فشل فيها، فعرضت عليهم وزارة الأوقاف إعادة الاختبارات إلا انهم رفضوا، مؤكدين اجتيازهم للاختبارات مما يجعل إعادة الاختبارات من وجهة نظرهم نوع من المماطلة والأمر معلق حتى الأن في حل هذه القضية.
*وماذا عن ضعف المرتبات داخل وزارة الأوقاف؟
ضعف المرتبات ليس فقط بوزارة الأوقاف ولكنه بكل الوزارات والهيئات، إلا أننا بوزارة الأوقاف نحاول تجنب وتغطية هذا الوضع بقدر الإمكان ببعض الحوافز المتميزة وهذا بدوره سيرفع من مستوى الأئمة.
*بشكل عام هل أنت راض عن حال الأئمة الآن؟
** لو أعطي موظف في الدولة الآن عشرة أضعاف ما يأخذ سوف يكون ساخطاً لأن الغلاء شديد جداً، لكننى راض عن الجهد المبذول لتحسين دخل الأئمة.
* رأيك فى وثيقة الأزهر وكيف يتم الرد على من يعتبرها وثيقة علمانية وليست اسلامية؟
**وثيقة الأزهر هى أفضل وثيقة موجودة على الساحة حتى الأن لانها تحقق المبادىء والعدالة الانسانية كما أنها خرجت علينا بمبادىء تصلح بالفعل لتكون حكما بين التيارات السياسية المختلفة ومجالا لتشاور جميع القوى لنخرج فى النهاية بوثيقة تحقق المبادىء الانسانية وتقيم العدالة لكل الخلق بلا استثناء. وأنا أرد على من يرونها وثيقة علمانية أنها وثيقة اسلامية وتصلح للأخر الذى نحترمه ونقدره داخل مجتمعنا المصرى الذى دائما وأبدا فى ترابط بين مسلميه مع مسيحييه، وأؤكد على أن مفهوم الدولة المدنية غير صحيح ولكن هناك مجتمع مدنى ومجتمع مؤسسى .
*ماهى أخر تطورات أنشاء نقابة الدعاة والأئمة؟
** النقابة أخذت طريقها ومسارها الطبيعى، وقد قمت برفع مذكرة لمجلس الوزراء لرفعها بدوره للمجلس العسكرى حتى يتم الموافقة على انشاء النقابة فى أسرع وقت.
*مارأيك فى رجوع وزارة الأوقاف لحظيرة الأزهر الشريف؟
الوزارة والأزهر متفقان تمام الاتفاق ك فنيات وعلم وثقافة وفكر، إلا أننا مختلفان تمام الاختلاف إداريا، فهذه ميزانية وهذه ميزانية.
فى الوقت نفسه فأن أعباء الأزهر الشريف كبيرة جدا، فهناك أكثر من 8 الأف معهد بالإضافة إلى عشرات الكليات، فلا يستطيع الأزهر تحمل عبئ عشرات الألاف من المساجد أيضا، فالانفصال ميزة وليس عيب لانه فى الوقت الحالى دمج وزارة الأوقاف مع الأزهر غير نافع وليس فى صالح الدعوة وضرره سيكون على الطرفين أكبر من الاستفادة منه.
*مارأيك فى أزمة المساجد بعد ثورة يناير وسيطرة بعض التيارات السلفية عليها مثل أزمة مسجد النور وهل تم التوصل لحل أزمة مسجد النور؟
** كل هذه الأمور ستحل مع مرور الوقت أى أن الزمن سيكون جزء من العلاج ونحن نسعى جاهدين لحل أى ازمة داخل المساجد، وأزمة مسجد النور مازالت قائمة لكننا نسعى لحلها فى أقرب وقت .
* أين دور الأزهر فى مواجهة وتصحيح الأفكار المتشددة المنسوبة للإسلام باعتبار الأزهر حامل لواء الوسطية فى الإسلام؟
هذه التيارات ليست جديدة إلا انهم كانوا فى الظل أو مخفيين بل بعضهم وأكثرهم كانوا معتقلين وممنوعين، فالشىء الطبيعى انه عندما تأتى الحرية نجد أن هذا العدد الكبير من التيارات موجودة على السطح بشكل كبير وهم بالطبع معذورين، إلا أن وجودهم بكثافة لا يعنى غياب دور الأزهر لكن هو نتيجة فعلية للضغط والتضيق الذى كان موجود فى السابق.
*ولكن دور الأزهر ضعف الأن؟
**بالطبع هناك ضعف ما بالأزهر الشريف إلا أن الأزهر بدأ فى استعادة قوته من جديد خاصة مع تلك الوثيقة التى التف عليها كافة التيارات السياسة.
* كيف ترى أداء جماعة الاخوان المسلمين كجماعة ملتصقة بالدين وتسعى إلى السياسة؟
** جماعة الاخوان المسلمين لديها قدرة على ضم عدد كبير ممن ترى فيه نشاطا أو نجاحا ،وأنا أرى أنها استفادت كثيرا من اخطائها في الفترة الماضية وأعطت نموذجا جيدا في الوسطية المقبولة نوعا ما.
*كيف تقيم الخطاب الديني الذي يصل إلى عقول الشباب سواء من خلال المسجد أو الكنيسة؟
** لا أنكر أن هناك تراجعا في الخطاب الديني، ليس فقط عند أئمة الأوقاف، ولكن أيضاً داخل الكنيسة وبعض الأفكار المتشددة هنا وهناك، إلا أننا نأمل بعد ثورة 25 يناير مع ما رأيناه من عقول ناضجة وواعية أن نرتقى بشكل الخطاب الدينى ويأخذ كلا مكانته العلمية والدينية فى ظل ديمقراطية وحرية تتيح التثقف والثقافة الدينية .