شقاوة لسان

رحلة إلى الجنوب

كلما ذهبت في رحلة إلى جنوب مصر شعرت بالضيق الشديد بسبب مشاهدتي كل هذه المساحات الشاسعة من الاراضى الصحراوية المهملة دون أن يتم استثمارها في المشاريع الثقافية أو الصناعية أو حتى الزراعية خاصة أن معظمها صالح للزراعة لكنها للأسف تعانى من الإهمال الشديد من المسئولين الذين لا يفكرون في استثمارها بشكل جيد .
ففي رحلتي الأخيرة إلى مدينة أبو سمبل السياحية جنوب أسوان في شهر أكتوبر الماضي كانت الاراضى تحيط بنهر النيل في منظر بديع لا يجد من يفكر في استغلال وزراعة هذه الاراضى خاصة أن النيل فى هذه المنطقة جنوب السد العالي ملى بالطمي .
نفس المشكلة رايتها وأنا في طريقي إلى مراسم حسن فتحي بمدينة باريس في جنوب مصر والتي تبعد حوالي 90 كيلو عن مدينة الخارجة والاراضى الصالحة للزراعة كثيرة ولكنها في حاجة إلى من يستصلحها ويزرعها و للأسف تسيطر عليها الدولة دون أن يكون هناك خطة إستراتيجية للاستفادة من منها .. وقد يكون هذا السبب في تدهور الثقافة في هذه الأماكن فمن لم يفكر في زراعة هذه الارضى لتأتى لنا بالمحاصيل الزراعية التي تعيننا على الحياة فكيف سيفكر فى زراعة العقول وتنميتها ثقافيا نحن في حاجة إلى تغيير العقول الثابتة واختيار مسئولين على درجة كبيرة من الوعي حتى نستطيع أن نسابق باقي الأمم ونعود الى المقدمة فى كل المجالات.