لا صوت يعلو في هذه الأيام بدولة ماسبيرو على صوت هيكلة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وذلك لما لكلمة الهيكلة من سمعة سيئة لارتباطها ارتباطا وثيقا بالبتر والقطع، بدلا من حل القضايا العالقة بأسلوب العلاج طويل المدى. وكثيرا ما يعتبر أبناء ماسبيرو أن الهيكلة تعني فصلهم وتشريدهم باعتبارهم عالة على المبنى المتكدس بالعاملين، وأن ذلك هو الحل الأوحد لكل مشاكل الجهاز المتضخم الذي يب لغ حجم العاملين به 42 ألف عامل مما يجعل من كل محاولات إصلاحه كالحرث في البحر . «النهار» استطلعت رأي العاملين بماسبيرو من خلال هذا التحقيق لنتعرف على رؤيتهم في الهيكلة التي تقوم بها لجنة متخصصة.. في البداية قال المخرج أحمد عبد العليم: في هيلكة ماسبيرو لا بد أن ننتبه إلى بعدين مهمين في المسألة وهما البعد الإنساني والبعد الفني فلابد من إعادة توظيف إمكانيات البشر الذين يعملون في مهام غير مفيدة ففي قناة من القنوات نجد أن هناك حوالي 200 معد و50 مذيعا و5 أشخاص في الإنتاج وهذا أمر غير منطقي وبالتالي فالهيكلة يجب ألا تأتي فوقية وإنما يجب أن يستشار فيها أبناء ماسبيرو لأنهم المعنيون بها وهم الذين سينفذون بنودها ولا بد من إقناعهم بها . وأضاف عبد العليم: إلى الآن لم يستشرنا أحد في الهيكلة رغم أن لدينا أفكارا ورؤى يجب أخذها في الاعتبار خاصة مع إعادة توظيف بعض الإمكانيات البشرية التي نجحت بشكل كبير في بعض القنوات وإذا اعتبرنا مهمة الهيكلة هي إعادة تنظيم البيت للمنافسة على مستوى القنوات الخاصة والقنوات الدولية وعدم الإضرار بالعاملين فإن الهيكلة يجب أن تأخذ وقتها دون أي تسرع لأن أرزاق الناس ليست لعبة.الشفافية مطلوبة وتابع عبد العليم: لابد أن يجتمع في هذه الهيكلة عدد من الأطراف مثل مجلس أمناء الاتحاد والأكاديميين المتخصصين في الإعلام وأبناء ماسبيرو أنفسهم ولابد أن تكون هناك شفافية في هذا الأمر ومن الأفضل أن يعقد مؤتمر كبير لمناقشة هذا الموضوع الهام لأن إعلام دولة كبيرة مثل مصر ليس لعبة في يد أحد . من جانبه قال الإعلامي سامح رجائي رئيس قناة نايل تي في: إذا تحدثت عن القناة التي أرأسها فالأمور كثيرة والهموم متعددة وإنني أرى أنه لابد أن تنسلخ القناة عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون لأنها تعمل لجمهور مختلف في بلاد مختلفة ولا تخدم المواطن المصري في مصر وإنما تعمل في البلاد الخارجية للرد على الشائعات وتصحيح صورة الأوضاع في مصر على عكس كل القنوات المصرية في الاتحاد ومن هنا يأتي الاختلاف ويأتي الفرق وهو الامر الذي يجب أن نضعه في مساره الصحيح . وأضاف رجائي: أرى أن القناة تعمل في إطار المؤسسات التي تقدم خدمات خارجية مثل وزارة الخارجية وهيئة الاستعلامات ووزارة السياحة ومن المؤسسات التي يجب أن تشملها منظومة واحدة توحد بينها ولا ينبغي أن تكون هذه المنظومة بالشكل الحالى الذي تحكمه العشوائية والفوضي ولا يوجد رابط حقيقي بينها وبالتالي فالأمور كلها متداخلة ولا تؤدي القناة عملها لأن الاتحاد يعاني أزمة مالية خانقة تجعلني عاجزا عن تلبية مطالب الأفلام التي ينبغي إنتاجها والمواد الإعلامية التي يجب علي أن أقدمها مثل معاناة الجاليات المصرية في الخارج وغيرها من الأمور التي لا نقف أمامها مكتوفي الأيدي ونتحرك بقلب وعقل مفتوحين بينما اللوائح البالية منذ عشرات السنوات تعوقنا. اأبناء البطة السودا» في حين قال هاني جعفر رئيس قطاع الإقليميات: إن قطاع الإقليميات اليوم مليء بالمشاكل والمعوقات التي لا حصر لها والتى تمنع القطاع من مجاراة القنوات الفضائية الخاصة وبالتالي يجب حل هذه المشاكل بكل سرعة . وأضاف جعفر : أنشئ القطاع كفكرة طارئة فى رأس أنس الفقى دون هيكل إدارى سوى درجات وظيفية لرئيس القطاع ونوابه ورؤساء القنوات فقط ، كما أن القطاع أنشئ دون أى دراسة حقيقية لمتطلباته بل اعتمادا على فلسفة «خارج البيت» فبدلا من إلقاء بقايا القنوات الأولى والثانية فى القمامة فإنه يعطيها للقنوات الإقليمية، وهذا يحدث فى السيارات والكاميرات لدرجة جعلتنا نشعر أن الإقليمية باتت «بنت البطة السودا» «تاخد البواقى» وتحمد ربنا مما يؤدى إلى قتل الإبداع . أما على مستوى المونتاج فقال جعفر:إننى أستجدى المونتاج عندما تفرغ القنوات الأولى والثانية وأريد أن نبكى على اللبن المسكوب هذا فضلا عن ضعف الإذاعة الخارجية التى أحتاج منها 5 وحدات نقل خارجى على الأقل لاستخدامها فى وحدات المرور وغيرها من الخدمات كأن نتصل بالداخلية فى الأستوديو سواء فى القنوات الحالية أو الأخرى وغيرها إلا أننى لا أجد إلا وحدة واحدة فقط . بينما أكد المهندس حسن حمدي رئيس قطاع الهندسة الإذاعية باتحاد الإذاعة والتليفزيون أن القطاع يمتلك مقومات ضخمة وإمكانيات كثيرة وبنية أساسية هائلة وهو الأمر الذى يساعد الاتحاد على مواكبة التقدم التكنولوجى والتقنى فى العالم كله وكل ذلك لا يمنع وجود عدد من الأمور التي يجب حلها خاصة أنني أعانى من عجز فى المهندسين والوظائف الفنية لمراكز الإرسال محتاج 30 مهندسا و50 فنيا فى كل محطة ونحاول أن نتلافى هذه الأمور أما الجزئية التي تثير القلاقل لدى فى القطاع تقاضى العاملين لأموال بأشكال متفاوتة بين المونتيرين والمصورين . شائعات التسريح من جانبه أكد عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن أغلب ما يتردد حول تعرض العاملين بالتليفزيون لخصومات مالية أو تسريح بعضهم بسبب الهيكلة هو أمر عار تماما من الصحة ولا أساس له ولن يضار أحد في ماسبيرو ماديا أو وظيفيا لأن الهدف من الجلسات مع وزير التخطيط هو فتح آفاق ورؤى جديدة لتطوير موارد الاتحاد المادية، وكل ما تردد حول دمج بعض القطاعات أو إلغائها حسب هيكل تنظيمي جديد غير صحيح لأننا في مرحلة الاستماع إلى وجهات نظر عديدة لوضع تصور لتطوير الاتحاد واكتشاف موارد مالية تساهم في تخفيف العبء عن خزينة الدولة.