من الواجب علىّ أن أعتذر للقارئ العزيز عن تأخري الأسبوع الماضي فقد عجزت الأحوال الصحية عن ملاحقة الأحداث الجارية..!! وترتب على هذا أن تأخري قد ولد - نسبياً – التعمق في كثير من جوانب الاقتصاد المصري الذي وضح أن مصر جادة في بناء اقتصاد يليق بمصر المستقبل وبشعبها بكل فئاته وطوائفه..!!. الملاحظة البارزة في البداية تتمثل في «المؤتمر العالمي» الذي عقد في شرم الشيخ من 13-16 مارس 2015 لبحث دعم الاقتصاد المصري.. عربياً ودولياً..!! ولابد هنا أن تعي أن هذا المؤتمر يختلف تماماً عن المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في مصر في فبراير 1982.. شكلاً وموضوعاً..حيث كنا نتحسس الطريق لتحديد نوعية الاقتصاد الذي نتبعه ومسماه..!! أما هذه المرة فالنوعية محددة وواضحة: «أبناء مصر.. يعيدون بناء مصر.. لصالح كافة فئات الشعب».. وبعيداً عن أية مسميات قد تشوه التوصيف المصري للاقتصاد في تطويره..!!. وقبل محاولة «التوصيف الموضوعي» لمؤتمر شرم الشيخ يكون لزاماً علينا أن نحاول التدقيق في بعض «شكليات» المؤتمر خاصة أن مثل هذه الشكليات تلقى ضوءاً وضوحاً على كثير من الجوانب الموضوعية للمؤتمر.. ومنها: (1) من الواضح أن الكثير من الجهات الدولية قد دعيت لحضور المؤتمر منذ مدة طويلة.. وبالتالي كان حضورها يستند إلى دراسات وتوازنات ايجابية..!!. (2) من العلامات التي برزت هذه المساندة العربية الكبيرة: العربية السعودية، الإماراتية، الكويتية، العمانية، والأردنية.. مساندة «مقدماً» تعنى أن المؤازرة العربية لمصر قوية ومستمرة..!!. (3) لا أجد وصفاً لفرحتي بهذه «الكوكبة» من «رجال الدولة» و«رجال الاقتصاد والمصريين وشباب رجال الأعمال».. مجموعة تتحمل مسئولية المستقبل.. وهى قادرة على انجاز البناء المطلوب..!!. وبالتوازي مع «الجوانب الشكلية» للمؤتمر.. لابد أن نسجل بعض ملاحظات لها أهميتها ومنها: (1) حضور كثير من الدول التي مازالت حتى الآن تتنكر للجهود والأعباء التي تتحملها مصر في مقاومتها للإرهاب.. تأميناً للدولة.. وللأمة العربية.. وللمنطقة ولأوروبا بل والعالم أجمع..!! حتى «زلة لسان» جون كيري (وزير خارجية الولاياتالمتحدة) فإن زلة لسانه بشأن العلاقة بين المؤتمر وإسرائيل.. فإنني لا أعترف بأنها زلة لسان.. بل أراها مقولة تعبر بحق عن السياسة الأمريكية بالنسبة لإسرائيل في المنطقة..!! ومع كل..!!. (2) حضور العديد من المنظمات الدولية التي لها وزنها في المسرح الدولي وفى مقدمتها «صندوق النقد الدولي» ورئيسته.. وسنعود إلى تحليل كلمة السيدة لاجارد في المقال القادم بإذن الله. (3) حضور وفود قوية لعدد من الدول التي – على أقل تقدير – خرجت عن دائرة الدول المعادية أو على الأقل الدول غير الصديقة.. وفى مقدمتها فرنسا وإيطاليا.. وواضح أن البقية تأتى وأن دائرة المدركين للجهود المصرية آخذة في الاتساع..!!. وأخيراً لا يمكن أن نغفل هذا التأمين «الجميل والكامل» لهذا المؤتمر الكبير.. والذي بذل من اجله الكثير من قطرات العرق والسهر واليقظة تأكيداً لإمكانيات أبطالنا من رجال الجيش والشرطة.. وتحيا مصر..!! وتحتم علىّ هنا أن ألحق بمسيرة الرئيس السيسى وأردد بعده: «مصر فوق الجميع.. وتحيا مصر.. ولسوف تحيا..».
