يعد الشباب الباحثون، من وجهة نظر المحللين، هم أمل المستقبل والسبيل لنهضة مصر بعد محاولاتهم الجاهدة لدراسة علوم التكنولوجيا والأسس النظرية العالمية ليستخلصوا منها اختراعات علمية الهدف منها أولاً وأخيرًا التقدم العلمى للبلاد فضلاً عن خدمة المواطن. ولكن في الأونة الأخيرة شهدت تلك الفئة تهميش لذلك الجهد المبذول من قبل وزارة البحث العلمى التى لم تنظر لاختراعات الشباب بعين الجدية والتطور العلمى؛ لذا قامت بوابة الوفد باستطلاع آراء عدد من خبراء البحث العلمى حول تهميش الوزارة البحث للشباب المخترعين فضلا عن دور المؤتمر الاقتصادى فى المساعدة لتطوير الوزارة واستجابتها للاختراعات. قال الدكتور يحي القزاز، أستاذ الجولوجيا بجامعة حلوان: إن قضية تهميش الشباب الباحثين من قبل وزارة البحث العلمى يكمن فى عدم كفاية الميزانية الموجودة بخزانة الوزارة، مشيرًا إلى أن الاختراعات العلمية بحاجة لأموال طائلة. فيما أوضح "القزاز" فى إطار تصريحاته الصحفية ل"بوابة الوفد"، اليوم الأحد أنه يجب أن تضم اللجان المتخصصة فى البحث العلمى بالوزارة الأساتذة الكفء فى ذلك المجال والدارسين فى أكاديميات تكنولوجية معروفة. كما أضاف القزاز أنه يوجد أسس يجب لأن تتوافر فى الباحث ومن أهمها أن يكون قارئًا ومطلعًا على أهم الأسس النظرية العالمية فى مجال البحث العلمى قبل البدء فى الاختراع ، لافتًا إلى بعض الشباب ليسوا باحثين ولكن يقومون بتطوير اختراع موجود فى الأساس. وأكد أستاذ الجولوجيا بجامعة حلوان ، أن وزارة البحث العلمى سوف تنظر بحسم لحل قضية تهميش الشباب الباحثين وخصوصًا بعد المؤتمر الاقتصادى الذى يعد بداية لتعاون دولى محترم، وتأكيدًا على أن مصر دولة مستقرة إلى حد ما ، فضلاً عن استطاعتها فى أن تكون دولة جاذبة للاستثمار وليست طاردة له كما تظن بعض الدول . وأعرب الدكتور عمرو عدلى، المدير التنفيذى لصندوق التنمية والعلوم التكنولوجية، أن الشباب المخترعين غير مهمشين فأكاديمية البحث العلمى تحاول جاهدة فى مساعدهم للوصول بالأختراع لأقصى كفاءة ممكنة،مبينًا أن الصندوق له عديد من الأدوار الرائدة فى خدمة مجال البحث . وأوضح عدلى أن صندوق التنمية يقوم بالتمويل الكامل للشباب المخترعين بمختلف أعمارهم بداية من الطالب وصولا بالأستاذ الجامعى، مشيرًا إلى أن الصندوق يمول جهات بحثية رسمية. ودعا المدير التنفيذى لصندوق التنمية والعلوم التكنولوجية، المخترعين الشباب بالانضمام لجهات بحثية معروفة لتوفير ما يحتاجونه من متطلبات تخدم الاختراع. وفى سياق متصل أشار الدكتور محمد الكردي، نائب رئيس قسم علوم المواد في مركز النانو تكنولوجي بجامعة زويل، أنه منذ عاميين قامت وزارة البحث العلمى بخطوة جيدة تجاه الشباب الباحثين حيث قدمت منح للباحثين المغتربين للرجوع لمصر ومساعدتهم فى تمويل الاختراعات العلمية ، مضيفا إلى أن قيمة التمويل ضئيلة حيث إنشاء معمل خاص للمخترع وبه الأجهزة العلمية المطلوبة يتعدى ل 5 ملايين جنيه. وتابع الكردى أن المؤتمر الاقتصادى سيعمل على التمويل الجيد للمخترعين المصريين حتى لا يضطروا إلى اللجوء للسفر لعرض الاختراع بالخارج. بينما وافق الدكتور محمد مجد الدين أستاذ الكمياء العضوية، أن الشباب المخترعين مهمشون من قبل وزارة البحث العلمى ولابد وضع آليات تطبيقية جديدة للأبحاث، لافتا إلى تغيير رؤية الباحث أن الدول الخارجية هى الأكثر اهتمامًا بالاختراعات العلمية حيث إنها تستغل الأبحاث. واستكمل مجد الدين، أن المؤتمر الاقتصادى وسيلة لتطبيق الأبحاث العلمية ويستفيد القائم بالبحث منه لإثبات وجودة ، فضلاً عن الاستفادة علميا لتقديم مزيد من الاختراعات.