الأغنية الشعبية والتراث الشعبى يمثلان موروثاً ثقافياً، والشعب المصري بطبيعته يعشق هذا اللون لأنه يعبر عن وجدانه بشكل واقعى، منذ أكثر من عام ظهرت على السطح إذاعة شعبيات ثم ألغتها الدكتورة درية شرف الدين وزير الإعلام في تلك الفترة. مؤخراً عادت إذاعة شعبيات وهي إحدى الإذاعات التابعة لشركة راديو النيل. وتم تعيين الإذاعى خالد فتوح، مديراً لهذه الإذاعة الذي كان له فضل كبير في ظهورها. تحدثنا معه حول دور الإذاعة فى المرحلة القادمة.. فقال: يخطئ من يتصور أن الشعبيات تعني أن نذيع أغاني هابطة أو دون المستوى مثل أغاني شعبان عبدالرحيم أو أغاني المهرجانات التي تذاع الآن، فالإذاعة علي العكس تماماً نحن نعتبر أنفسنا قائمين علي إحياء التراث الشعبى المصرى. إذاعة شعبيات بشكلها الجديد ستكون مسئولة عن الكشف عن كنوز الغناء الشعبى والصور الغنائية والأوبريتات الشعبية طبعاً بداية من العمالقة محمد عبدالمطلب وشفيق جلال ومحمد رشدى ومحمد العزبى ومحمد قنديل وسعاد مكاوى وسيد إسماعيل وسيد مكاوى وعايدة الشاعر وشريفة فاضل وعمالقة آخرين ربما لم يأخذوا حقهم، منهم: «أبو دراع وبدرية السيد وبحر أبو جريشة ومحمد طه»، والصور الغنائية الخالدة «عرف الأصيل» قِسم «يا ترى أنت» «فين يا مرزوق» و«عواد باع أرضه» و«الليلة الكبيرة» و«الدندورما».. كل هذه الصور الغنائية محفورة في وجدان الملايين وسيكون لها أهمية خاصة لدينا. الشخصيات الحديثة لن نقترب منها إلا في أضيق الحدود، بمعنى أننا لا نسمح بأى أغان هابطة لن نذيع لشعبان عبدالرحيم مثلاً. نحن إذاعة دورنا الأساسى استفادة التراث الشعبى الذي ربما ضاع وسط هوجة الإسفاف الغنائى، الذي نعاني منه منذ سنوات. يخطئ من يتصور أننا سنذيع أغاني هابطة والترات الشعبى ملىء بالأعمال المحترمة التي عبرت بالفعل عن واقع الشعب المصرى في عقود كثيرة رغم أننا لن نعمل تحت مظلة الإذاعة المصرية، ولكننا تربينا في الإذاعة ونعي تماماً قيمة الكلمة المغناة ربما سنعمل بشكل تجارى لكن مهمتها الأساسية ستكون الحفاظ علي الذوق العام.