تختلف مظاهر عيد الفطر لدى المواطنين الفقراء بالإسكندرية عن الأعوام الماضية, حيث لم تعلق الزينة في الشوارع وغابت مظاهر البهجة, بسبب تفاقم الفقر بعد عام من الذل والدماء، جلس فيه الإخوان على سدة الحكم وكان ل"الوفد" لقاء مع بسطاء منطقة الترعة المردومة بشرق الإسكندرية لرصد أحوالهم في عيد الفطر المبارك. قال محمد السيد بائع ومن سكان المنطقة –إن المنطقة يخيم عليها الحزن بسبب وفاة الشهيد أحمد أحمد متولي البالغ من العمر 14 عاما على يد مليشيات جماعة الإخوان يوم الجمعة 28 يونيو بمنطقة سيدي جابر أثناء الاشتباكات الدامية التي اندلعت بين المتظاهرين وجماعة الإخوان, واستطرد قائلا: كما أن المنطقة امتلأت بالقمامة وأصبحت شوارع المنطقة مرتعا للحيوانات الضالة والحشرات, وتقدمنا بالعديد من الشكاوى إلى المسئولين بالمحافظة ولكن دون جدوى. وفى منطقة باكوس قالت أمنية السيد من قاطنى المنطقة، دخل علينا العيد ولا نستطيع شراء ملابس جديدة أو مستعملة لأولادنا لقد أصبح الفقر بالمنطقة والمناطق الشعبية الفقيرة بالإسكندرية غول ينهش في جسد الصغير قبل الكبير، ناهيك عن المأساة التي نعيشها بسبب الانفلات الأمنى والمتزايد يوم بعد يوم, وتشهد المنطقة دائما مشاجرات بالأسلحة النارية وكافة أنواع الأسلحة بين البلطجية بالمنطقة وهذا طبعا يرجع إلى عدم التواجد الأمنى بالمنطقة, وهو ما يجعلنا نعيش في رعب, بجانب أكوام القمامة المنتشرة على قضبان السكك الحديدية الخاصة بقطار الضواحي أبو قير, ولهذا لم نهتم بزينة العيد أو كعك العيد الذى يكلف ما لا نطيقه. وفى منطقة كوبرى الناموس.. قال السيد أحمد أحد قاطنى المنطقة– تعودنا على تعليق الزينة وصنع الكعك استعدادا للعيد ولكن هذا العام المنطقة ينقطع عنها المياه بشكل مستمر, وتقدمنا إلى الشركة المعنية ولكن دون جدوى ونقوم بملء الجراكن من مناطق بعيدة عنا, وقمنا بقطع طريق المحمودية منذ شهرين لهذا الأمر ولكن يستمر قطع المياه بالأيام عن المنطقة. وفى منطقة أبو سليمان على طريق ترعة المحمودية, قال مصطفى عبد الرحيم أحد قاطنى المنطقة – المنطقة مفتقدة جميع النواحي الجمالية والزينة, منذ أن اندلعت ثورة 25 يناير قام السكان بتخريب الترعة التى قام بتجميلها المحافظ السابق اللواء عبد السلام المحجوب, واستطرد قام الأهالى بإلقاء أكوام الردم والقمامة فى المياه وعلى جانبيها مما شوهها تماما تحت أبصار الجهات المعنية والمسؤلين . وأشار صابر محمد أحد البائعين إلى أن الأسعار ارتفعت خلال عام حكم الرئيس المعزول محمد مرسى ولم أستطع شراء ملابس لأولادى, كل عام أكتفى بشراء ملابس لهم وأكتفى أنا بارتداء ملابسى القديمة, كما لم أستطع شراء كعك العيد لارتفاع سعره . وقالت سوسن أحمد - بائعة خضروات – تركت شقتي فى منطقة العطارين بعد أن جاءنى إنذار إزالة ولم أجد منزلا أعيش فيه بعد أن سقطت أجزاء عقار فى شارع مالك, أجرت حجرة فوق السطح , ولا أشعر بطعم فرحة العيد. وقال إيهاب القسطاوى من قاطني منطقة العجمي، يعانى مواطنو المنطقة من أكوام القمامة المتراكمة فى الشوارع التى لا تجد من يزيلها، وكذلك تعدى الباعة الجائلين وسائقو مركبات الأجرة على الشوارع وبالإضافة إلى مياه الصرف الصحي التى تحاصر المنطقة من جميع جوانبها، بعد أن كانت العجمي هى قبلة المصطفين من شتى بقاع الجمهورية. ويضاف إلى مشاكل العجمي أيضا أن الفترة الأخيرة شهدت فوضى في عملية البناء، حيث أن ما شيد من عمارات خلال الفترة ما بعد الثورة يعادل ما كان موجود من قبل والغالبية في ذلك بدون استخراج التراخيص اللازمة لعملية البناء وهو ما قد ينذر بكارثة في المستقبل القريب وكل هذا الكم من المباني غير المرخصة تشيد وتباع دون أدنى تحرك من الجهات المختصة.