الفنانة شادية، مريم فخر الدين، مديحة يسرى، محمد فوزى، تحية كاريوكا كل هؤلاء كان لهم السبق فى دعم الجيش وعلى رأسهم كوكب الشرق" أم كلثوم" التى قدمت عديدًا من الحفلات الفنية بالداخل والخارج وكانت إيراداتها تعود لصالح الجيش المصرى. جاءت" لم تكن وطنية أم كلثوم مجرد قصائد تتغنى بها فى حب مصر، بل لعبت دورًا وطنيًا ومؤثرًا، واعتلت المسرح وتغنت بقصائدها" لصالح المجهود الحربى"، وجعلته شعارًا لها بعد نكسة 1967 وكانت إيرادات حفلاتها لتسليح الجيش لمواجهة العدوان الإسرائيلى. كان لأم كلثوم السبق فى التبرع عام 1956 بمبلغ" 10.000" جنيه مصرى من أجل إعادة إعمار بورسعيد التى عانت من قصف العدوان الثلاثى على مصر. لم تقتصر إيرادات حفلات أم كلثوم على مصر فقط، بل شملت حفلاتها الخارجية فى" باريس" جمعت من خلاله 212 ألف استرليني، والكويت إيرادات بلغت 100 ألف دينار. عبدالحليم حافظ "العندليب الأسمر" لم يكن أقل وطنية من الفنانين الذين ساندوا بلادهم بالتبرع بأموالهم، قام عبدالحليم حافظ بالتبرع بأجر جميع حفلاته للجيش المصرى عقب نكسة 1967. لم يقتصر الأمر على تبرع المغنيين فقط من زمن الفن الجميل؛ شارك عدد من الممثلين أمثال"ليلى مراد" و"تحية كاريوكا " حيث لعب كلا منهما دورًا وطنيًا فى دعم الإنتاج والمجهود الحربى. ليلى مراد"على الرغم من الشائعات والهجوم الشرس الذى تعرضت له ليلى مراد عبر تاريخها الفنى، التى اتهمتها بالخيانة والتجسس لصالح الموساد الإسرائيلى، إلا أن الحقائق أكدت وطنيتها عندما رفضت الهجرة إلى إسرائيل بعد حرب" فلسطين 1948". وعند قيام ثورة 1952 قامت"ليلى مراد"بزيارة لمكتب الرئيس الراحل محمد نجيب وتبرعت بمبلغ 1000 جنيه لدعم الجيش المصرى. وفى لافتة أخرى لدعم الفن للجيش المصرى عندما اتخذ " جمال عبدالناصر" قراره بالتحول إلى الاتحاد السوفيتى لتسليح الجيش بعد رفض الولاياتالمتحدة أن تمد مصر بالأسلحة، خرج الفنانون المصريون وفى مقدمتهم"فاتن حمامة" وفريد شوقى" فى احتفالية أطلقوا عليها"أسبوع تسليح الجيش" إلى الشوارع والمحافظات لجميع التبرعات مساهمة فى شراء صفقة السلاح الروسى الجيد. وبعد مرور 3 أعوام على مرور الثورة البيضاء وإعلان الجيش والشرطة الحرب على الإرهاب الأسود، نجد فنانو مصر يكتفون بالظهور فى القنوات الفضائية، وإعلان تأييدهم للجيش والشرطة فى الحرب ضد الإرهاب، وإن كان البعض منهم قد بدأ وتبرع من ماله الشخصى لصندق" تحيا مصر"، ولم يتحرك ساكنًا لمنتجي أفلام"عبده موتة" فى البدء بمبادرة إنتاج عمل فنى وتخصيص إيراداته لصالح دعم الجيش المصرى فى محاربة الإرهاب الأسود. وتعليقًا على هذا .. صرحت الفنانة القديرة" تيسير فهمى" أنه ليس بالأحرى ان يكون هناك عمل فنى جماعى لدعم"الجيش ضد الإرهاب"؛ ولكن لابد من مشاركة فعالة وملموسة على أرض الواقع المصرى. وأضافت فهمى يجب على الفنانين ممن يتقاضون ملايين الجنيهات فى الأفلام السينمائية والحفلات الغنائية أن يتحدوا فى عمل جماعى، ويخصصوا إيراداتهم لصالح الوطن، وإن كان هذا متأخرًا جدًا. وقالت" إيناس نور" الزمن مختلف فلا تقارن الوقت الحالى بعصر الفن الجميل، ولكن من السهل بعض الشيء على المطربين إقامة حفلات غنائية وتخصيص إيراداتها لصالح صندوق تحيا مصر. وأشارت نور إلى أنه من الممكن تنفيذ ذلك من خلال التنسيق مع" اتحاد المنتجين العرب " أو" نقابة الفنانين"، قائلًا:" سوف أكون بالتأكيد أول المشاركين". فيما أوضحت الفنانة"غادة إبراهيم" أن الفن والسياسة هما وجهان لعملة واحدة، معربة عن أملها فى وجود مبادرة فعلية من قبل نقابة الفنانين لعمل فنى يكون العائد بالكامل للجيش وأسر الشهداء الذين بذلوا كل نفيس وغالٍ من أجل منح الشعب المصرى الحرية التى نعيشها الآن.