لم أتخيل أن قلب الأحياء الشعبية بهذا السوء، زبالة، توك توك، صخب ال دى جى، ميكروباصات، زحام، طرق مكسرة، انفلات ليس له حد ولا رادع وضابط له، ولم أتخيل كذلك أن الخدمات الحكومية لا تصل إلى هذه الشوارع الجانبية، وأن المحافظات والأحياء لا تهتم سوى بالشوارع الرئيسية والأحياء الراقية. كنت أؤدي واجب عزاء فى منطقة شبرا، فى شارع مسجد كريستال عصفور، أحد الأصدقاء نصحني أن أدخل بشارع كلية الزراعة حتى الكوبري، وألف من أسفل الكوبري يسارا وأركب الكوبري، فى نهاية الشارع أدخل يمين اجبارى وهناك أسأل عن مسجد عصفور. بعد أن نزلت من الكوبرى(لا أذكر اسمه) ووصلت إلى نهاية الشارع، صدمت من حجم الزحام وسيارات التوك توك والميكروباصات، دخلت يمينى الإجباري، الشارع حارتين، فى وسطه جزيرة صغيرة، عبارة عن رصيف، كم الزبالة الملقاة فى الجزيرة وعلى جانبى الشارع حدث ولا حرج، الشارع نفسه مكسر ومليء بالمطيات، مزدحم بسيارات التوك توك والميكروباصات والمحلات التجارية والبضائع. بعد فترة نصحونى أن ألف مع أول فتحه يسارا وأعود إلى أول يمين سترى مسجد كريستال عصفور، هذا الشارع أجارك الله من التراب والزحام والتوك توك، ومع أن العزاء كان على بعد خطوات من المسجد، إلا أنني تمكنت من الوصول للشادر بعد نصف ساعة. طوال فترة العزاء كنت أفكر فى كيفية الخروج والإفلات من عشوائية التوك توك والميكروباص، أدرت محرك السيارة وسألت أحد السائقين عن كيفية الخروج إلى حى مصر الجديدة، نصحنى أن أسلك نفس الطريق إلى نهايته وألف يمينا ويسارا معه، وأعبر كوبرى مسطرد وأواصل سيرى، وبعون الله سينتهى الطريق بى إلى ميدان المحكمة. أعترف أنها المرة الأولى لى فى دخول هذه المنطقة، وأننى لا أمتلك خبرة كبيرة بمعظم أحياء وشوارع القاهرة، وما أعرفه عن حي شبرا هو طريق الكورنيش ابتداء من أمام هيئة الكتاب وحتى ميدان المؤسسة إلى طريق الإسكندرية الزراعى، وشارع أحمد حلمى ابتداء من المؤسسة وحتى محطة مصر، وشارع شبرا من رمسيس وحتى روض الفرج، ولا أحفظ المحطات جيدا، ولا الشوارع الجانبية، كما اننى لا أميز جيدا بين شبرا مصر وشبرا القليوبية. الطريق الذى سلكته حسب الوصف كان فى حارتين، مكسر والزبالة فى الجزيرة بأحجام كبيرة وعلى جانبى الشارع، التوك توك أكثر من المارة ومن سكان الحى، وكذلك سيارات الميكروباص، يسيرون بطول وعرض الشارع، ويقفون فى أى مكان وفى أى لحظة، رائحة الزبالة تزكم الأنوف، فى جزء من الشارع لمحت يافطة كبيرة لحى شرق أو غرب شبرا، أمامه كم من الزبالة والزحام والصخب والبضائع على الأرصفة أمام المحلات. أين الحكومة ممثلة فى المحافظة والأحياء وهيئة النظافة وشرطة المرور؟، هل محافظ القاهرة تم تعيينه فقط للشوارع الرئيسية والأحياء الراقية؟، هل كتب على أهلينا فى الأحياء الشعبية أن يعيشوا فى هذا المشهد القبيح؟، كيف نطالبهم ألا ينساقوا خلف الفكر المتطرف والمتشدد؟.