مر أمس 13 عاماً علي رحيل أحد رموز السينما المصرية أحمد مظهر، والذي أطلق عليه فارس السينما، الذي أبدع علي مدار أكثر من 40 عاماً عشرات الروائع السينمائية، رغم بدايته المتأخرة نسبياً، حيث ترك الحياة العسكرية للتفرغ للفن. المعروف أن أحمد مظهر قد تخرج في الكلية الحربية 1938 دفعة الزعيمين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات، وكان قريباً جداً منهما. بدأ مشواره السينمائى في النصف الثانى من الخمسينيات. كانت بدايته الحقيقية فى دور الأمير علاء فى فيلم «رد قلبي» وجذب الأنظار إليه بشدة وكان ذلك عام 1957، وأصبح أحمد مظهر أحد فرسان السينما، تنوعت أدواره بين الرومانسية والأدوار التاريخية والكوميدية أحياناً. في المرحلة الأولى تألق بشدة في أفلام «دعاء الكروان» و«الطريق المسدود» مع فاتن حمامة، و«النظارة السوداء» مع نادية لطفى، و«غرام الأسياد» مع لبنى عبدالعزيز، و«مع الذكريات» مع مريم فخر الدين، و«غصن الزيتون» و«الجريمة الضاحكة» مع سعاد حسنى. في عام 1962 قام أحمد مظهر ببطولة فيلم هو الأضخم إنتاجاً في تاريخ السينما المصرية «الناصر صلاح الدين» حيث جسد شخصية صلاح الدين الأيوبى القائد العربى المنتصر بمستوى لا يقل عن أي فنان في العالم. كما برع أيضاً في تجسيد شخصية القائد سيف الدين قطز في فيلم «واإسلاماه» ولا ننسي أدواره الأخرى فى حقبة الستينيات في أفلام: «الأيدى الناعمة» و«الزوجة العذراء»، و«أنا بريئة»، و«اللقاء الثانى»، و«نادية»، و«لصوص لكن ظرفاء»، و«القاهرة 30». وفى حقبة السبعينيات قدم أدواراً مختلفة تماماً فى أفلام: «الشيماء» و«إمبراطورية ميم» و«كلمة شرف» و«العمر لحظة» و«شفيقة ومتولى». لن ينسي التاريخ لأحمد مظهر رفضه لتجسيد شخصية خالد صفوان في فيلم «الكرنك» 1975 لشعوره أن هذا الدور يتعارض مع صداقته للزعيم عبدالناصر، لدرجة انفعاله علي كاتب السيناريو الراحل ممدوح الليثي لمجرد عرض هذا الدور عليه. في حقبة الثمانينيات والتسعينيات قل إنتاجه نسبياً، ولم يشارك سوى في عدد محدود من الأفلام منها: «النمر الأسود» و«سيدة الفندق» و«حكاية في كلمتين»، كما قدم مجموعة من الأعمال الدرامية، منها مسلسلات «محمد رسول الله» و«ضمير أبلة حكمت» و«ليالى الحلمية». أحمد مظهر يعتبر حالة فريدة في تاريخ السينما، فارس بمعني الكلمة، كان محل احترام وتقدير الجميع بحسن الخلق والتعامل الراقى مع الجميع، أعماله السينمائية ستظل خالدة في زمن كان بحق عصر السينما الجميل، رحل يوم 8 مايو 2002 عن عمر ناهز ال85 عاماً.