لا صوت يعلو في ماسبيرو علي إعادة الهيكلة، الكل يتحدث في هذا الموضوع، ورغم تأكيدات المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أشرف العربي وزير التخطيط، وعصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، علي عدم الإضرار بمصالح العاملين وعدم الاستغناء عن أحد بشكل قاطع. ولكن ما زال الخوف يسيطر علي الجميع، وأصبحت الهيكلة هي حديث الناس من المذيعين والفنيين حتي عمال النظافة داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون، الجميع لديهم خوف من المصير المجهول، الكل يضع افتراضاته وتصوراته، ورغم التصريحات المكررة للمسئولين في هذا الشأن لإزالة المخاوف، إلا أن هناك قلقاً يصل إلي الفزع. استطلعت «الوفد» آراء مجموعة من العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون لمعرفة مقترحاتهم، رغم أن الجميع لا يعلم تفاصيل إعادة الهيكلة، والمفروض أنها ستطبق خلال هذا العام. نادية مبروك، رئيس قطاع الإذاعة، أكدت بشكل قاطع: لم ولن يُضار أحد من قطاع الإذاعة من إعادة الهيكلة، ولكن المطلوب من جميع العاملين التطوير والإبداع كل في مجاله، مطلوب أن يتناسب العمل في المرحلة المقبلة مع متطلبات العصر، بحيث يكون حجم العمل مناسباً للأجر المجزي الذي يحصل عليه العاملون، هذا هو محتوي إعادة الهيكلة بالإذاعة، وأؤكد للمرة الثانية لن يُضار أحد. وبالنسبة لإعادة النظر في عدد ساعات الإرسال الإذاعي، قالت: هذا الأمر غير مطروح لأن تقليل عدد ساعات الإرسال في أي شبكة يؤثر بشكل مباشر علي الإذاعيين من الناحية المادية. ولكن بالنسبة للإذاعات الموجهة، ملفها حالياً أمام عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وهذه الإذاعات موجهة لصالح الأمن القومي المصري، والمفروض أن يكون دورها الأكبر في أفريقيا، ولسنا في حاجة للإذاعات الأخري الموجهة لبعض المناطق في العالم مثل دول أمريكا اللاتينية مثلاً. وبالنسبة لشركة راديو النيل، قالت: هذه الشركة كيان منفصل تماماً عن الإذاعة ولا تخضع لقوانين الإذاعة ولا سلطة لي علي هذه الشركة. ناهد سالم، رئيس القناة الثانية، أكدت أن إعادة الهيكلة من وجهة نظري تتطلب أن تسهم الدولة بشكل أكبر في دعم الإعلام الرسمي، حتي لو وصل الأمر إلي إجبار الشركات علي الإعلان في قنواته، وليس من المعقول، أن تقسم التورتة الإعلانية علي الفضائيات دون التليفزيون الرسمي. ويجب علينا كتليفزيون، أن نستعيد مذيعينا الذين أصبحوا نجوماً، مثل إيمان الحصري وأسامة كمال، ليس عيباً أن نستعين بشركات ووكالات لعودة الطيور المهاجرة، كما أن إعادة الهيكلة تتطلب إعادة النظر بشكل كامل في القطاع الاقتصادي الذي فشل بشكل ذريع في التسويق.. أقولها وأجري علي الله، بصراحة اتحاد الإذاعة والتليفزيون يحتاج لشخصيات من نوع معين لتعود الريادة لنا، أعتقد بشدة أننا بحاجة لشخصيات مثل صفوت الشريف والراحلة سهير الأتربي والراحل ممدوح الليثي، هؤلاء كان لديهم قدرة فائقة علي الإنجاز والإبداع. وأكد الإذاعي محمد فؤاد، مدير عام المنوعات بشبكة البرنامج العام، المفترض أن يتحول اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلي هيئة خدمية، وليست اقتصادية. إعلام الدولة ينبغي أن تخصص له ميزانية مثل التعليم والصحة والأوقاف، لأنه لا يقل خطورة عن هذه المؤسسات ولابد من إعادة تقييم كافة البرامجيين، الكفء يستمر، وإعادة تأهيل وتدريب ممن قل عطاؤهم.. ومن لا يصلح ليس عيباً أن يتجه للعمل الإداري. أعتقد أن هناك قنوات يجب أن تتحول لقطاعات اقتصادية مربحة، مثل قناة «النيل للرياضة» وقناة «نايل سينما» وقناة «نايل دراما»، ولتذهب أرباحها لإعادة تأهيل العاملين وتطوير الاستوديوهات. وتقول مني المنياوي، رئيس شبكة الشباب والرياضة: إعادة الهيكلة من وجهة نظري تتمثل في أن يبذل العاملون الجهد علي قدر ما يحصلون عليه من أموال، المبدع والمجتهد يحصل علي حقه، ومحاسبة المقصر، ويجب أن تطبق هذه المعايير علي الجميع، نحن ندرك قيمة الرسالة الإعلامية التي تقدمها.. إعادة الهيكلة ببساطة تتمثل في مجازاة كل مقصر، ومكافأة كل مجتهد.. لا أعلم بالضبط تفاصيل إعادة الهيكلة علي مستوي الاتحاد، ولكن هذا هو شكل الهيكلة الذي أتمناه كقيادة بالإذاعة المصرية. ويقول الإعلامي عبدالمجيد خصر، نائب رئيس قطاع القنوات الإقليمية السابق: موضوع الهيكلة مهم وضروري في تلك المرحلة، في ظل التطور الذي حدث عقب ثورة 30 يونية، مبني ماسبيرو هو الأمل الوحيد للإعلام المصري، ولابد من وضع الأمور في نصابها. يجب الإسراع فوراً في عمل شركات إنتاج للإذاعة والإنتاج الدرامي، ولابد من خصخصة قنوات التليفزيون وتحويلها لشركات، والعمل بأسلوب غير تقليدي، والتفكير خارج الصندوق من خلال فرض رسوم خاصة بالإذاعة والتليفزيون علي فواتير الكهرباء. أعتقد أن الحلول المبتكرة هي الحل الأمثل لإعادة الهيكلة بشكل صحيح، ويجب أن يعي كل إعلامي حقيقية دوره لأننا جميعاً في النهاية أصحاب رسالة. يقول الإذاعي، حسن مدني، مدير عام البرامج الثقافية بشبكة البرنامج العام: إعادة الهيكلة من وجهة نظري لابد أن تتضمن الاستفادة من جميع الكفاءات الموجودة داخل قطاع الإذاعة المصرية، تضم كفاءات علي أعلي مستوي، يجب أن تكون الكفاءة هي المعيار الوحيد، بعيداً عن أي هوي شخصي. إعادة الهيكلة لابد أن تتضمن وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ولا أشعر بأي خوف علي «أرزاق» العاملين، أتمني أن تكون الهيكلة بداية لوضع اتحاد الإذاعة والتليفزيون علي الطريق الصحيح.