"لو مدرس ضربنى هعند معاه"، "موافقة ع الضرب لكن مش ع الجسم"، "لما بنتضرب محدش بيخاف وبيسكت" بهذه العبارات وصف طلاب المدارس من المراحل المختلفة، موقفهم من قضية الضرب في المدارس، وآرائهم تجاهه. لم يرفض الطلاب الضرب بشكل قاطع، بينما اقتصر مطلبهم على ألا يكون مبرحا، وألا يكون "بغباء"، كما أجمعوا أيضا على أن الضرب سمة مميزة للمعلم داخل الفصل، بتنوع الأداة بين العصا وهى الأكثر انتشارا، وبين اليد. فقالت منار، طالبة في الصف السادس الابتدائى، في إحدى مدارس التجريبية، إن هناك بعض المعلمين يضربون التلاميذ بالعصى أو حتى باليد، ولكنه يكون ضربا خفيفا، قائلة "مش ضرب غبى"، مؤكدة أنه حينما اعتدى مدرس بالضرب على طالب بشكل مبالغ فيه عاقبته إدارة المدرسة. وأضافت منار، أن الطلاب الذين يعاقبون بالضرب يمتنعون عن تكرار الفعل، مشيرة إلى أنها لا تفضل الضرب كعقاب قائلة: "لو مدرس ضربنى على حاجة غلط ممكن أعند معاه لكن لو اتكلم باحترام هسمع الكلام" . وفي السياق ذاته، قال أحمد شريف، بالصف الأول الابتدائى، فى مدرسة الوحدة العربية التجريبية، إن المعلمين يعاقبون المشاغبين بالضرب بالعصى، ولكنهم لا يصمتون، قائلا: "محدش بيخاف ولا بيسكت" . وأضافت والدة أحمد، أن الأطفال في هذا السن، أصبح لاشيء يهددهم، ذاكرة أن أحد زملاء نجلها كاد أن يكسر له نظارته، وعندما وبخته والمدرسة، لم يعيرنا انتباها، ولم يكف عن سلوكه العنيف فيما بعد. وعلى صعيد آخر، قال حازم محمد، بالصف الرابع الابتدائى، بمدرسة أزهرية، أنه يوجد بعض المعلمين الذي يلجأون للضرب كعقاب، ولكنه غير موجع، ويكون بالعصا، ولكن ليس هناك ضرب باليد أو على الجسم ولكن على اليد فقط، قائلا "لما حد بيتضرب الفصل كله بيسكت". وعلى جانب آخر، أوضح عبد الرحمن ايمن، بالصف الأول الإعدادى، بمدرسة دولية، أنه لا يوجد ضرب في المدرسة بشكل عام، وبأقصي حد من الممكن أن "يزقه في كتفه ويقوله اسكت بقى"، وفي الحالات الطبيعية الفصل يكف عن الحديث. ولفت عبد الرحمن، إلى أن هناك أحد الطلاب في الفصل، مشاغب في كل الحصص الدراسية: قائلا "بيستظرف كتير"، والمدرسين يعاقبوه بالطرد من الفصل، وأحيانا استدعاء ولى أمره، ولكنه يظل على سلوكياته الخاطئة، قائلا: "حتى مش بيخاف من المديرة". ومن جانبها، قالت منة فؤاد، بالصف الثالث الإعدادى، بإحدى المدارس الحكومية، أن البنات بتستفز الطالب بردودها عليه، الأمر الذي يضطره لضربها، ولكن الضرب يكون على الظهر بالعصا. وتابعت منة، أن الطالبة عندما تذهب لشكوى المدرس إلى المديرة، "مش بتعملها حاجة" وتخبرها بأن هذا المعلم مثل والدها، وهذا الضرب لمصلحتها قائلة: "الضرب عادى عندنا في المدرسة" . وأشارت منة إلى أنها لا تعترض على الضرب في المدارس، ولكن الضرب الطبيعى على اليد، وليس أن يضرب على الظهر أو الجسم، إذ أن هناك معلما ضرب زميلة على ظهرها وأصيبت بسببه، وجاء والدها وحدث شجار كبير مع المدرسة. بينما قالت حبيبة، في الصف الخامس الابتدائى، بإحدى المدارس الحكومية، أن الضرب منع نهائيا في المدرسة، منذ أسبوعين تقريبا، وأخبرتهم المديرة بأن هناك قرارًا وزاريًا بمنع الضرب في المدارس، موضحة أن المديرة حين ترى معلما في يده عصا تجعله يمضى على ورقة ولكنها لا تعرف محتواها، ويدخل المعلم الحصة بالعصى في يده، قائلة "زى عصاية المقشة". وأضافت حبيبة، أن المدرس يضرب المشاغبين فقط ممكن يتحدثون أو يغنون أثناء الحصة، ولكن فيما عدا ذلك "بيذنبهن بس"، مؤكدة أنه حتى مع تكرار هذا العقاب، لا يكف الطلاب عن ممارسة سلوكياتهم الخاطئة، سواء مع نفس المعلم الذي يعاقبهم أو مع المعلمين الآخرين.