يعد المشهد الدامى الذي تداولته مواقع الإنترنت والفضائيات لبلطجية يحملون الأسلحة البيضاء ويذبحون شاباً أمام أسرته والذى شاهده الملايين أقل وصف للمأساة التي تعيشها منطقة أبوسليمان وشارع «الترعة المردومة» شرق الإسكندرية دائرة الرمل ثانى.. التى تعاني الأمرين من سيطرة البلطجية والانفلات فى البناء وانعدام النظافة والنظام واختفاء المرور، بل اختفاء أى مظهر من مظاهر وجود دولة.. ليؤكد أن جمهورية أبوسليمان دولة داخل الدولة لها حكامها وقوانينها.. هذه المنطقة التي سجلت أعلى كثافة سكانية بدائرتها رمل ثان والتي تضم تكتلات لسلفيين وإخوان، اللاعب الأكبر في الانتخابات بالإسكندرية بوصفها كتلة تصويتية هي الأكبر بالمحافظة. تحت سمع وبصر المسئولين في البداية تقول سيدة حسن، 55 سنة، بائعة خضار بشارع الترعة المردومة: لقد أصبح الفقر بالمنطقة والمناطق الشعبية بالإسكندرية غولاً ينهش في جسد الصغير قبل الكبير، ناهيك عن المأساة التي نعيشها بسبب البلطجة حيث تشهد المنطقة دائماً مشاجرات بالأسلحة النارية والبيضاء، بسبب عدم التواجد الأمنى وهو ما يجعلنا نعيش في رعب، بجانب أكوام القمامة المنتشرة وأصبحت شوارع المنطقة مرتعاً للحيوانات الضالة والحشرات، وتقدمنا بالعديد من الشكاوى إلى المسئولين بالمحافظة ولكن دون جدوى. كوبرى الناموس وفى منطقة كوبرى الناموس يقول كامل عادل، موظف من سكان المنطقة: منذ أن اندلعت ثورة 25 يناير قام بعض الأهالى بتخريب شارع الترعة الذي قام بتجميله المحافظ السابق اللواء عبدالسلام المحجوب، حيث قاموا بإلقاء أكوام الردم والقمامة في المياه وعلى جانبيها مما شوهها تماماً تحت بصر الجهات المعنية والمسئولين. كما أضاف أن المنطقة شهدت فوضى في عملية البناء خلال الفترة ما بعد ثورة يناير يعادل ما كان موجوداً من قبل، والغالبية في ذلك بدون استخراج التراخيص اللازمة لعملية البناء وهو ما قد ينذر بكارثة في المستقبل القريب وكل هذا الكم من المبانى التي تباع وتشترى دون أدنى تحرك من المسئولين. بين البلطجية والنباشين كما يقول سليمان سعيد، تاجر: إن القمامة تملأ الشوارع بسبب عدم رفعها و«الفريزة» الذين اتخذوا المنطقة وشارع أحمد أبوسليمان مكاناً لهم لتجميع البلاستيك والكرتون وتسببوا في إغلاقه أمام حركة المارة والسيارات، بالإضافة إلى أن «مغاسل السيارات» التي يحميها البلطجية تسبب في إغراق الشوارع بالمياه والتي تؤدى إلى طفح المجارى المستمر منذ فترة طويلة، ويشاركه الرأي على موسى، ميكانيكى، 54 سنة، مضيفاً أن المنطقة بها أكثر من 300 «نباش» متخصص في فرز القمامة ويبدأ عمله منذ الصباح الباكر وحتى منتصف الليل ويحرص كل واحد منهم على اصطحاب مجموعة من الأطفال معه في مهمته علي عربته الكارو أو التروسيكل ويحرص النباش علي تقطيع أكياس القمامة لتبدأ الفوضى العارمة في الشارع وأشار إلى أن يومية الطفل النباش تتجاوز ال40 جنيهاً ولا توجد أى أعمال نظافة بالمنطقة. ويضيف خليل حمودة، عامل، 43 سنة: معظم سكان المنطقة من العمال الحرفيين ومع قلة العمل في السوق انتشرت أعمال البلطجة مثل سرقة السيارات والمحلات والمنازل وأصبحت هي اللغة السائدة بالمنطقة خاصة أن قسم شرطة الرمل ثانى لا يحضر إلا نادراً مما تسبب في زيادة معدلات الجريمة وخاصة على شارع الترعة والتي تسير فيه السيارات بدون لوحات معدنية وتتسبب في الكثير من الحوادث دون أى رقابة من رجال المرور الذين لم تشاهدهم بالمنطقة منذ سنوات. وأضاف سلامة الكابتن صاحب قهوة: أننا نعاني من نقص الخدمات وتراكم القمامة في كل مكان نتيجة زيادة الأسواق الجديدة والتى تتجاوز 3 أسواق بنفس المنطقة وأن الأهالى تقدموا بعدة شكاوى إلى مسئولى حى شرق والمحافظة دون جدوى وطالب المسئولين بالنزول إلى المنطقة لمشاهدة الواقع المؤلم الذى يعيشه أهلها. مافيا الميكروباص كما يقول على عبدالعظيم 67 سنة بالمعاش: إن المنطقة تشهد كل أنواع البلطجة دون رادع من مافيا المشاريع الذين يتفننون في تقسيم المسافات وسائقى التوك توك والتريسكلات الذين يسيرون في الاتجاهات العكسية والضرب والإهانة يكون مصير من يقف أمامهم. ومن جانبه طالب الدكتور عادل السراجى، مرشح الوفد لمجلس الشعب عن دائرة الرمل ثانى، بضرورة إنشاء نقطة بشارع أحمد أبوسليمان لأن رجال قسم شرطة الرمل ثانى لا يتحركون للمنطقة إلا بعد وقوع الكارثة ويومياً تحدث مشاجرات وإصابات للأهالى بالمنطقة بعد زيادة أعداد البلطجية، كما أن غياب الرقابة بحي شرق تسببت في زيادة انتشار أعمال البناء ومخلفات البناء في كل مكان. ويضيف: لابد أن تفرض الدولة سيطرتها على هذه البقعة التي تعد قنبلة موقوتة ومرتعاً للبلطجة والعشوائيات والإهمال قبل وقوع الكارثة.