شن طيران التحالف العربي اليوم قصفا عنيفا على مناطق عدة في العاصمة اليمنية صنعاء، ما أدى إلى وقوع انفجارات متتالية واندلاع النيران وتصاعد أعمدة الدخان بكثافة في سماء العاصمة. وقال سكان بالعاصمة اليمنية إن غارات جوية شنها التحالف العربي هزت المدينة مستهدفة بشكل أساسي قواعد عسكرية مرتبطة بالمقاتلين الحوثيين. وأشار مسئولون حوثيون إلى سقوط ضحايا، دون أن يذكروا تفاصيل أخرى. وقال سكان بالعاصمة إن طائرات حربية شنت ما لا يقل عن 10 ضربات شمالي صنعاء ما أحدث انفجارات ضخمة. كما شن طيران التحالف أعنف الغارات الجوية على معسكر الفرقة الأولى مدرع ومجمع 22 مايو العسكري بعد أن قامت ميليشيات الحوثي وصالح بسحب معدات وآليات عسكرية من عدة معسكرات إلى مخازن الفرقة. ووجه طيران التحالف ضربات موجعة لميليشيات الحوثي في محافظات، ونفذ قصفا متواصلا يستهدف تجمعاتهم ومستودعاتهم. كما استهدف مقار الحوثيين في مكتب التربية والبنك اليمني والمعهد المهني ومعسكر الحرس الجمهوري والمجمع الحكومي ومنزل محافظ صعدة والعديد من مواقعهم في مناطق العند والخفجي وصخيان. وتسببت غارتان جويتان على تجمعات ميليشيات الحوثي في منطقة الحوبان في مقتل عدد من عناصرها، كما استهدف طيران التحالف موقعاً لهم في جبل جرة بمحافظة تعز، كما شن طيران التحالف 4 غارات جوية على تجمعات لميليشيات الحوثي في مدينة قعطة شمال الضالع، فيما استهدفت عدة غارات مواقع الحوثي في محافظة صعدة المعقل الرئيسي للميليشيات. ونجح طيران التحالف في استهداف تعزيزات عسكرية لميليشيات الحوثي في منطقة المعراضة غرب اليتمة بمحافظة الجوف، وقتل عدد من ميليشيات الحوثي، بينهم قياديان. كما شن طيران التحالف غارات جوية على مواقع للحوثيين في منطقة صرواح، غربي مأرب. وأصابت الغارات منزل قيادي حوثي في محافظ إب بوسط اليمن واستهدفت مناطق في محافظة صعدة في الشمال ومحافظة لحج في الجنوب. واستهدفت غارات طيران التحالف العربي مواقع وتجمعات للحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في مناطق متفرقة من مدينة عدن، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. واستهدفت الغارات المدخلين الشرقي والشمالي لعدن، بالإضافة إلى غارات أخرى في منطقة خور مكسر، وبئر أحمد الواقع غربي المدينة. وذكرت مصادر أن الطيران شن أيضا 5 غارات على مقر اللواء 25 ميكا في منطقة عبس الحدودية في محافظة حجة. وبغطاء من قوات التحالف العربي، تواصلت جهود رجال المقاومة الشعبية، حيث نجح كمين للمقاومة في قتل قيادي حوثي و6 من مرافقيه في منطقة العرقوب بمحافظة أبين، بينما قصفت قوات التحالف منزل أحد قياديي ميليشيات الحوثي يدعى علي الشاهري. في الوقت ذاته ، قصفت القوات البرية السعودية بالمدفعية مواقع للحوثيين في مديرية بكيل المير والمزرق في محافظة حجة الحدودية، كما شهدت محافظة تعز قصفا عشوائيا كثيفا من جانب المتمردين، استخدموا خلاله الدبابات والمدفعية الثقيلة في قصف على عدد من الأحياء السكنية مثل الروضة والموشكي والأخوة. يأتي ذلك بعدما شهدت بعض المناطق، لا سيما حوض الأشراف، مواجهات متقطعة بين المقاومة الشعبية من جهة والحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى. وأيد مجلس الامن الدولي مساء أمس الأول دعوة اطلقها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لارساء هدنة انسانية جديدة في اليمن، مطالبا اطراف النزاع في اليمن ببدء مفاوضات سلام في اسرع وقت. وقال اعضاء مجلس الامن في بيانهم انهم يؤيدون دعوة الامين العام للامم المتحدة لارساء هدنة انسانية اخرى من اجل السماح بوصول المساعدات الى الشعب اليمني بصورة عاجلة. وجرت أمس اتصالات سياسية ودبلوماسية على أكثر من صعيد، في محاولات حثيثة لإيجاد حل للأزمة اليمنية. وفي هذا الإطار، عقدت جلسة مغلقة لمجلس الأمن أمس بناء على طلب روسي، فيما تواصلت الاتصالات لتحديد موعد انعقاد لقاء جنيف بانتظار موافقة مختلف الأطراف. واقترحت بريطانيا في 10 يونيو الجاري موعداً لعقد اللقاء التشاوري حول اليمن في جنيف بمشاركة جميع الأطراف اليمنية. وقد أبدى الأردن اعتراضه نيابة عن المجموعة العربية والخليجية على العديد من النقاط على البيان البريطاني، مطالباً بإجراء تعديلات عليه. واعترضت المجموعة العربية على فرض تاريخ محدد من دون التشاور مع الأطراف المعنية. كما تناول البيان البريطاني مناشدة مجلس الأمن لجميع الأطراف الحضور من دون شروط مسبقة. واقترح مجلس التعاون إضافة الحضور بنوايا صافية. وتضمن البيان البريطاني أيضاً أن تكون المشاورات بقيادة الأممالمتحدة، واقترح الجانب الخليجي أن يكون ذلك وفق المبادرة الخليجية والقرار 2216 ومخرجات الحوار الوطني. وقالت مصادر دبلوماسية إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يستعد للإعلان عن موعد عقد اللقاء فور إعلان جميع الأطراف الموافقة عليه. وكانت جهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ نجحت في الحصول على موافقة الحكومة اليمنية للمشاركة في اللقاء التشاوري في جنيف في ظرف الأسبوعين القادمين من دون تحديد موعد قاطع لذلك، وهي موافقة مرهونة بتنفيذ المتمردين للقرارات الأممية. وكشف المتحدث باسم الحكومة اليمنية عن توجه لعقد محادثات مباشرة بين السلطة الشرعية والمتمردين بشأن الأزمة في بلاده، وذلك بعد أيام على إعلان الأممالمتحدة تأجيل المباحثات التي كانت مقررة في جنيف. وقال راجح بادي «هناك جهود ومشاورات من أجل عقد لقاء تشاوري بين السلطة الشرعية والمتمردين الحوثيين في جنيف برعاية الأممالمتحدة في غضون أسبوعين». وكانت الحكومة قد ربطت مشاركتها بعقد المؤتمر تحت سقف المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار وقرار مجلس الأمن، الذي يطالب المتمردين بتسليم السلاح والانسحاب من المناطق. وعقد موفد أمريكي للمرة الأولى محادثات مع المتمردين الحوثيين اليمنيين في مسقط لإقناعهم بالمشاركة في مؤتمر سلام يؤمل عقده قريبا برعاية الأممالمتحدة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، ماري هارف، إن كبيرة الدبلوماسيين الأمريكيين للشرق الأوسط، آن باترسون، التقت في سلطنة عمان ممثلين لأطراف معنيين بالنزاع المستمر في اليمن، بينهم ممثلون للحوثيين، في محاولة لإقناع جميع الأطراف بالمشاركة في مؤتمر السلام المقترح عقده في جنيف. وأوضحت هارف أن الاجتماع مع الحوثيين استهدف إلى تعزيز فكرتنا القائلة ان حلا سياسيا للنزاع في اليمن ليمكن التوصل إليه وأن كل الأطراف بمن فيهم الحوثيون ينبغي أن يشاركوا فيه. ولفتت إلى أن باترسون توجهت أيضا إلى المملكة السعودية لإجراء مشاورات حول بشأن النزاع اليمني مع مسئولين سعوديين والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.